لماذا وإلى أين ؟

هل تختلف فعالية لقاح كورونا باختلاف المنطقة المستعملة فيه؟

أعلنت شركة اللقاح “جونسون آند جونسون” قبل يومين، أن “لقاحها الجديد ضد كورونا فعال بنسبة 72 في المائة في الوقاية من الأعراض المعتدلة أو الشديدة في الولايات المتحدة، لكن المعدل ينخفض إلى 66 في المائة في أميركا اللاتينية و57 في المائة في جنوب إفريقيا”، الشيء الذي فتح الباب أمام عدد من التساؤلات المتعلقة بمدى ارتباط فعاليات لقاحي “أستراسينيكا” و”سينوفارم” على البيئة المغربية، وما هي العوامل التي تساهم في فعالية اللقاح على جسم المتلقي؟

في هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إنه “ليس هناك أي إرشادات طبية للقاح، للقول أن هذه العوامل يمكن أن تساعد أو لا، لأنها هي مسألة متعلقة أساسا بمناعة الجسم والتقنية المستعملة في اللقاح نفسه، يعني الفعالية مرتبطة بمعدل المناعة في جسم الإنسان”.

وأوضح حمضي، في حديث مع “آشكاين” أنه على غرار النتائج المعلن عليها من شركة “جونسون آند جونسون” فإن “أستراسينيكا كذلك نسبة فعاليته تتراوح من 62 في المائة و90 في المائة، والمعدل هو 70 في المائة، والسبب في ذلك هو اختلاف البروتوكول المستعمل، يعني نفس اللقاح ونفس المنطقة واختلاف البروتوكول يقدم نتائج مختلفة”.

أول تجربة سريرية بالمغرب

“تجربة سينوفارم هي أول دراسة سريرية تُجرى في المغرب”، يضيف حمضي، مردفا “إذن ليس لنا تاريخ مع الدراسات السريرية حتى نستطيع المقارنة، ولم تصبح لدينا منظومة قانونية لتنظيم الأبحاث السريرية في المغرب إلا قبل خمسة سنوات”، ويزيد “لكن غالبا وفقا لعدد من الأدوية من قبل فإن النتائج تكون متشابهة، واستثناء هناك بعض الأدوية لها فعالية في جهة أكثر من جهة أخرى، وهو استثناء يفيدنا من أجل معرفة لماذا هذا الدواء بالضبط لم يعطي فعالية لدى فئات من الناس، وهكذا نفهم المرض أكثر والدواء أكثر”.

وفي السياق ذاته، أكد حمضي، أنه “سواء تعلق الأمر باللقاح أو بالأدوية هي من المهم أن تُجرى تجاربها عبر دراسات متعددة المراكز، بمعنى مثلا نفس الدواء يتم إجراء التجارب عنه في آسيا وإفريقيا وغيرهم، لأن هناك تأثير دائما لجينات الإنسان في التعامل مع الأدوية، وتأثير البيئة التي يعيش فيها الإنسان، ونوع التغذية التي يتناولها، لكل هذه الأمور تأثيرات على فعالية الدواء أو اللقاح على جسم الإنسان”.

وزاد الباحث في السياسات والنظم الصحية، بالقول “مثلا نجد أن هناك أدوية ينصح استعمالها بالنسبة للإنسان أسمر البشر، وأدوية أخرى قد لا تصلح إلا لذوي البشرة البيضاء، وأحيانا تكون نتائج اللقاح مختلفة لأن العينات المختارة في التجارب قد لا تكون نفسها، لا يمكن إذن الحكم على أن للقاح تأثير بالعوامل البيئية أو بالعينات البشرية المختارة إلا بعد الاطلاع على نتائج الدراسة بشكل مفصل”، مشيرا “وهذه الأمور يمكن إسقاطها على جميع اللقاحات”.

وختم حمضي، مؤكدا أنه “إثر القيام بدراسات متعددة المراكز يمكن الحصول على عدد من الفروقات إما مرتبطة بنوعية البيئة في المنطقة التي تم إجراء البحث فيها من إثنية وأغذية، إما مرتبطة بالدراسة أساسا وفقا لنوعيات العينات البشرية المختارة وخاصياتهم، من شباب أطفال نساء، لأن غالبا هذه هي العوامل المؤثرة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x