لماذا وإلى أين ؟

الشعبي يكشف خروقات الإعلام الجزائري الرسمي الممول من الشعب

في عصر تحولت فيه المعارك من الميدان المُعاش إلى الإعلام ووسائل التواصل الرقمي، لازال الإعلام الجزائري يراهن على التأثير بعقل المُشاهد، فبعد أسابيع من تخصيص يوما كاملا لنشر أخبار حرب وهمية في “منطقة المحبس” يعود هذه المرة بمحاولة بائسة للسخرية بشخص الملك محمد السادس، عن طريق ضرب أخلاقيات مهنة الصحافة عرض الحائط.

وفي هذا السياق، قال ابراهيم الشعبي، خبير في الإعلام والاتصال، ورئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، إن “القوانين والأعراف تمنع انتقاد رؤساء الدول، لأن رئيس الدولة يمثل هوية وشعبا” مشيرا “إذن هذا خرق سافر لأخلاقيات المهنة، وهي قامت بعدد من الخروقات الكبيرة جدا سواء في صحافتها المكتوبة الموالية لجنرالاتها أو السمعي البصري”.

عندما لا يُحترم الجار 

وزاد الشعبي في حديثه مع “آشكاين” أن “ما قامت به قناة الشروق الجزائرية، وهي دولة جارة مع كامل الأسف لم تحترم حق الجوار واعتدت بشكل صارخ ودنيئ على رمز من رموز المملكة المغربية، رغم أن الأخيرة طالما مدت يدها مرارا وتكرارا لهذه الجارة دون أن أذكر بأشياء يعرفها الجميع من قبيل مساعدات منذ خمسينيات القرن الماضي، حينما كانت مستعمرة من طرف فرنسا، ثم يأتي الرد بهذه الطريقة”.

أما فيما يخص الأخلاقيات المهنية في برامج السخرية التلفزيونية، يضيف الشعبي “صحيح أن ما قامت به قناة الشروق في تجربتها البئيسة، هي تجربة معروفة منذ عقود في الصحافة الغربية خاصة الفرنسية، غير أنه في فرنسا مثلا لا يقومون بانتقاد رؤساء الدول ورموزها، بل يذهبون صوب انتقاد شخصيات حكومية أو شخصيات بارزة، لأن انتقاد رؤساء الدول مسألة ممنوعة في القوانين الدولية المتعارف عليها”.

“القانون المغربي يمنع انتقاد رؤساء الدول، وحتى البعثات الديبلوماسية”، يزيد المختص في الإعلام والاتصال قي السياق ذاته، مؤكدا بـ”أنها تمثيليات لدول لها سيادة، إذن أخلاقيات المهنة تشمل جميع الكتابات وما يتعلق بالصحافة، سواء كانت سخرية أو غيرها”.

تجاوزات أخلاقية 

ويردف الشعبي، “خاصة في برامج السخرية التي تكون فيها تجاوزات للأسف الشديد” مشددا “أتمنى أن ترجع الصحافة الجزائرية عن غيها، لأنه للأسف الشديد، ما تقوم به الآن لا يمكن إلا أن يؤشر على مستقبل غير مضمون بين الجارتين، وأنا لا أتمنى أن نذهب بعيدا في هذا الصراع الثنائي بين الجارتين القريبتين جدا، وأتمنى أن ترجع الصحافة الجزائرية عن هذه التراهات وهذا الغباء والإسفاف الذي تقوم به”.

وأوضح رئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، أن الإعلام الرسمي الجزائري الموالي للثكنة العسكرية، يمول من أموال الجزائريين، مؤكدا أن ذلك يتم في الوقت الذي يعرف فيه الشعب الجزائري “جوعا” مردفا “وبدل أن تهتم الدولة بالمشاكل الداخلية لشعبها فهي تُحرض على المشاكل بين الدولتين الجارتين”.

إلى ذلك، أبرز الشعبي في ختام حديثه مع “آشكاين” أنه “عندما تنتقد رمز الدولة فهي بذلك تنتقد الشعب بكامله” مشيرا “لأن الملك يمثل جميع المغاربة بدون استثناء، كنا نتمنى مثلا أن تنتقد السياسة العامة للمغرب بشكل مهني ومعتدل، ولكن أن تصور الملك المغربي بتلك الصورة فهذا أمر لا يمكن السماح به، ومن حقنا الآن أن نرد، ومن حق الدولة المغربية أن ترد على هذه الإسفافات’.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x