لماذا وإلى أين ؟

خبير مغربي بأمريكا يكشف “خطورة” لقاح كورونا (حوار)

في خضم تضارب الآراء بخصوص تاريخ وصول اللقاح وانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح بالمغرب التي كان من المفروض أن تنطلق حسب ما تم الإعلان عنه سابقا من طرف الوزارة الوصية على القطاع، في دجنبر الماضي، أصبح المواطن المغربي البسيط حائرا بين مطرقة انتظار الخلاص من الأزمة  عن طريق التلقيح وسندان انتظار مرور الوقت للكشف عن نتائج الدراسات التي تجري على اللقاحين الذين اقتناهما المغرب.

وبين هذا وذاك تلزم وزارة الصحة الصمت المطبق، ولا تخرج بأي بلاغ صحفي توضح فيه أسباب تعثر وصول أولى الشحنات من لقاحي “أسترازينيكا” البريطاني الذي يعتمد في تركيبته على “ناقل فيروسي” و”سينوفارم”الصيني الذي يعد عبارة عن فيروس كوفيد19 ميت، والتي أعلنت الوزارة أنها اقتنت منهما ما مجموعه 66 مليون جرعة، وكان حري أن تصل بعضها يوم السبت الماضي 16 يناير الجاري.

البروفيسور والخبير في علم الأحياء والمناعة، عبد الجبار الأندلسي، المقيم بأمريكا والمتابع للشأن المحلي ولملف تدبير الجائحة، ينتقد بشدة طريقة تدبير الوزارة للوضعية الوبائية، ومعها اللجنة العلمية للتلقيح حول “كوفيد19″، بالأخص على مستوى السياسة التواصلية، وما اعتبرها “ضبابية ممنهجة” في التعاطي مع الملف الذي يهم ملايين المغاربة.

“آشكاين” قامت بإجراء الحوار التالي مع البروفيسور الأندلسي للوقوف على عدد من المحاور التي تخص ملف الجائحة، حيث سيتطرق متحدثنا إلى الكشف عن عدد من النقاط التي تجعله يعارض توجهات الحكومة ووالوزارة وكذا اللجنة العلمية.

مرحبا بك بروفيسور وشكرا على تلبية الدعوة.. بداية لماذا في نظركم لقاحي “سينوفارم” الصيني و “أسترازينيكا” خطيرين على صحة المغاربة؟

سأغتنم الفرصة لأتحدث على جميع أنواع اللقاحات المطروحة في السوق، ومنها سيتم استنتاج مدى فعالية لقاحي أسترازينيكا وسينوفارم، إذن جميع اللقاحات تعتمد على مضادات وهي عبارة عن بروتينات شوكية، هذه الأخيرة هي التي تمثل خطرا على صحة الإنسان.

وقواعد تطوير اللقاحات تقول إنه يجب تفادي كل البروتينات أو المضادات التي بشكل طبيعي أو في الحالة الفيزيولوجية العادية لجسم الإنسان تساهم في ضبط برامج جهاز المناعة، وهذا التفادي يظهر جليا اليوم في الأعراض الجانبية التي تطورت عند المتطوعين بلقاح فايزر، بمعنى أن هؤلاء عند تلقيحهم طوروا أعراضا جانبية للحساسية الناتجة عن البروتينات الشوكية.

والخطر الثاني يكمن في اللقاحات التي تعتمد على الفيروس بعد إخضاعه للحرارة أو علاجات تزيل عنه شراسته، وتبقى فقط مضاداته وبروتيناته الشوكية الموجودة في الغطاء الخارجي للفيروس من أجل أن تدخل في خلايا جهاز المناعة ويتم تطوير الذاكرة المناعية خلال هذا اللقاء، حيث اليوم الذي قد يصاب الشخص فيه بالفيروس، فإن جهاز مناعته يتعرف عليه ويحاربه.

