لماذا وإلى أين ؟

أفيلال: وزراء لهم أدوار أساسية غير مقتنعين بالمناصفة والمساواة (حوار)

صادق المجلس الوزاري، المنعقد نهاية الأسبوع المنصرم، بمدينة فاس، على مشاريع القوانين التنظيمية الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية المُرتقبة، بالتوجه نحو الرفع من نسبة التمثيلية النسائية، داخل البرلمان، والمجالس المنتخبة على المستوى المحلي والجهوي، إذ أصبح يُشترط على الأحزاب السياسية لائحة ترشيح على المستوى الجهوي، تشمل أسماء مترشحات لا يقل عددهن عن ثلثي عدد المقاعد.

ويتعلق الأمر أولا، بمشروع قانون تنظيمي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، الذي يهدف لتطوير الآلية التشريعية المتعلقة بالتمثيلية النسوية، من خلال تعويض الدائرة الانتخابية الوطنية بدوائر انتخابية جهوية، ثم مشروع قانون تنظيمي متعلق “بتغيير وتتميم القانون التنظيمي المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية، إقرار آلية لضمان التمثيلية النسوية فيها، عن طريق تخصيص ثلث المقاعد للنساء في كل مجلس عمالة أو إقليم، وكذا الرفع من عدد المقاعد المخصصة للنساء في المجالس الجماعية”.

وللحديث أكثر عن المستجد الذي أتت بها مشاريع القوانين الخاصة بالانتخابات فيما يتعلق برفع نسبة التمثيلية النسوية داخل المؤسسات المنتخبة، استضافت “آشكاين”، شرفات أفيلال، عضو ائتلاف المناصفة دابا، ووزيرة سابقة منتدبة مكلفة بالماء.

نص الحوار:

هل يمكن اعتبار المستجدات التي أتت بها القوانين المتعلقة بالانتخابات “نصف انتصار” في إقرار المناصفة؟

أولا أسجل إيجابي مخرجات المجلس الوزاري المصادق على المنظومة القانونية المؤطرة للانتخابات، والتي أتت بإجراءات من شأنها تدعيم التمثيلية داخل المؤسسات المنتخبة، وبالخصوص في بعض المؤسسات التي كانت إلى حد ما حكرا على الرجال، كمجلس العمالات والأقاليم.

وعملت هذه التدابير على خلخلة الركود الذي عرفته قضية المساواة والمناصفة، بحيث أنه تقريبا عشرة سنوات ونحن لم نراوح مكاننا؛ لأن المساواة والمناصفة كانتا في حجر سياسي، وفي انتظار الاطلاع بتمعن على مقتضيات هذه القوانين، نتمنى أن يكون للبرلمان لمسته من خلال تجويدها، لتشجيع النساء على المنافسة السياسية وعلى تواجدهن في مراكز القرار.

طيب، ما تقييمكم لمدى تنزيل مضامين الفصل 19 من الدستور على الحياة السياسية؟

الفصل 19 كان موضوعا في الثلاجة، بمعنى أن جميع الفصول الدستورية تم التقدم فيها بشكل متفاوت، ولو نسبيا، باستثناء هذا الفصل المتعلق بالمساواة والمناصفة؛ وقد سجلنا باستياء عميق تعطيل هذا الورش الدستوري الهام، لأن الحكومة أو بعض الوزراء الذين لهم أدوار أساسية غير مقتنعين به، وتعاملوا معه بنوع من الاستخفاف والسطحية والتمييع، بحيث أنه كانت فقط توزع كؤوس الشاي أو الورود في تبريكات 8 مارس، أما باستثناء ذلك لم تكن أي إشارة واضحة من الحكومة لتفعيله، ولو بشكل تدريجي.

نحن لسنا بحالمين ولا بطوباويين للقول إنه يجب المرور بسرعة قصوى نحو المناصفة، ولكن على الأقل تكون إشارة إيجابية بأن هناك استراتيجية لتفعيل هذا المبدأ بشكل تدريجي، في الوقت الذي ساد فيه الصمت عن هذا الورش، وفي ظل الاستياء العام للحركة الحقوقية النسائية أو الأحزاب السياسية للاستخفاف بهذا الورش.

