لماذا وإلى أين ؟

الإدريسي: “تشردم” الوسط الفني مسؤول عن وضعية الممثلة مهماه (حوار)

يعيش عدد من الفنانين المغاربة أوضاعا مزرية وظروفا قاسية، تحتم عليهم في الكثير من الأحيان الإفصاح عنها قصد الالتفاتة إليهم، ولعل ظروف الفنانة الممثلة عائشة مهماه التي توقف عليها المغاربة هذا الأسبوع المنتهي مثال على ذلك.

خرجة الفنانة مهماه في تدوينة على حسابها بالعالم الأزرق، والتي أعلنت فيها عن معنتها مع الجرذان ورغبتها في كراء بيت جديد، تفاعل معها العديد من المغاربة، مما أثار أسئلة حول من  المسؤول عن ما آلت إليه أوضاع الفنانين وماهي الحلول الممكنة لتجاوز محنتهم.

ولتسليط الضوء على الموضوع، قامت “آشكاين” باستضافة الفنانة المغربية حياة الإدريسي التي لعبت دور الوسيطة في مساعدة مهماه وإخراجها من معانتها، حيث تحدثت مع المعنية بالأمر وأخبرتها بأن مواطنا مغربيا يرغب في أن يسكنها منزلا بالرباط، إلا أن مهماه رفضت على اعتبار أنها متشبتة بالدار البيضاء وبحيها القريب من المستشفى الذي تتلقى العلاج فيه.

نص الحوار:

ما تعليقك حول محنة الفنانين مؤخرا، إذ هناك من يحتاج إلى رعاية طبية وهناك من يعيش أوضاعا صعبة تدفعه لإعلانها للرأي العام قصد طلب المساعدة؟

محن الفنانين المغاربة ليست وليدة اليوم وإنما تواجدت منذ القدم كما أن مشاكلهم دائما قائمة، الاختلاف الوحيد في الآونة الأخيرة يكمن في أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في جعل الناس بصفة عامة يتحدثون عن مشاكلهم وأسرارهم فيها، بل وحتى القضايا التي كانت تعتبر من “الطابوهات” أصبحت اليوم عادية.

في الماضي، لم نكن نستطيع البوح بما يخالجنا حتى لأقرب الناس إلينا، لكن اليوم الكل انخرط في المواثع الاجتماعية ينشرون مشاكلهم وقصصهم وكذلك بعض الفنانين اللذين يعيشون  للأسف الشديد حياة مزية، لجأوا هم بدورهم إلى هذه المنصات للحديث عن معاناتهم قصد تسليط الضوء عليهم ومساعدتهم في محنهم وهذا أمر عادي.

طيب.. ما ردك على الهجوم الذي تعرضت لها الممثلة مهماه واتهمها باستمالة قلوب المغاربة، وقالوا بأنها لديها شقة أعطتها لابنها في حين تخرج هي لطلب المساعدة؟

استغربت بشدة الهجوم الذي طال للا عائشة مهما من قبل بعض المنابر الإعلامية وبعض الفنانين الذي ابتغوا الركوب على الموجة، جوابي على سؤالك بسيط، السيدة تعاني من أوضاع مزرية وليست بطماعة كما وصفها البعض، والدليل على أنه عندما اقترحت عليها قبول عرض فاعل خير في إسكانها بمنزل بالرباط مفروش، رفضت وكان بإمكانها قبول الأمر.

لكنها ونظرا لمشاكلها الصحية وارتباطها الوطيد بمدينتها، أبدت رغبتها في أن يتم مساعدتها في إيجاد فقط غرفة للكراء بالدار البيضاء تكون قريبة من المستشفى الذي تتعالج فيه، السيدة لديها هموم وزادها البعض باتهامهم إياها،  صحيح أن لها شقة للسكن الاقتصادي في حي الرحمة، لكن هذا البيت بعيد جدا وهي سيدة كبيرة في السن وتعاني من أمراض تنفسية والقلب.

مقاطعة.. من المسؤول عن أوضاع بعض الفنانين اليوم؟

الساحة الفنية تعيش تشردما كبيرا، لدرجة أصبحنا نرى بعض الفنانين أنفسهم يضربون في سمعة زملائهم في المهنة، هناك خلل وهناك من يبتغي، كما أسلفت الذكر، الركوب على محن الغير من أجل خلق “البوز” ، وأكيد أن “حس الناس عند الناس”، كما يقول المثل المغربي، وعلى المخرجين خلق أدوار تناسب الفنانين الكبار أمثال مهماه لأن الأمر يعيد لها وللآخرين الاعتبار ويخلق لهم فرص الشغل.

