لماذا وإلى أين ؟

فنان مغربي: غنيت للتطبيع لنشر ثقافة التسامح والتعايش (حوار)

لم تقتصر مسألة استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل أو ما يصفه البعض بـ”تطبيع العلاقات”، على المجال السياسي فحسب، بل تجاوزت ذلك لتقتحم المجال الرياضي والفني بالمغرب، ببروز مبادرات رياضية وأخرى فنية تنحو نحو هذا الهدف.

الفنان المغربي الأمازيغي لحسن أنير، أصدر قبل أيام أغنية “الملاح” التي يتغنى من خلالها بالتعايش والتسامح بين مختلف الديانات السماوية بالمغرب، الأمر الذي اعتبره البعض تنويها بقرار “تطبيع العلاقات مع إسرائيل” واحتفاءً به.

أنير كشف في حوار مع “آشكاين”، أن الأغنية “تهدف لنشر التسامح والتعايش بين المواطنين المغاربة، خاصة أن المغرب هو بلد التسامح والتعايش”، مشيرا في حديثه عن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إلى أن هذا القرار “سيجعل من المغرب بوابة التنمية الأفريقية، وأن المغرب سيصبح من بين الدول العظمى في أفق 2040”.

وفيما يلي نص الحوار:

“أسكاس أمباركي” السي “أنير” وشكرا على قبول الدعوة، في البداية كيف تعرف نفسك لقراء “آشكاين”؟

شكرا لكم على الإستضافة. لحسن أنير ابن بيئة فنية ترعرعت ونشأت في بيئة فنية منذ الطفولة بمنطقة “أنكريم” بجماعة أقصري شمال أكادير. طبعا لست من المتطفلين على المجال الموسيقي وإنما تربيت في حضن وبيئة فنية، خاصة أن خالي هو فنان وقدم الكثير للساحة الفنية. كما راكمت تجربة في العديد من المناسبات والحفلات والمهرجانات منذ الصغر إلى أن أصبحت لي أعمال خاصة لقت نجاحا واسعا.

البعض يقول إنك أول فنان مغربي يتغنى بـ”التطبيع”، كيف انبثقت فكرة هذا العمل؟

أغنية “الملاح” هي بمثابة تكريم للفضاء المغربي المعروف منذ الأزل بالتعايش والتسامح، خاصة أن الطائفة اليهودية موجودة في أراضي تمازغا منذ عهد الفينيقيين. وبالتالي فالأغنية تهدف لنشر ثقافة التسامح والتعايش، وإبراز المغرب كفضاء للتسامح بين جميع الديانات السماوية وكل الأيديولوجيات.

بعض الناس حاولوا تأويل مضمون الأغنية، والتي لا علاقة لها بقضية التطبيع، وإنما هي إشارة إلى أن الطائفة اليهودية هم مغاربة كذلك. وهذا التأويل سببه تزامن إصدار الأغنية مع حدث الإتفاقية الثلاثية بين المغرب وإسرائيل وأمريكا، والتي جرى الإعتراف الأمريكي بموجبها بمغربية الصحراء، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على الإقتصاد الوطني وجعل المغرب بوابة التنمية الأفريقية، وأكيد أن المغرب سيصبح من بين الدول العظمى في أفق 2040.

وبالتالي فالأغنية جاءت من أجل تزكية القرار الأمريكي بالإعتراف بمغربية الصحراء واتفاق المغرب وإسرائيل على استئناف العلاقات الثنائية، والذي ينصب في مضمون الأغنية المتمثل في نشر ثقافة التسامح بين جميع الأديان والأجناس، خاصة أن المغاربة معروفون بالتعايش مع اليهود منذ سنوات في أمن وآمان.

ألم تخف من ردة فعل الجمهور، خاصة أن موضوع “التطبيع” قسم المغاربة ما بين مؤيد ومعارض؟

أعتقد أن الفنان مرآة المجتمع ويحمل رسالة نبيلة، فالفن لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا وطن له سوى القلب. لذلك فالفنان يجب أن يعكس ما يقع في المجتمع. الأحداث الأخيرة عالجتها من زاوية الفنان الذي يؤمن بقيم التسامح والتعايش بين جميع الديانات، ففي المغرب هناك مسلمين ويهود ومسيحيين وملحدين، لكنهم يتعايشون في وطن واحد، الأمر الذي يفرض علينا جميعا ترسيخ مبدأ المواطنة الحقة والدفاع عن القضايا الوطنية بالرغم من اختلاف الأديان والتصورات.