وهنا يكمن إشكالين يتعلق بمصدر الفيروس غير المعروف أو المجهول من جهة، وطريقة قتل هذا الفيروس بالحرارة والكيماويات قد لا تكون فعالة من جهة ثانية، إذن ممكن أن يسبب اللقاح أعراضا خطيرة وبالتالي في الوقت الذي نعتبر أن الفيروس مقتول سيدخل جسم الإنسان ويعود نشيطا، وهذا الأمر سبق أن حدث. وإشكال آخر في موضوع اللقاحات بصفة عامة يتجلى في كون الأشخاص المصابون بالفيروس ولا تظهر عليهم الأعراض هل سيتم تطعيمهم أم لا؟ وهذه هي الخطورة التي أخشاها على المغاربة.

طيب، لقاح “سينوفارم” ولقاح “أسترازينيا” يدخلان في هذه الأنواع من اللقاحات، لكن ما العمل في نظركم؟

وللإضافة، فإن لقاح “أسترازينيكا” أعتبره خطيرا أيضا ليس فقط بالنظر إلى ما أسلفت الذكر،  وإنما أيضا بالنظر إلى ما توصلت به الشركة من فعالية عن طريق الخطأ، علما أن القاعدة تقول: عندما نتوصل لنتيجة ما عن طريق الخطأ يجب تكرارها على الأقل 3 مرات، ما دام أن الشركة وجدت في بريطانيا نسبة 90 في المائة بعد أخذ جرعة كاملة + نصف جرعة عوض أخذ جرعتين كاملتين حيث الفعالية لم تتجاوز 70 في المائة آنذاك.

المعمول اليوم، هو أننا نجري تجارب ودراسات سريرية على عدد من المتطوعين المغاربة، بغض النظر عن تاريخ وصول اللقاح “يجي فوق ما جا وكل ما تعطل مزيان وأتحمل مسؤوليتي”، لأن الدراسة السريرية وبالبروتوكول الذي قالت أسترازينيكا أن فعاليته اكتشفتها عن طريق الخطأ، وأؤكد على الشفافية والتعاون والمسؤولية بين الجميع .

نريد نتائج للتجارب والمرحلة التالثة، سيما للقاح شركة سينوفارم التي تعيش على وقع فضائح كبيرة.. وبالرغم من أنني متيقن أن اللقاحات المبنية على البروتينات الشوكية لن تنجح، إلا أنه لا مانع في أن نقتني جميع اللقاحات وإجراء دراسات سريرية على عدد من المتطوعين.

هاجمتم غير ما مرة  اللجنة العلمية ووصفتموها بـ “اللاعلمية والمضللة”، لماذا ؟

أنا لم أحكم على اللجنة بقدر ما تحكم عليها سياستها التواصلية وتدبيرها للملف، نعلم جميعا أن ملف تدبير الوباء بالمغرب بناء على الحقائق والأدلة عرف كوارثا، أولها تشكيك رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وكارثة عدم إلغاء عيد الأضحى لأنه بعد العيد وقع ارتفاع كبير للوفيات والإصابات، إلى جانب كارثة الدخول المدرسي الذي لم يتم فيه احترام التدابير الاحترازية، اليوم نريد تقييما للمرحلة ونرى إن كانت اللجنة نجحت في تدبير الجائحة.

تحليلاتي الشخصية المبنية على خبرتي تبين لي أن هذه اللجنة غير كفؤة ولم يتم فيها احترام المعايير. أنا منذ مدة أطرح أسئلة علمية وأتمنى من اللجنة العلمية أن تكون لديها الشجاعة العلمية لإجراء مناظرة علمية معي يتابعها المغاربة أجمعين، وبالتالي الإجابة على هذه التساؤلات التي يبدو أنها غير قادرة على الإجابة عليها وهذا يدل على أنها خائفة في الوقت الذي من المفروض أن تتجاوب مع النتقادات أو التساؤلات بتقديم العلم لأنها ليست لجنة برلمانية أو وزارية.

ذكرتم في إحدى تصريحاتكم أنكم تواصلتم مع الوزير وحذرتموه بخصوص اللقاحين على اعتبار أنهما لم يخضعا للبروتوكولات الكافية المعمول بها،  حدثنا عن مادار بينكما وماذا كان رد الوزير؟

صحيح، تواصلنا أنا ووزير الصحة خالد آيت الطالب عبر تطبيق “واتساب” وماقشنا بعض النقاط، إلا أن الوقت لم يكن كافيا حيث اتفقنا على أن يكون لقاء آخر أو تواصل آخر بيننا، وأكدنا أن الوقاية في هذه المرحلة خير من اللقاح ووعدني بالالتحاق باللجنة العلمية، واستجبت بدوري للدعوة وأعربت عن استعدادي لخدمة الصالح العام لبلادي، إلا أنه لحد الساعة لا جديد في الأمر. وأؤكد أنني أريد اعتماد المنهج العلمي وأرى أنه لا داعي للعجلة في عملية التلقيح مع ضرورة الصرامة في التدابير.