بالنسبة لعريضة “المناصفة دابا” هل لقيت ذلك الصدى الذي طمحتم إليه، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي؟

هذه العريضة هي مبادرة مدنية، انخرطنا فيها كأحزاب وأيضا كفاعلين في الساحة الحقوقية النسائية، وكان لها صدى، لأنه في إطار الصمت المطبق على قضية المساواة والمناصفة، أتت العريضة لتخلخل المشهد، وخلقت دينامية لا بأس بها على مستوى إعادة توهج القضية في النقاش العمومي. ويمكن القول بأنه كان لها صدى نسبي من طرف المسؤولين، إذ كحركة حقوقية قابلت وزير الداخلية وعدد من الأحزاب، مما خلق وعيا في الحياة السياسية.

ما هو تعليقكم على من يقول إن ائتلاف المناصفة دابا لا يسعى إلا لحشد الدعم لانتخابات 2021؟

طبعا من أجل حشد الدعم، لكن الائتلاف ليس بسياسي ولا يدخل الانتخابات تحت يافطة المناصفة دابا، هو ائتلاف مدني به أحزاب سياسية، وفيه عدد من الفنانين والمثقفين والأساتذة الجامعيين، والحقوقيين، ومن شتى الأطياف الاجتماعية، وبطبيعة الحالة اختار هذا التوقيت والظرفية، لكي يكون هناك صدى، لأنه يرافع من أجل المناصفة في المؤسسات، من بينها المؤسسات المنتخبة. ونتمنى أن يكون هناك امتداد لهذه الحركة على باقي القوانين الأخرى التي تؤطر العمل المؤسساتي بصفة عامة داخل المشهد المغربي.

ونتمنى أن تفرز الاستحقاقات المقبلة نخب سياسية، على الأقل لنخرج من هذا الجمود والركود وهذا الصمت، وعدم التواصل الذي سجل مؤخرا على مستوى المشهد السياسي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد أيوب
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 17:59

أعتقد أنه من الغباء تصديق كثير مما يقوله البعض من نخبتنا الريعية،امثال هذه الوزيرة السابقة التي اشتهرت بوزيرة2فرنك…واقعيا فإن النساء يستحوذن على كل شيء اكثر من الرجل…فهن وزيرات وصحافيات وطبيبات ومهندسات وقاضيات وموظفات ومديرات ورئيسات اقسام ومصالح ومنتخبات…الخ… وحتى وهن في البيت فهن يتحكمن في ازواجهن…وما يتم ترويجه عن كون المرأة محتقرة ومهانة من الرجل وما إلى ذلك من سمفونية الحركات النسوانية ما هي إلا ذر للرماد في عيون المغفلين…حتى التي لا تعمل تتحكم في ميزانية زوجها…ما يتم التغافل عنه هو ارتفاع نسبة العزوف عن الزواج والذي أدى الى وجود أعداد كبيرة من الاناث في حالة عنوسة تنذر بأوخم العواقب نتيجة عوامل عدة اقتصادية في المقام الأول..مثل هذه السيدة لا أعطي-كمواطن عادي جدا- أية قيمة لما تتفوه به رغم:”مستواها”العلمي كمهندسة…فقيمة المرء ليس بشواهده بل بما ينطق ويقوم به…وللعلم فقد سبق لي أن قرأت في حوار معها سابقا قولها بأن البكارة عند الانثى لا قيمة لها..مثل هذا التصريح فهي تناقض تماما القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بهذه المسألة…هي حرة في رأيها،ولا يمكن لأحد مصادرة حريتها هذه،لكن عليها وعلى أمثالها أن يستحضروا بأننا بلد مسلم،له امير المومنين:لكل المومنين.
وسياق كلامي هذا يتوافق مع موضة التمادي بالمساواة وبالمناصفة التي أصبحت لازمة يتفوه بها كل من أعيته الحيلة للتعارك الميداني في مختلف انواع الانتخابات وأصبح الاتكاء على الريع الانتخابي عبر المناصفة والمساواة هو أقصر طريق للوصول الى المناصب والكراسي..لا يشك عاقلان في كفاءة الأنثى وقدراتها الذاتية الشخصية والتي تفوق في كثير من الأحيان ما لدى الذكر…لا يختلف اثنان على انها تبز زميلها في كثير من المجالات..هذا نقاش لا يختلف حوله العقلاء..لكن الهروب من أرض الواقع باللجوء الى شعارات المناصفة والمساواة ما هو إلا تمييع للعمل السياسي وتكريس للريع..فمن يرغب في خوض غمار السياسة فليشمر عن ساعديه وليحتكم للناخبين…

عبده الرباح
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 11:24

لا لمايسمى بالمناصفة والمساواة لأن ذلك يضرب في مقتل الديموقراطية الحقة والتنافس الشريف.. كفى من البحث عن الريع الذي لايخدم البلاد والعباد..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x