لماذا وإلى أين ؟

معمل طنجة يكشف اللثام عن واقع “العمل في النوار” بالمغرب

إن حادثة مقتل أربعة وعشرين عاملا صباح اليوم، الاثنين 8 فبراير الجاري بمدينة طنجة، أماطت اللثام عن واقع “العمل في النوار” أو المعامل السرية، التي يفتقد فيها المشغلين لأدنى مقومات الحماية الاجتماعية، وتُحط فيها من كرامة العامل، الذي يشتغل في الخفاء، وربما بأجور دنيا، وعمل مستمر.

وفي هذا السياق، قال خالد العلمي الهوير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن هناك عدد من القطاعات المهنية يعتمد فيها المشغلين على مبدأ السرية “من أجل التهرب من الضريبة، وعدم تأدية واجب صندوق الضمان الاجتماعي والتقاعد، بمعنى أن كرامة العامل كانت مهددة من قبل، واليوم إن حياة الأجراء مهددة أكثر”.

وزاد الهوير، في حديثه مع “آشكاين” بأن “ما وقع في طنجة اليوم، أكيد إنه متواجد في عدد من المناطق المغرب، لكن لا حياة لمن تنادي”، مشيرا  “ما وقع اليوم، ليس حادثا أولا ولا مستقلا، فما قبل ذلك، وقعت أحداثا مشابهة راح ضحيتها عددا من العمال في كل من الدار البيضاء، والصويرة، وكنا نعتقد أن الحكومة، أمام مثل هذه الأحداث على الأقل ستحاسب المسؤولين”.

“دور الحكومة هو مراقبة كل من هو يشتغل خارج القانون” يزيد الهوير، مؤكدا “حان الوقت على كل من وزارة التشغيل ووزارة الداخلية، وكل المعنيين بمراقبة مثل هذه المعامل التي تشتغل دون احترام أي شروط، وبطرق سرية، أن تفتح تحقيقا نزيها في حق كل من غض الطرف ولم يراقب، وكل من ساعد هذا المعمل وغيره، من أجل أن يشتغل، ليكون القضاء هو الفاصل”.

مستغلي الأزمات

ووصف الهوير، أصحاب المعامل المشتغلة دون احترام كرامة العمال بـ”مستغلي الأزمات، ومستغي الأجراء”، متسائلا “ما معنى أن تقوم بتشغيل العمال خارج الظروف الملائمة، بعيد عن الشروط الصحية المرتبطة بالوباء، الغائبة، يجب توفير شروط الاشتغال في ظروف آمنة، بعيدا عن السرية، لأن هذا الأمر هو نوع من الإجرام، وهؤلاء الأجراء الضحايا، كيف سيتم التعامل معهم، ومع أهاليهم، في غياب أي تأمين، أو حوادث الشغل، أو الأمراض المهنية”، مؤكدا “الدولة مسؤولة في نهاية المطاف عن مواطنيها”.

وزاد المتحدث ذاته، “هذا نوع من استغلال الأزمات، وللأسف هناك من يغطي عن هذا الفساد وهاته التجاوزات، ومن المستحيل أن لا تكون السلطات على علم بما يحصل، لكن هناك أشخاص مغمضين عينيهم على مثل هذه الممارسات بدعوى أن الأشخاص يجب أن تأكل طرف الخبز، لكن يجب أن يُأكل الخبز بكرامة”.

فوضى في المجال

إلى ذلك، أكد الهوير في سياق حديثه مع “آشكاين” أن “هذه المعامل التي وُصِفت بالسرية ليست منحصرة فقط على طنجة، بل كذلك متواجد في عدد من المدن الصناعية في المملكة، كالدار البيضاء، فاس، أكادير، وحان الوقت اليوم من أجل تفعيل آليات المراقبة الفعلية”، مضيفا “نؤكد أن هناك مئات الأجراء في المغرب ممكن يشتغلون في ظروف مهنية تغيب عنها مقومات ظروف العمل والحماية، وحفظ الصحة، وبدون حماية اجتماعية، هناك فوضى في هذا المجال”.

وشدد نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على ضرورة تفعيل “نوع من الصرامة في التعامل مع مثل هذه الظواهر، والعمل كذلك على تحديد المسؤوليات، لأن الاستمرار فيها هو مشكل في حد ذاته”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن محلي
المعلق(ة)
8 فبراير 2021 21:05

في هذا “الوطن الاقسى” بكل ماتعرفه كلمة “القساوة” من ذل وهذر للكرامة الانسانية وضياع وحكرة و…كل شيء في هذه الرقعة الجغرافية يعمل “في النوار”:شراء منزل يتم بالنوار،اشتغال العمال في المعامل بالنوار،اشتغال الموظفين من خلال الرفع من سن التقاعد زائد “التمديد” هو عمل بالنوار …الرشوة والفساد داخل المحاكم وخارجها،وفي الادارات العمومية كلها مدنية كانت او امنية تشتغل بالنوار ،”النواب والمستشارين” بالبرلمان جلهم وصلوا الى البناية المعلومة عن طريق النوار،حتى القيم اصبحت تدار بالنوار،وهنا اتذكر صيحة المرحوم الدكتور جسوس عندما قال ان مايتم تلقينه للمواطنين من تعليم وفوارق وتبخيس للمدرسة وللمثقف وللاسرة،سينتج لنا جيلا من الضباع لا يعرف سوى الجاهز والمادة بدو ن كد وبدون حياء ،والاستفادة الانانية والآنية بالطرق الغير مشروعة،انها عقليات لاجيال تم اعدادها وتهيئتها لسنين وعقود ،وما نعيشه اليوم من آفة “العمل في النوار” هي مخرجات لمدخلات سالفة.

عبدالاله
المعلق(ة)
8 فبراير 2021 20:39

الحصيلة ارتفعت الى 28 شخصا. رحم الله شهداء لقمة العيش
ماذا عسانا أن نقول…. إن لله وإن إليه راجعون….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x