هل سيواصل المغرب استعمال “أسترازينيكا” رغم حظره على المسنين بدول أوربية؟

أعلنت سويسرا، أمس الأربعاء، تعليقها للترخيص باستخدام اللقاح البريطاني “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا على أراضيها، نظرا “لأن التجارب لم تسفر عن بيانات واضحة حول فعاليته في تحصين المسنين”. إذ طالبت الهيئة الأدوية السويسرية “Swissmedic” الحصول على “بيانات أدق قبل إعطاء الضوء الأخضر لاستخدامه”.

كما ذكرت سلطات الصحة الوطنية في الدنمارك والنرويج، اليوم الخميس، أنها لن تستخدم في الوقت الحالي لقاح “كوفيد-19” المطور من جانب شركة “أسترازينيكا” للأدوية في التعامل مع الفئة العمرية من 65 عاما فأكثر، بسبب “محدودية التوثيق”، حسب ما قالته عنه رئيسة المعهد النرويجي للصحة العامة، كاميلا ستولتنبرغ.

حظر سويسرا، الدنمارك والنرويج، لهذا اللقاح، يأتي موازاة مع الحملة الوطنية للتلقيح التي تباشرها وزارة الصحة، يضع مواصلة اعتمادها لهذا اللقاح البريطاني  من قبل المغرب أمام تساؤلات حول نجاعته وفاعليته خاصة لدى الأشخاص كبار السن.

تضارب الآراء

وأوضح البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية للقاح ضد كوفيد19، أن “تضارب الآراء حول لقاح “أسترازينيكا” فيه ما هو علمي والكثير مما هو سياسي وتجاري”، مؤكدا على أن “الدراسات التي صدرت حول هذا اللقاح أعلنت من خلالها الشركة المصنعة أن له فاعلية 70 في المائة في بداية الأمر، وبعدها أظهرت الدراسات المنشورة في الدوريات العلمية المعتمدة، أن له مفعول يتجاوز 90 في المائة ويصل إلى 100 في المائة من الحالات الخطيرة”.

من جهة أحرى، يضيف المتوكل، أن “الدراسات شملت جميع الشرائح العمرية ما فوق 18 عام وأكثر من 55 سنة، وكان هناك مشكل في توزيع مقدار الحقن، وتم تغيير برنامج الحقنة وكميتها، والآن بعد انتشار الوباء مع السلالة الجديدة المتحورة، صدرت نتائج نشرت تبين أن اللقاح في حقنته الأولى فعال إلى حدود 66 في المائة ويصل إلى 90 بعد الحقنة الثانية”.

وتابع المتحدث نفسه في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا اللقاح مكن من الحد من الإماتة، ولم يعد الأشخاص المطعمون به ينشرون الوباء فيما بينهم، حسب الدراسات الأخيرة”.

وأكد مصدرنا، أن “جميع اللقاحات التي ظهرت إلى حد الآن وأصبحت في متناول الجميع بشكل واسع، بينت أن لها فعالية أكثر من 70 في المائة، والمعروف عليما أن اللقاح يصبح فعالا عندما يتجاوز 55 في المائة”.

قرارات يتخذها السياسي

لافتا إلى أن “هناك تضارب بين لقاح “أسترازينيكا” وبين مستخدميه في الدول الأوربية، إذ أن هناك مبدأ لدى السياسيين في هذه الدول، نظرا لضغط الرأي العام  والتخوف من اللقاحات، إذ يعمل السياسي على أخذ واجب الاحتياط، فمثل هذه القرارات يتخذها السياسي”.

المغرب أشر استعجالية على اللقاح

موردا أن “اللقاحات تمر عبر برنامج تطوير، فنجد هناك دراسات مختبريه، و تليها دراسات على الحيوانات، وبعدها تأتي المرحلة الأولى والثانية، ثم المرحلة الثالثة التي غالبا تنشر في الصحافة، وبعد توفر هذه المعطيات تقوم المختبرات العلمية بتقديمها للحكومة التي تؤشر عليها بتأشيرة استعجالية وليست دائمة، وهو الحال في المغرب على مدار سنة واحدة”.

وتابع البروفسور سعيد المتوكل، قوله إن “هذه اللقاحات المتوفرة حاليا مرت إلى المرحلة الرابعة، إذ تقوم الدول بدراسات حول فاعلية اللقاح، وتحدد الفئات التي ستستفيد من الحقنات، إضافة إلى الآثار الجانبية، وتستمر هذه الدراسة على طول السنة”.

وأكد المتحدث على أنه “في جميع الدول منذ انطلاق التلقيح وبلوغ عدد الملقحين عبر العالم حوالي 80 مليون شخص لم تظهر هناك مشاكل، وقد أظهرت أسترازينيكا نتائج إيجابية أكثر من المتوقع، والمشاكل التي ظهرت فيها كانت عند الناس الذي تتجاوز أعامرهم 65 سنة”.

مشددا على أن “الدراسات الأولى لم تظهر لنا هل هناك مفعول كبير أو صغير، وفي هذه المرحلة هناك دراسات حتى على المطعمين باللقاح، والمعروف أن تحديد النتائج العلمية الدقيقة حول من يتلقون اللقاح يتطلب سنتين أو ثلاث”.

انحصار العدوى

واسترسل المتحدث أن “الهرم السكاني في المغرب يتكون من نسبة كبيرة من الفئات العمرية الأقل من 40 سنة، وهذا الهرم يضيق بشكل كبير جدا”، مشيرا إلى أن “من ينقلون المرض إلى كبار السن هي الفئات العمرية التي لها أنشطة خارج المنزل وهي التي أقل من 40 سنة، في حين أن كبار السن لديهم أنشطة محدودة”.

وخلص المتحدث إلى أن “البرنامج الوطني للتلقيح يستهدف تلقيح 80 في المائة من المغاربة، إضافة إلى أن الفئات المستهدفة ضمن هذه النسبة هي الغالبية المكونة للهرم السكاني للمغرب، أي من لهم 17 سنة فما فوق، بمعنى أنه عندما نصل إلى هذه المرحلة فحتى لو افترضنا جدلا، كما يزعمون، أن اللقاح ليس فعالا لدى كبار السن، فسينحصر حينها مؤشر العدوى لدى الساكنة العامة ولدى كبار السنن، والأيام القادمة هي التي ستحسم حسب الممارسة اليومية لمواطنين”.