لماذا وإلى أين ؟

سم الافاعي يُكسب المناعة

سليمة فراجي

كل العداوات قد ترجى مودتها الا عداوة من عاداك من حسد.

منذ فجر استقلال الجزائر سنة 1962 اصبح حكامها يناورون ضد المغرب وينعتونه بالملكية الرجعية ومختلف العبارات القدحية ، والاعتداءات الممنهجة، وقد أشار إلى ذلك المرحوم الحسن الثاني لما قال : “إن مشكلة الجزائر ليست هي مشكلة حدود وانما مشكلة ايديولوجيا “.

بل تورطت الجزائر مع دول عربية أخرى انذاك تكن العداء التاريخي للمغرب وتحاول زعزعة استقراره لعلمهم علم اليقين أن الملكية بتاريخها المجيد هي رمز استقراره وكرامته وريادته، فكان الوطن انذاك رحيما بأبنائه غفورا لهم، من أنصار التيه الأيديولوجي المناهض للمغرب الذي لقنته الجارة لبعض الشباب تحت يافطة حقوق الانسان والمبادئ التقدمية ليثور في وجه وطنه ليس حبا لخير هذا الوطن وانما في محاولة تحقيق حلم راود الجزائر المتمثل في الزعامة l’hégémonie وارضاء لهاجس الغرور والزهو وتفريغ الحقد الدفين الناتج عن الغيرة والحسد.

أتعجب كيف يستمر حقد الجزائر على المغرب ، وكيف تمكن السلف من توريث الحقد للخلف عن طريق عمليات غسل الدماغ وبذل المال للابواق المأجورة ونشر الاكاذيب وتلفيق التهم واختلاق الوقائع والركوب على حقوق الشعوب وكأن الجزائر تنصب نفسها ولي من لا ولي له والحَكَم الاعلى القابض بيد من حديد على قواعد القانون الدولي الانساني.

نذكرهم اذا كانت تنفع الذكرى فقط بطرد الاف المواطنين المغاربة من الجزائر ليلة عيد الاضحى مع تجريدهم من امتعتهم وفصل الرضع عن أمهاتهم ، والزوجات عن ازواجهم ، وتهجيرهم في ظروف قاسية يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان ،

نذكر البعض اذا كانت تنفع الذكرى عن مختلف مناورات دول جارة تقاسمنا معها النضال المشترك مستعينةبدول أخرى لزعزعة نظام المغرب و النيل من استقراره
نذكر هم بما بذله المغرب من مجهوذات منذ فجر الاستقلال لمساندة دول الجوار وغيرها ، وبمجرد ان اشتد ساعد البعض تم رميه بسهامهم الغادرة

منذ نعومة اظافري وانا اتساءل عن سبب وجود ثأر بين البلدين ،ثأر فجر اكثر من حرب بسوس، بل كل الحروب عبر العقود والاجيال انتهت ولو بعدد مخيف من ضحايا الحرب ، فدمر حائط برلين وفتر الحقد بين اعداء التاريخ بريطانيا وفرنسا ، وتصالحت المانيا مع فرنسا ومن ثم انطلق الإتحاد الاوروبي رغم جروح الماضي ، واعلنت حروب اعقبتها هدنة وصلح ، وتستمر الجزائر في نفث السموم تجاه المغرب ، تنفث السموم وهي لا تعلم ان سم الافاعي سرى في عروقنا واكسبنا المناعة !

ويستمر المغرب بخطى ثابتة منطلقا من ماض عتيد حافل بأمجاد تاريخية عبر العقود والأجيال ، الى مستقبل واعد رغم الحقد الدفين و كيد الكائدين .
قال ابن المعتز:
اصبر على كيد الحسود ** فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ** إن لم تجد ما تأكله
من الحدود

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
sogian
المعلق(ة)
16 فبراير 2021 15:19

اعتقد انه يجب سحب سفيرنا بالحزائر و القطيعة الديبلوماسية مع هكدا جار لا يحترم حتى ملكنا العزيز و هجومه المستمر على المغرب نحن مع جار عدو. خسر كل شيء حتى ان

محمد البدراوب
المعلق(ة)
15 فبراير 2021 23:08

لماذا ستتراجع ومادام سيدفعها للتراجع؟هل خسرت شيء منذ بداية العداء؟؟هل تلقت رد فعل معين يدفعها على الأقل للتفكير في التراجع؟؟هي تهاجم ونحن ندافع ….!!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x