لماذا وإلى أين ؟

لماذا لا تستعين حكومة العثماني بالسلاوي لتطوير لقاح خاص بالمغرب؟

تعيش عدد من الدول سباقا محتدما نحو اللقاحات من أجل تطعيم مواطنيها، خاصة وأن الدول الغنية استحوذت واحتكرت ملايين الجرعات، الأمر الذي ينعكس على دول العالم الثالت ومن بينها المغرب، نظرا لصعوبة تأمين العدد الكافي من الجرعات لجميع ساكنة الكرة الأرضية في وقت وجيز.

هذا الضغط العالمي وهذا السباق صوب الخروج من الأزمة، في ظل استمرار عمل بعض الشركات بالعالم على تطوير لقاحات أخرى من شأنها تخفيف العبء، برز على السطح سؤال حول مدى إمكانية تعاقد المغرب مع العالم المغربي منصف السلاوي، المستقيل من منصب رئاسة الفريق المكلف بالبحث و تطوير لقاح كورونا بكورونا من أجل تطوير لقاح خاص بالمغرب؟.

وفي هذا االصدد، شدد الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في تصريح لـ “آشكاين” أن الأمر غير ممكن من عدة جوانب، موضحا “لأن تطوير أي لقاح يستوجب إيجاد اللقاح في بادئ الأمر، وهذا يتطلب بنية تحتية جد متقدمة من البحث العلمي، مثلا فرنسا أرض لقاحاتها هو معهد “باستور” وبالرغم من إمكانياتها والملايير التي تصرف على البحث العلمي الذي يعتبر متطورا لا تتوفر لحد الساعة على لقاح”.

واستطرد حمضي قائلا “باستور لديها لقاحين يتم تطويرهما لا يمكن أن يكونا جاهزين إلا في آخر هذه السنة إن تمكنوا من ذلك”، مضيفا “وعندما نتحدث عن تطوير اللقاح لا نتحدث وفقط عن بنية انتاجه لأنه من الممكن نقل التكنولوجيا في مدة 3 سنوات مثلا، لكن الأمر يتعلق أيضا بضرورة التوفر على فرق من البحث العلمي الذي يتطلب الكثير، علما أن الأطر البشرية في العالم الثالث كله يهاجر إلى فرنسا أو أوروبا بصفة عامة، وهؤلاء بعد مدة يهاجر النخبة منهم لأمريكا”.

hamdi

فمنصف السلاوي، يورد الباحث في النظم الصحية، كمثال كان في المغرب وغادر صوب أوروبا وبعدها إلى أمريكا، هذه الأخيرة تستقطب الباحثين والبروفيسورات من جميع الأقطاب”، مضيفا “وهجرة هؤلاء الباحثين ومنهم السلاوي ليس من أجل المال وإنما لأن الأرضية وبنية الاشتغال هناك جاهزة وتوفر جميع اللوجستيك وكل ما يحتاجه العلم والبحث، في الوقت الذي  لا يتوفر عليها المغرب أو بعض البلدان الأوروبية “.

وزاد متحدثنا بالقول “بمعنى أن أمريكا تتوفر على مناخ وبيئة للبحث العلمي”، مسترسلا “باش تكون عندك استعداد لتطوير لقاح بالمغرب خص تكون عندك بنية تحتية لهذا البحث وخص تكون عندك بنية بشرية وميزانية لملايير الدولارات على مدة عدة سنوات”، وفق تعبيره.

واعتبر حمضي أنه في الوقت الراهن من الصعب انخراط المغرب لإيجاد لقاح خاص به، نظرا للاعتبارات السالفة الذكر، مبرزا “هذا لا يعني أننا لا يمكننا ذلك ولكن صعب جدا لأن البحث العلمي بالمغرب غير مبرمج على هذا الهدف، حتى ولو تم التشجيع عليه فليس بالضرورة أن تكون النتيجة على أرض الواقع إنتاج اللقاح”.

بمعنى، يشرح حمضي فكرته قائلا ” علينا تشجيع البحث العلمي كاملا لأن العلوم مترابطة وبعدها ترى في أي مجال يمكن أن يتطور فيه المجتمع وما الذي يمكن أن ينتجه، هل سينتج لقاحا أم قنبلة أم أشياء أخرى، لأنه من الممكن أن تكون دولة متقدمة في النووي ولكن لا يمكنها إنتاج أي دواء أو هي الأولى في الطاقات الشمسية وفي الفلاحة وفي الأمن المعلوماتي ولكن في ما يخص اللقاحات يمكن أن تكون الأخيرة”.

وأشار إلى أن منصف السلاوي خلال عمله لنطوير اللقاحات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لم يكن يقوم بالبحث وتطوير اللقاح أو يشتغل بالمختبرات بالرغم من أن الأمر تخصصه واشتغل في الميدان لسنوات عدة، وإنما عمله مع ترامب كان لترؤس الفريق الذي يشتغل على تطوير اللقاحات أي كان يقوم بعملية التنسيق والاتصالات وانجاز التقارير  حول مستجدات العملية وتوقعاته المرتبطة بها وتاريخ جاهزيتها.

وبحسب ااستراتيجية عملية التلقيح بالمغرب، والتي تم الإعلان عنها من طرف وزارة الصحة، فإن المغاربة ومن أجل اكتسابهم مناعة جماعية ضد كوفيد19، يتوجب على الأقل في المرحلة الأولى تلقيح 25 مليون شخصا في صفوف العاملين في الخط الأمامي للجائحة وكذا كبار السن والمرضى ذوي الهشاشة المناعية، فيما ينتظر أن يتوصل المغرب ب66 مليون جرعة لهذه العملية من شركتي “أسترازينيا” و”سينوفارم” الصينية.

ويذكر أن أولى شحنات لقاح “أسترازينيكا” و “أكسفورد” وصلت اليوم الجمعة 22 يناير الجاري، في رحلة على متن الخطوط الملكية من الهند حيث يتم  إنتاج اللقاح بشراكة مع معهد “سيروم” الذي يعتبر من بين أكبر معاهد إنتاج اللقاحات بالعالم، حيث وصل ما يناهز مليوني جرعة سيتم استعمالها في تطعيم مليون مغربي، على اعتبار أن كل شخص سيتلقى جرعتين اثنتين.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Mohand
المعلق(ة)
22 يناير 2021 22:37

كلام فارغ العلماء العرب في الخارج تقيدهم معاهدات لصالح الدول المكونة لمقامهم ،الغرب أو امريكا لهم حق ملكية الاختراع وووووو لكل قول رقيب عتيد من فضلكم لا تطلقوا العنان للكلام الفارغ

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x