هل تشكل مناعة القطيع للمغاربة بديلا عن غياب التلقيح؟
لا يزال الغموض يسيطر على توقيت انطلاق عملية التلقيح في المغرب، على غرار باقي الدول المجاورة، ولا يزال المواطن يفتح باب التساؤلات من قبيل هل أتى اللقاح؟ ولماذا لم تنطلق عملية التلقيح رغم كافة الاعلانات المرتبطة بعملية المحاكاة وبتداريب الأطباء وبتوفير كافة الأمور اللوجيستيكية الضرورية لانطلاق العملية، ومما زاد من هلع المواطن هو عدد من الأخبار التي تم تداولها في الآونة الأخيرة بخصوص غياب التلقيح في المملكة.
وفي هذا الصدد، كشف الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، أن “وزير الصحة لم يعلن على تاريخ قار لانطلاق حملة التلقيح الوطنية، لكنه كشف أن المغرب سيعرف المناعة الجماعية في نهاية شهر ماي، وبالتالي أن شهر رمضان القادم يكون في الحياة الطبيعية، بما معنى أن عملية التلقيح يجب أن تنطلق في شهر فبراير”.
المغرب لم يتوفر على نتائج التجارب السريرية الثالثة
وفي السياق ذاته، أبرز كروم في حديثه مع “آشكاين” أن “المغرب انطلق في الإجراءات الأولية من أجل اقتناء ما يكفي من الجرعات من شركتي سينوفارم وأسترازينيكا”، مؤكدا “اللقاح الصيني يعتمد على الطريقة التقليدية المعتمدة في عدد من اللقاحات، وهي الاعتماد على صنع اللقاح على الفيروس الميت، وهذه الطريقة تستدعي الاطلاع على نتائج التجارب السريرية الثالثة، وعلى ما يبدو أن هذه النتائج لم يتوفر المغرب عليها لحدود الساعة ولهذا إن المغرب متريث، ووزارة الصحة لا يمكن لها المغامرة بدون الحصول على نتائج التجارب السريرية، التي تأخذ الوقت في توفرها”.
المضاربة على اللقاح
“هناك عدد من الدول الغنية التي اقتنت كميات كبيرة من اللقاح، من قبل حتى أن يتوفر، بما فيهم كندا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا”، يضيف كروم، مردفا “أصبحنا أمام ما يسمى المضاربة، وهي أن الطلب كثير والعرض قليل، كل الدول تريد توفير اللقاح لشعوبها، وهناك أنانية كبرى بين الدول، وهذه من بين المشاكل كذلك التي عطلت اقتناء اللقاح في المغرب”.
وأردف كروم، في حديثه مع “آشكاين” أن “الارتياب الوحيد الذي يعيشه المواطن المغربي الآن هو مدى توفر اللقاح، وأقول لا أتوقع نهائيا أن يكون هناك أي تستر على خبر تسلم اللقاح، وأن لا تنطلق عملية التلقيح مباشرة بعد تسلم عملية التلقيح الجماعية”، مشيرا “لأنه إذا ما وصل اللقاح ولم تنطلق عملية التلقيح فهنا الأمر خطير، سيكون أي مواطن متوفي بسبب الفيروس، كان من الممكن إنقاذه”.
للتخلص من الأزمة لا بد من المناعة الجماعية
“للخروج من الأزمة الصحية التي نعيشها في المغرب خاصة هو توفر المناعة الجماعية”، يزيد الإطار الصحي بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، مشيرا “بمعنى أنه يجب تلقيح 80 في المائة من الساكنة، وفقا بما صرح به وزير الصحة، انطلاقا من المندرجين في الصفوف الأمامية”.
أما بالنسبة لعدد من الأخبار المتداولة بشأن اللقاح ومواعيد انطلاق حملة التلقيح في بلادنا، قال الإطار الصحي “أنا كمتتبع للشأن الصحي لا أنصح إلا بمتابعة الأخبار المتعلقة بالتلقيح من مصادرها الرسمية”، مردفا “وزارة الصحة أخدت وقتها الكافي في التجهيز لعملية التلقيح الجماعية المرتقبة، وهناك 12 مدير جهوي يجتهد في متابعة تعليمات وتوجيهات وزارة الصحة، والموارد الجهوية أصبحت متوفرة وكافية بعد الاستعانة بطلبة السنة الثانية والثالثة من الممرضين والأطباء، فضلا على أن للمغرب تجارب ناجحة سابقة في عملية التلقيح، إذن ننتظر فقط توفر اللقاح”.
وبخصوص فيروس كورونا في نسختها الجديدة، زاد كروم “السلالة الجديدة بالنظر إلى سرعة انتشارها لا أظن نهائيا أن تعمل السلطات المغربية على إخفاء الحالات المصابة، بالعكس لو كانت لأُعلن عليها مباشرة، كما أن وزارة الصحة الآن تعمل على الكشف على عدد من التحاليل الخاصة بالفئات المتعلقة بالطلبة والتلاميذ، وإن عملية التستر ليست في صالح الدولة المغربية، بالعكس لو كانت حالات لتم الإعلان عليها، ولتم العمل على حملات التوعية والتحسيس من أجل تفاديها أكثر”.
لا تتحقق مناعة القطيع الا اذا شملت سكان العالم فنحن في المغرب لا نعيش بمعزل عن العالم بل وحتى التلقيح فانه لا وقاية حقيقية الا بتمنيع جميع الدول في فترات متقاربة دون استفراد بعض الدول بالتلقيح. المفروض ان التلقيح كان يجب ان يتم باشراف المنظمة العالمية للصحة ولكن انانية الدول العظمى جعلت الدول الفقيرة والنامية في مواجهة مباشرة مع الفيروس. اوصيكم بالوقاية والتباعد واحترام حالة الطوارىء الصحية في انتظار الغيث ان شاء الله.