2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
المستشارون يتقاسمون “كعكة” 13 مليار

صادقت لجنة المالية والتخطيط والتنمية الإقتصادية بمجلس المستشارين أمس الثلاثاء 9 فبراير الجاري، بالإجماع على مقترح قانون يقضي بتصفية نظام معاشات البرلمانيين، من خلال استرجاع أعضاء مجلس المستشارين مساهماتهم ومساهمات الدولة في صندوق المعاشات.
المقترح الذي صادقت عليه لجنة المالية والتخطيط والتنمية الإقتصادية بمجلس المستشارين، سيمكن أعضاء هذا الأخير من توزيع “كعكة” 13 مليار، منها أربعة ملايير من مساهمة الدولة في صندوق معاشات مجلس المستشارين.
تعليقا على ما سبق، اعتبر رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام؛ محمد الغلوسي، أن ما أقدم عليه المجلس يشكل “قمة “اللهطة” وإنعدام روح المسؤولية والمواطنة لدى مستشارينا المحترمين”، متسائلا “بالله عليكم كيف تنامون وضميركم مرتاح وضحايا طنجة “ماتوا سرا” “ودفنوا سرا” ؟ أليس حريا بكم عِوَض أن تجتمعوا على موائد الريع وتوزيع الكعكة أن تسارعوا إلى التنقل إلى طنجة ومواساة أهل وعائلات الضحايا والوقوف إلى جانبهم و تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لضحايا الفاجعة ؟”.
وشدد المتحدث على أن “هذه فضيحة كبرى بكل المقاييس لنخبة تلهث وراء الريع والفساد”، معتبرا في تدوينة له أنها “سرقة للمال العام في واضحة النهار من قبل نخبة تشرع لنفسها لإختلاس أموال عمومية تحت غطاء مقترح قانون”، لافتا إلى أن هذا الإبداع “غير مسبوق سيسجله التاريخ بمداد من المذلة، تسرقون رغيف البسطاء وتهدرون أموالا عمومية كان حريا بكم أن تتنازلوا عنها لفائدة عائلات وأهل ضحايا الرغيف الأسود”.
وخلص الغلوسي، إلى الدعوة إلى التوحيد “ضد هذه المهزلة واستنكار هذا الأسلوب في التدبير العمومي”، مضيفا “على المغاربة أن لايسمحوا لنخبة متلهفة باحتقارنا واستبلادنا، نقول لكم بكل اللغات كفى لقد وصل السيل الزبى، إنكم تدفعون الوطن إلى المجهول، لذلك لايجب أن تمر هذه الفضيحة، عليكم أن تخجلوا قليلا من أنفسكم بالدارجة الواضحة “حشمو شويا”، وفق المتحدث.
اقتراح لهؤلاء:
أقترح على هؤلاء الذين مثلوا أو يمثلون الأمة أن يتنازلوا عن هذه المبالغ لفائدة المواطنين المتضررين والمحتاجين في مختلف ربوع الوطن ومنهم مثلا ضحايا فاجعة طنجة وحراكيو الفنيدق ومغاربة الجبال حيث البرد القارس شتاء والحرارة والعطش صيفا…أعتقد مسبقا بأن هذا التنازل لن يحدث،لسبب بسيط وهو أن هؤلاء “المنتخبون”يعلمون جيدا كيف وصلوا الى قبة مجلس المستشارين،لذلك فهم يستردون ما صرفوه في طريقهم لشغل الكرسي الذي وفر لهم الاستفادة من كثير من الامتيازات تفوق بكثير مبالغ الاقتطاعات التي ينتظرون استعادتها…نحن في بلد يسود فيه الريع بامتياز،بل ويحتل المرتبة الاولى من حيث كونه الهدف الذي تسعى اليه نخبتنا المعينة و:”المنتخبة”،لذلك فتنازلهم مستبعد جدا، يستوي في ذلك مستشار”الأغلبية” و”المعارضة”،فجميعهم أمام الريع السياسي والاقتصادي سواء…شعارهم:أهلا وسهلا بالريع
وإنا له لراكعون…ولا يريدون عنه بديلا،فهم بالريع شغلوا تلك الكراسي،وللريع”ناضلوا”لكي يستمر وينمو وبتنوع…
أمام مهزلة تهافت النواب المستشارين بهدف تقاسم تلاثة مليارات ،لم يعد التنديد جادا ،أو النقد النظري،سواء من بعض الجمعيات_التي لايعار لها اهتمام_،بل يزج ببعض روادها بالسجن،بعد أن تطبخ لها المكائد الوهمية،
يستغل هؤلاء الريعيون،جهل غالبية الشعب،وعدم مبالاته ،اما بجره نحو الاهتمام بالتفاهات الافتراضية،أو تركه_حرا_يستهلك ماطاب له من المخدرات والخمور،وغيرها_كثير_من الموبقات،أو دفع ببعض”البلطجية”لنشر الجرائم،وتخويف وارهاب السكان،أو بدفعهم نحو الهجرة السرية عبر قوارب الموت_دون رجعة_،وتذكرني هذه الفواجع بمقولة أحد زعماء الحزب الاداري”الاحرار”،بشأن ظاهرة”الحريگ”،حين قال:”لي اوصل الضفة الاخرى،سيجلب العملة الصعبة ،ولي مات سيترك خبزه لآخر ،الى أن يلحق به يوما ما”،هذا هو ملخص تفكير غالبية المسؤولين…
لا حياة لمن تنادي !