لماذا وإلى أين ؟

منيب: فاجعة طنجة سببها تواطؤ “الباطرونا” الجشعة والمسؤولين

اعتبرت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، أن ما وقع في طنجة من وفاة لـ 28 عاملا وعاملة غرقا في مصنع تحت أرضي، كان نتيجة “تواطؤ بين “الباطرونا” ومسؤولي المدينة”.

وقالت منيب إن “فاجعة طنجة تنضاف إلى العديد من الكوارث التي عرفتها بلادنا نتيجة الجشع والاستغلال والفساد، ونتيجة غياب دولة الحق والقانون والمواطنة الكاملة، ونتيجة عدم تطبيق القانون وبصرامة اتجاه المتلاعبين بالقانون وبأرواح الناس والذين يفتحون وحدات صناعية خارج القانون دون توفير الشروط الدنيا لحماية العاملات والعاملين الذين يذهبون ضحايا في العديد من المدن”. مذكرة، خلال فيديو بثته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بـ”ما وقع في معمل روزامول بالدار البيضاء حين ماتت العاملات والعمال حرقا داخل هذه الوحدة الصناعية”.

وقالت منيب “إننا اليوم لسنا بحاجة إلى البكاء ولتقديم العزاء فقط، وإنما نحن بحاجة إلى الصرامة وإلى تحمل مسؤولياتنا، وتحديد هذه المسؤوليات بدقة، وهذا يتطلب فتح تحقيق جدي ونزيه لتحديد كل المسؤوليات”.

وتساءلت المتحدثة نفسها، عن سبب تكرار ما جرى في كل مرة في المدن المغربية “سواء جراء فيضانات أو تساقطات مطرية، وهي في الأصل تحمل بشرى لبلادنا التي تعرف جفافا منذ سنوات، ولكن هذه البشرى تحولت إلى كارثة في كل مرة، في مدينة الدار البيضاء وغيرها من المدن المغربة”.

وعَزَتْ منيب ما يحدث إلى “الاختيارات التي مورست في بلادنا ولا زالت تمارس”، لافتة إلى أن “المسؤولية اليوم تتحملها الدولة بكامل مؤسساتها الجهوية والمحلية وبمصالح الجماعات الترابية التي اختارت التدبير المفوض طنجة أمانديس، والتي أثقلت كاهل المواطنين بفاتورات خيالية مقابل خدمات رديئة ولا توفر البنيات التحتية اللازمة، لأن مجلس المدينة غير قادر على المواكبة والتتبع والمراقبة”.

موردة أن “هذا المجلس لا يراقب هذه الوحدات الصناعية التي تنموا بشكل عشوائي  في كل جهات المدينة”، مؤكدة على أن “هناك تواطؤا فعليا ما بين الفساد، ما بين هذه الباطرونا الناشئة الجشعة وبين هؤلاء المسؤولين الذين لا يعرفون معنى للمسؤولية الحقيقية، ما دمنا في بلادنا لا نربط فعليا المسؤولية بالمحاسبة”.

وخلصت منيب إلى أن “المسؤوليات متعددة”، مطالبة بـ”تحديدها وأن يأخذ كل مسؤول جزاءه اتجاه هذه الكارثة بكل المقاييس، واتجاه هذه الأرواح الزكية التي أزهقت نتيجة الإهمال والجشع  ونتيجة العبودية المتجددة التي نعيشها في بلادنا”. موجهة تعازيها إلى “عائلات ضحايا طنجة وللطبقة العاملة بمدينة طنجة، ولأسر شهيدات وشهداء لقمة العيش وللمصابين الذين يوجدون في وضعة حرجة متمنية لهم الشفاء العاجل”.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
محمد أيوب
المعلق(ة)
10 فبراير 2021 19:09

عين الصواب:
جاء بالمقال:”…وعَزَتْ منيب ما يحدث إلى “الاختيارات التي مورست في بلادنا ولا زالت تمارس”،لافتة إلى أن“المسؤولية اليوم تتحملها الدولة بكامل مؤسساتها الجهوية والمحلية وبمصالح الجماعات الترابية التي اختارت التدبير المفوض…”…إنه عين الصواب تماما…ولعمري فإن من يدعي بأن المعمل كان سريا فإنه إنما يغالط نفسه قبل أي أحد آخر، ولو كنا في بلد ديموقراطي حقا لسارعت الحكومة إلى تقديم استقالتها ولتمت متابعة الوزراء والمسؤولين المعنيين من ادناهم الى أعلاهم،لكننا في بلد الريع فلا ننتظر أية نتيجة للضحايا تجبر خواطر ذويهم..28نفسا ماتت وكأن هذه الأرواح هي لكائنات غير بشرية…فبينما ينافح ساكنو قبة البرلمان عن امتيازاتهم ويدافع الريعيون عن التشبث بلائحتي الشباب والنساء،ويغرق الوزراء وكبار المسؤولين في بحبوحة الثراء،ويمارس الكبار عندنا هواياتهم في القنص والسفريات وتكديس الثروات ويتنافسون في تشييد القصور والفيلات وتأثيثها بأنفس المقتنيات مع شراء أفخم السيارات واليخوت…الخ..يأبى
الواقع المر إلا أن يفضح الخطاب الكاذب للقائمين على تدبير شؤووننا الذي يرسلونه بشكل شبه يومي عبر وسائل الإعلام الرسمي وأبواقه…لقد طفح الكيل،وبلغ السيل الزبى من هذا التسيب والاستهتار…فهل من غضبة ملكية تضع حدا لهذا وتطمئن المواطن وتعيد له الثقة وتقطع مع الريع والتسيب والإهمال واللامبالاة؟؟؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x