خرج عدد من الفنانين الأمازيغ للإحتجاج على ما يسمونه “الحكرة”، هل فعلا الفنان الأمازيغي السوسي “محكور”؟

شخصيا لا أتفق مع هذا الطرح، بحيث أنه لا يمكن لأحد أن يحتقر الآخر في هذه البلاد لأنها تتسع للجميع. فالأمازيغية حاضرة في الدستور منذ 2011 وفي الإعلام العمومي كذلك، باستثناء بعض القنوات التي لا تحترم دفاتر التحملات، لذلك يجب مواصلة النضال في هذا الإطار. وأعتقد أن إبداعات الفنان هي من تجعله حاضرا بقوة أو “محكور”.

فإن كان الفنان الأمازيغي يعتبر نفسه “محكور”، فربما هؤلاء لم يواكبوا الحدث والتجديد الذي عرفته الساحة الفنية، وهل هم مسجلين في المكتب المغربي لحقوق المؤلف ؟ وهل يستفيدون من حقوقهم منه أم لا ؟ لكن شخصيا أنا في اتصال دائم مع مكتب حقوق المؤلف واعتبرهم نموذجا في التواصل في الإدارة المغربية.

الفنانون الذين يعتبرون أنفسهم “محكورين” ربما هم مقصرون من حيث التواصل أو في إنتاج الأعمال الفنية. فاليوم يجب أن يتوفر الفنان على مدير أعمال لأن المجال شهد تطورا متسارعا. طبعا مجموعة من المهرجانات لا تحضر فيها الأغنية الأمازيغية، هذا يدفعنا للمزيد من النضال من أجل الضغط على الحكومة بغية إخراج قانون الفنان إلى حيز الوجود، لأنه هو من سيضمن كرامة الفنان.

طيب، في خضم الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الأمازيغية خرج عدد من “الشيوخ” يحرمون هذه الاحتفالات، كيف ترى ذلك؟

الأشخاص الذي خرجوا سامحهم الله يحرمون احتفالات “إيض يناير” يغالطون الناس. فالإحتفال لا علاقة له بالدين بقدر ما هو مسألة تاريخية، تحيي عادات الأجداد والفرح بما تنتجه الأرض من خيرات. فهذه الإحتفالات مغربية ٪100 وغير مستوردة، بل رسخها الأمازيغ منذ قرون ويجتمع فيها المواطنون للإحتفال ويتولد الحب والسلام فيما بينهم، والذين يحرمونها يدعون إلى التفرقة والكراهية.

أخيرا، حدثنا عن جديدك الفني؟

فيما يتعلق بآخر الأعمال، فقد انتهيت من تصوير “فيديو كليب” تحت عنوان “أناروز” وهو عنوان “ألبوم” مدعم من طرف وزارة الثقافة، ويضم أربع أغاني، أولهما “أكفاي إضلان” والثانية أرزاق أما الثالثة فاسمها الزعفران، وستكون متوفرة في الأسواق في الأيام القليلة المقبلة على شكل قرص CD وواحدة “فيديو كليب” على قناتي على “اليوتيوب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبدو
المعلق(ة)
20 يناير 2021 13:15

التسامح مع قتلة ومجرمين حرب ومغتصبين ومحتلين لفلسطين
انه من باب التصهين يتهافت كل من دب وهل

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
20 يناير 2021 12:40

شكون اللي خاصو يتسامح ويغني للتسامح؟؟؟؟؟
الضحية أم الجلاد؟؟؟؟؟
هذا ذل وعبودية…ومن رضي بالذل سيظل عبدا أبد الدهر
الذليل الذي نشأ على الذل، يستحيل أن تغرس في نفسه عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال!

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
20 يناير 2021 12:40

شكون اللي خاصو يتسامح ويغني للتسامح؟؟؟؟؟
الضحية أم الجلاد؟؟؟؟؟
هذا ذل وعبودية…ومن رضي بالذل سيظل عبدا أبد الدهر
الذليل الذي نشأ على الذل، يستحيل أن تغرس في نفسه عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x