ولا يمكنني تحميل المسؤولية لأي جهة أو أشخاص، ولكن أؤكد أن المعاناة كانت ولا زالت وستزال مستمرة في ظل الواقع المزري للوسط الفني والتشردم الذي أصبح يتخبط فيه، فنحن في الأول والأخير لا نتوسل وإنما في بعض الأحيان طلب المساعدة قد يتم فهمه بطريقة خاطئة.

في نظرك، ما هي الحلول البديلة لمساعدة هؤلاء الفنانين والنهوض بصفة عامة بالوسط الفني ؟

لدينا نقابات عدة بالمغرب، وأكيد كل نقابة لها صندوق وأمين مال، ووزارة الثقافة تساهم فيه من أجل إحياء حفلات أو عروض خاصة بالقابة، فإذا كنا نحن الفنانين نعرف كيف ندافع عن بعضنا البعض، فلن نحتاج لأي أحد آخر وبإمكاننا الاستفادة من هذه الصناديق.

فمثلا، هناك فنانين عرب يأتون إلى المغرب في تظاهرة فنية ما، قد يتقاضون 50 أو 200 مليون، لكن للأسف لا يساهمون في هذه الصناديق ولو بنسبة 10 في المائة،  وهذا أمر يجب أن تدافع عنه النقابات التي دافعت عن بطاقة الفنان وعن التعاضدية والتغطية الصحية للفنان وهذا أمر جميل جدا.

نحن المغاربة عندما نمثل المغرب في تظاهرات بالبلدان العربية، نساهم في صناديق تلك البلدان ولو كانت الأجور زهيدة، ومصر مثال على ذلك، حيث عندما يغني مثلا فنان مغبي بـ “دار لأوبرا”ال تابعة لوزارة الثقافة المصرية، يتم خصم 10 في المائة من المبلغ المتفق عليه تذهب لصندوق الفنان المصري.

وهذا الأمر لن يغني الفنان وإنما سيسد بعض الثغرات، هذا بالإضافة إلى أنه وجب علينا كفنانين مراجعة أنفسنا، لأن ثقافتنا تندثر والثقافة هي مرآة الوطن، ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى ثقافة تعكس توجهات المغرب بقيادة الملك محمد السادس  وعلينا أن نكون في مستوى الأوراش الملكية وعلينا مواكبتها كفنانين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
اليزيدي
المعلق(ة)
8 فبراير 2021 13:49

يقول المثل الصيني المعروف:”علمه كيف يصطاد ولاتعطيه صدقة”،غريب أمر غالبية أفراد المجتمع المغربي،الكل يسعى الى امتهان “التسول” ،سواء “واقعيا” أو”افتراضيا”،لان الغالبية لاتريد أن تعمل،أو تتعلم حرفة ،لقد ولى زمن:”Le maitre et l’apprenti “،وذلك بسبب الوصول الى ” الجاه”بسرعة،بسبب حياة الاستهلاك التي اقتحمها الكثير ،المبنية على”الكماليات”،وطغت “الفردانية” ،وحتى الابناء_ولو كانو يعملون_لم يعودوا يفكروا في الاهتمام بأقاربهم من غير العاملين ،من أجل مساعتهم”مؤقتا”،وتفككت الاسر التي كانت تتغلب على اكراهات المعيشة وهي مجتمعة،كما يلاحظ أن الجميع أفرادا ،يريدون الحصول على:بيت،سيارة،زوجةجميلة،
أموال مرصودة،وغيرها،في ظرف وجيز وبسرعة،وهذا أسس لطبقة واسعة من الوصوليين،واتسعت دائرة النصب والاحتيال،والتسول،،،

متتبع
المعلق(ة)
8 فبراير 2021 08:04

بارك من التسول بالفن بعض الفنانين يلهتَون وراء الريع السيدة لها شقة تبيعها وتصلح مسكنها او خاصها تترك الورث…..

كرامة
المعلق(ة)
8 فبراير 2021 04:05

اذا كانت السيدة فعلا تمتلك منزلا بحي الرحمة حسب اعتراف الفنانة الإدريسي وسيطة الخير فعليها ان تبحث عن من يساعدها للوصول للمستشفى حيت تعالج يعني وسيلة التنقل وهذا ليس بصعب هناك قلوب رحيمة بالدار البيضاء من أرباب السيارات الخاصة المجاور ين أسكنها بحي الرحمة وكذا أصحاب سيارات الأجرة وحتى الحافلات الخير لم ينقطع يوما غير هذا يعتبر تسول باسم الفن

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x