لماذا وإلى أين ؟

عزيز داداس : المقاطعة حق شعبي ..وأنا خايف من النجاح “حوار”

من الفنانين والممثلين اللذين تربعوا على عرش شباك التذاكر المغربي، في السنوات الأخيرة يعتبره المتتبعون للشأن السينمائي المغربي “نجم الجمهور” الأول في المغرب حاليا بدون منازع، استطاع أن يجلب للسينما المغربية ما يعرف بسينما النجم، حيث يدخل الجمهور لمشاهدة الأفلام فقط لأن نجما أو ممثلا يلعب دورا رئيسيا في الفيلم، بدياته كانت بسيطة لكنه انطلق مع فيلم “الطريق إلى كابول” في مسيرة فنية حافلة، إنه إبن الدار البيضاء الممثل والفنان “عزيز دادس” سيكون معنا هذا الأسبوع في فقرة “ضيف الأحد” للحديث عن نجاحه وجديده الفني ورأيه في بعض القضايا الإجتماعية والفنية .

بداية أنت من بين الفنانين الأوائل الآن على مستوى شباك التذاكر والإرادات في السينما المغربية، كيف تتعامل مع النجاح ؟

بداية أشكر جريدة “أشكاين” على اهتمامها، أنا شخصيا وبصراحة أخاف من النجاح، ولم أقل ابدأ أنني نجم شباك التذاكر، لأن نجم الشباك الحقيقي هو الجمهور الذي يدفع ثمن قوته اليومي ويأتي للقاعات السينمائية ليشاهد أفلامي ، فهو الذي يقرر ما سيشاهده وما لا يشاهد إذا قدمنا له أفلاما بها شخصيات يحس أنها قريبة منه، فيجد فيها المشاهد صديقه وعمه وأخوه وأبن بيئته المألوف بصفة عامة، وبالتالي سيثق فينا وسيأتي لمشاهدة أفلامنا، أما بخصوص النجاح فانا لا أستطيع القيام بكثير من الأشياء، منها غيابي عن البرامج التلفزية والحديث مع الصحافة ، اللهم بعض الأنشطة هنا وهناك ، وأنا بدوري أخطأ أحيانا وأتمنى أكون عند حسن ظن الجمهور .

الشخصيات التي تؤديها دائما ما تكون مألوفة للمشاهد المغربي، خصوصا الأدوار الكوميدية التي يحس فيها المشاهدة بعلاقة قرابة ، هل اختيارك للشخصيات يستند على الشعبوية؟ ،بمفهومها الاجتماعي  طبعا؟

صراحة أنا لا أتوفر على أجندات معينة في اختياراتي الفنية، وإنما فقط أحاول دائما تكييف الشخصيات التي أؤديها مع المعاني والصفات الشعبية المغربية المألوفة والقريبة من الناس، ليس على مستوى الشخصيات الكوميدية فقط بل حتى الشخصيات القوية الأخرى فمثلا فيلم “دلاس ” أو “الزيرو” هي شخصيات قوية دراماتيكيا لكنها قريبة من الناس ويمكن أن تجدها بيننا بسهولة، فأنت مثلا عندما تغضب وتتحدث بصوت مرتفع أو تضحك أو تعيش مواقف مختلفة، هي كلها جزء من شخصيتك وبالتالي أنا أحاول جمع تلك الصفات في قالب معين وفي إطار سينمائي، لأكون شخصية معينة ولكن بصدق وبدون زيف ولا تصنع .

طيب.. إذا رجعنا قليلا إلى الأداء والتشخيص ما هي المدرسة التي أثرت فيك؟ وفي أدائك للشخصيات التي شاهدناها في أفلامك ؟ ومن هم الممثلين الذين تمنيت الإشتغال معهم سواء في بداياتك أو الآن أو في المستقبل ؟

أنا متأثر كثيرا بالفنان محمد مفتاح، والمرحوم محمد البسطاوي ،هذا الأخير الذي كنت أتمنى أن أشتغل معه، وهو ما لم يحدث، حيث كنت سأشتغل معه في فيلم “جوق العميين” لكن العائق الزمني لم يساعدني في الإشتغال معه، لأنني كنت أصور فيلم “دلاس” آنذاك ، لكني اشتغلت مع أبنائه في أعمال أخرى وأحسست أنني أشاهد المرحوم البسطاوي في صورة أبنائه، فأنا متأثر كثيرا بمسار هاذين الفنانين .