حسنا، ماهو ردكم على البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، الذي أشار إليكم دون ذكر اسمكم، وقال إن “اللجنة العلمية لا ترد فقط لعدم إعطائكم “القيمة العلمية” التي تلفقونها لأنفسكم” بعد خرجاتكم “التشكيكية”؟

شكرا لإعطائي حق الرد، اهتمامي بالوضعية الوبائية بالمغرب مبني على خبرتي وتخصصي في الميدان والأدلة موجودة، فأنا لا ألفق ولا أنتحل أي صفة والأدلة موجودة على ما أقول في محركات بحث “غوغل ” والمشكل اليوم أنني عندما أتحدث عن الملف الوبائي لا أتحدث عنه من منطلق ما هو شخصي وعاطفي وإنما من منطلق المهنية والمسؤولية وبكل روح وطنية “ومعتديش مشاكل شخصية مع أي شخص سواء في اللجنة العلمية ولا الوزارة، ولكن هذا لا يمنع أننا نتحدث على الواقع والحقيقة كما هي لحماية بلادنا.

الإشكال أن ما قاله البروفيسور الابراهيمي جاء بصيغة التشكيك والتشكيك ثم التشكيك، في حين نحن لا نشكك في اللقاح، بقدر ما نشكك في مدى نجاحته نظرا لما أسلفت الذكر، عضو اللجنة العلمية ربما لديه رسالة مبيتة من أجل تغيير مفهوم التشكيك ويتم إلصاقها بجهة أخرى، فلن نسمح بذلك، لأن المشككين معروفين وعلى رأسهم رئيس الحكومة.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

6 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الاندلوسي
المعلق(ة)
15 مايو 2021 23:59

اس بان لكم اليوم بعد 4 اشهر … كيف حاكم اللقاح … لا اتكلم مع اصحاب البلاسيبو … بل ضحايا اللقاح

BOUFOUS
المعلق(ة)
19 يناير 2021 18:29

UN DEBUTANT – POUR ENFIN DEMANDER A SAUVER LE MONDE- JE DOUTE QU’IL A TERMINE SES ETUDES MEDICALES

BOUFOUS
المعلق(ة)
19 يناير 2021 18:28

N’IMPORTE QUOI- A CROIRE QU’IL N’A PAS LES PREMIERES NOTIONS DE L’IMMUNITE- JE DOUTE QU’IL TERMINE SES ETUDES ME
DICALES CLASSIQUES

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
18 يناير 2021 23:44

لا ثقة لدينا في مسؤولينا…هذه هي خلاصة الكلام

متتبع
المعلق(ة)
18 يناير 2021 21:19

تناقض لديك شككت في جميع اللقاحات وفي الاخير عدت تقول انك لاتشكك في هذه اللقاحات وهذا اكبر دليل على انك تبحث عن مكان في اللجنة ولما تم تجاهلك بدات تقذف يمينا وشمالا. لدينا الثقة الكاملة في لجنتنا الوطنية وسوف نجتاز الازمة باذن الله.كان افضل شيء تقوله هو دعوة المواطنين الى التقيد بالتوجيهات الهادفة للحماية وضخ نوع من الامل في نفوس المواطنين بدلا من التأييس والتشكيك في كل شيء.

لحسن صبير
المعلق(ة)
18 يناير 2021 20:45

حديث المستجوب عن وعد بالالتحاق باللجنة العلمية يثير اكثر من سؤال حول مصداقيته ,,اما تشكيكاته في كل انواع اللقاحات التقليدية منها و”الجينية” فاجدر به ان يعتنق نظرية “الانتخاب الطبيعي” مع ان المعلوم ان كل التصديقات الدولية لحد الآن وبجميع الدول المنخرطة في التلقيح تمت وفق مفهوم “التصديق الطارئ”

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x