2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبراء عسكريون يكشفون أبعاد تقديم “البسييج” معلومات استخباراتية لأمريكا

قدمت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مساهمة “قيمة” للوكالات الأمريكية للأمن مكنت من تحييد خطر جندي أمريكي “متطرف” خطط لتنفيذ هجوم إرهابي دموي بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال منحها معلومات استخباراتية حول تحركات وعلاقات المشتبه فيه.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد جرى توقيف الجندي “كول بريدجز” في نهاية الأسبوع الماضي، بينما كان يخطط لهجوم إرهابي يستهدف النصب التذكاري لـ11 شتنبر في مانهاتن، بنيويورك. كما كان الضنين يقوم بتسريب معلومات حساسة عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إلى عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق ما أوردته الصحيفة الأمريكية “نيوز تالك فلوريدا”.
الحدث المذكور يطرح أكثر من علامة استفهام حول مؤشرات هذا المعطى، وعلاقة الأجهزة الأمنية المغربية بنظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
الأمن المغربي اخترق الخلايا الإرهابية:
ويؤشر هذا المعطى بحسب المحلل العسكري محمد شقير، على “نجاعة وكفاءة الأجهزة الاستخباراتية المغربية في جمع المعلومات واختراق الخلايا الإرهابية المعروفة بعملها السري وإتقانها لعمليات التخفي والتمويه”، مضيفا أن “تزامن الحدث مع بداية ممارسة الإدارة الأمريكية بزعامة بايدن سلطاتها التنفيذية، سيزيد من تكريس أهمية التعاون الأمني بين البلدين في محاربة الإرهاب ليس فقط خارج الولايات المتحدة بل أيضا داخلها”.
وأشار شقير في تصريح لـ”آشكاين”، إلى أن هذا الخبر “يأتي مباشرة بعد استضافة مدير “البسييج” الجديد من طرف قناة تلفزيونية مغربية، وأدلى بتصريح حول معلومات حساسة ومهمة قدمتها المخابرات المغربية لمجموعة من الأجهزة الإستخباراتية سواء الإسبانية، البلجيكية، الفرنسية والأمريكية؛ التي ساعدت على إحباط أو القضاء على عمليات إرهابية في هذه البلدان”.
وأكد المحلل العسكري، أن الدول المذكورة أعلاه “تشيد بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المغربية من خلال توشيح المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني المتمرس بتتبع الحركات ونشطاء الخلايا الإرهابية من طرف السلطات الإسبانية والفرنسية”، مشددا على أن “زيارة السفير الأمريكي السابق لمقر المديرية العامة للأمن الوطني اعتراف صريح بنجاعة الأجهزة الإستخباراتية المغربية وتأكيد على مواصلة التعاون الأمني والإستخباراتي بين البلدين”.
ثقة أمريكا في كفاءة الإستخبارات المغربية:
ومن جهته، قال المحلل العسكري عبد الرحمان، إن العملية الأمنية التي أخبرت بها الأجهزة الأمنية المغربية نظيرتها الأمريكية، كانت ستكون لها تداعيات خطيرة على الأمن القومي الأمريكي، مشددا على أن هذا الأمر “اعترفت به مجموعة من المؤسسات المختصة في الشؤون الأمنية والعسكرية”، وهو مؤشر على أن “الأمن المغربي له عيون من داخل الجماعات الجهادية ويتوصل بمعلوماتها”.
واعتبر الخبير العسكري في حديث مع “آشكاين”، أن “الإسهام في تحييد خطر الجندي الأمريكي غير مستغرب من المصالح الأمنية المغربية المشهود لها بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة داخل المملكة وخارجها”، مبرزا أن التعاون المغربي الأمريكي في المجال الأمني قديم”.
وخلص المكاوي إلى أن المغرب عضو في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وهو “دليل على أن ثقة الأمريكيين في كفاءة الإستخبارات المغربية وقدرتها على الكشف عن المخططات الإرهابية سواء في المغرب أو في منطقة أخرى من العالم”، وفق تعبير المتحدث.