في نظرك أنت لماذا لا يتوفر المغرب على صناعة سينمائية بالمفهوم المتعارف عليه؟ لماذا دائما ما نتحدث عن إنتاج أفلام معدودة على يد الأصابع كل سنة ؟

دائما أقولها، أن المشكل هو مشكل القاعات، ولا يجب أن نعتمد دائما على دعم الدولة، وإلا سنجد أنفسنا مثل الدول المجاورة كالجزائر وتونس، بدون قاعات، فأنا مثلا لدي أحلام شخصية تتمحور حول الأفلام التي تعرض في المغرب، أحلم دائما أن يشاهدها جميع المغاربة في جميع المناطق، لسبب بسيط وهو أننا نتوفر على 16 قاعة فقط، وبالتالي أخاف أن يأتي يوما نقول فيه لأبنائنا أنه في يوم من الأيام كان يدخل المغاربة إلى قاعة كبيرة تسمى السينما ليشاهدوا الأفلام.

دعنا نعرج قليلا إلى حياة الفنان، هذا الأخير الذي يجب أن يتفاعل مع محيطه في إطار المسؤولية الاجتماعية التي يتحملها.، ما رأيك في حملة المقاطعة التي تعرفها بعض المواد ؟
“(شوف من حق أي واحد إقاطع أي منتوج في إطار سلمي )”، لكن المشكل لا يجب أن يتطور إلى صراع وتفرقة بين المغاربة ،لأن المقاطعة حق شعبي وإنساني ، ويجب أن يتقبلها الجميع في إطار إنساني ووحدوي يجمع المغاربة، يجب فقط أن ننتبه أن الشركات في البلاد المتقدمة لا تضر موظفيها وعمالها في حالة ما إذا احتج عليها الزبناء، لكن في المغرب الضحية الأولى في مثل هذه الحالات يكون الموظف والعامل، وبالتالي إذا قمنا بهذه الخطوة يجب أن لا ننسى العمال والموظفين في نضالنا من أجل الحق، فأنا مثلا لدي أخ يشتغل في مجال الحليب ولا أحبذ له الطرد نهائيا في حالة إفلاس الشركة التي يشتغل فيها ، وبالتالي فانا أدعو المسئولين عن الشركات الاستجابة لرغبة المواطنين، لأن في ذلك يظهر القيم الوطنية المغربية الحقيقية التي تأخذ بعين الاعتبار العامل والموظف والمواطن المستهلك في آن واحد .

بالعودة إلى الفن ما هو جديدك في الفترة القادمة ؟

كما يعرف الجميع أطل في رمضان على الشاشة الصغيرة في سلسلة “أوشن”، ولدي فيلمين في الفترة القادمة الأول بعنوان “تشيرمان ” لمخرجه “ياسين موروكو” صور بين صربيا وإيطاليا والمغرب، ألعب فيه دورا جديدا ومختلفا شيئا ما، وفيلم ثاني لم أحدد له العنوان بعد  وهو من “إخراج ابراهيم الشكيري” وهي عودة ثانية لذات المخرج بعد الطريق إلى كابول نتمنى أن نتوفق فيه.

كلمة أخيرة ؟

أشكر جريدة “آشكاين” على هذه الفرصة، وأتمنى لكم التوفيق جميعا، كما أتمنى أن نكون دائما عند حسن ظن الجمهور بنا وبأعمالنا .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
rachidoc1
المعلق(ة)
13 مايو 2018 13:51

العنوان يوحي بأنه خايف من نجاح المقاطعة

أرجو الإنتباه لمثل هذه الحيثيات تفادياً لأي اشتباه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x