لماذا وإلى أين ؟

خبير: هكذا ستحسم أمريكا ملف الصحراء المغربية (حوار)

جاء رد الرئاسة الأمريكية الجديدة، بقيادة جوزيف بايدن، سريعا على الطلب الذي قدمه شيوخ الكونغرس بهدف سحب أمريكا اعترافها بمغربية الصحراء، إذ أقرت إدارة بايدن، على لسان المتحد باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على إبقائها على موقفها إزاء الاعتراف بمغربية الصحراء، وأنها “تدعم الجهود التي يقوم بها المغرب من أجل إرساء السلام في المنطقة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في لقاء صحفي أمس الإثنين 22 فبراير الجاري، إنه ” لا يوجد أي تحديث في الاعتراف بمغربية الصحراء، ولا زال ما قلناه في الموضوع قائما الآن”. مشددا على “دعم أمريكا لجهود المغرب في إحلال السلام”.

هذا التصريح الذي يحمل في طياتها الكثير من الرسائل في ملف الصحراء المغربية، دفع “آشكاين” لاستضافت المحلل  السياسي المغربي والخبير في العلاقات الدولية، عصام لعروسي، لاستجلاء الدعم الذي قد يحوزه المغرب على أرض الواقع، وما علاقة هذا التصريح بطلب شيوخ الكونغرس بسحب الاعتراف الأمريكي.

في ما يلي نص الحوار:

كيف تقرؤون تصريح الناطق باسم خارجية أمريكة على أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مازال قائما؟

ما يمكن أن نفهمه من هذا التصريح هو أن الإدارة الأمريكية لا تريد تراجعا عن هذا القرار، لكن في نفس الوقت، إذا رجعنا إلى الأدبيات التي تحكم تسوية النزاعات؛ وتسوية هذا الملف يتم داخل الأمم المتحدة.

وبالتالي حتى ما ذكره بلاغ الخارجية الأمريكية الذي أشار إلى مسمى “الصحراء الغربية”، هو إحالة على نفس أداوت حل النزاع، رغم أن الإدارة الأمريكية تستبعد حل الاستفتاء نهائيا، وتطرح الموضوع في التسوية السياسية من داخل الأمم المتحدة والإبقاء على المينورسو.

هذا كان مرتقبا، لأن بايدن غير ما مرة لم يشأ التصريح لا بالإبقاء على الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، ولا بالتراجع عنه، بمعنى هذه ترجمة فعلية وعملية لما جاء في الموقف الأمريكي، لكي يُفهَم على أن الإدارة الأمريكية تريد أن تمسك العصا من الوسط.

وهناك تفاعلات أساسية في هذا التصريح، إذ أن المسؤول الأمريكي، يشيد بالتطبيع مع إسرائيل، وفي نفس الوقت يقول أن قضية الصحراء سوف تحل داخل أروقة الأمم المتحدة؛ وبالنسبة لي، الاعتراف جدي، لكن هذا يعني أن لا شيء تغير وحل النزاع يتم عبر التسوية.

هل يمكن تفسير هذا التصريح كإجابة على طلب 27 من الكونغرس سحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؟

بطبيعة الحال، أظن أنه اعتراف ضمني من الإدارة الأمريكية الحالية بهذا الموقف الأمريكي، لأنه لو كانت هناك رغبة في التراجع لَتماهَت الإدارة الحالية مع طلب27 عضوا في الغرفة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار,

وبالتالي هو إقرار ضمني بالاستمرار بالاعتراف بمغربية الصحراء، لكن الآليات القانونية التي ستستعمل في تسوية النزاع نرجعها للأمم المتحدة، فالاعتراف يحمل ذالك الزخم السياسي، وعلى مستوى التفاعلات الدولية فهو يعطي للقضية أبعادا جديدة على المستوى التنموي، والاستثمارات بمليارات الدولارات التي ستكون في الصحراء المغربية، إلى غير ذلك من المكتسبات التي سيربحها المغرب،

والمغرب سيستمر في نفس النهج، بمعنى مقترح الحكم الذاتي باعتباره شكلا من أشكال تقرير المصير.

كيف سيؤثر هذا التصريح على مسار الحسم في ملف الصحراء المغربية؟

هذا التصريح يضع الأمور في نصابها، بمعنى أن من كان ينتظر من الإدارة الأمريكية غير هذا فهذا التصريح يبين له أن الإدارة الأمريكية ستستمر في نفس النهج، وأن ما وقع عليه ترامب كقرار هو ساري المفعول؛ لكن الأمم المتحدة في مت سيتولى الموضوع؛ وهذا التصريح يعبر على أن هذا الاعتراف هو قرار دولة وليس مرتبطا بالأشخاص.

وأثره على بقية الدول المتفاعلة مع هذا الملف، فإننا نجد أن هناك تقاربا مع موريتانيا، الجزائر مازالت في غيها، وهذه الضربات، أصبحت بشكل مكشوف توضح أنها وراء كل هذا العبث في المنطقة، وبالتالي حتى السياسة الجزائرية أصبحت مكشوفة، وأصبح العداء واضحا من النظام العسكري في الجزائر؛ فكلما أوجعهم المغرب من خلال كسح مصداقية دولية دبلوماسية وسياسية، كلما اشتعل الخطاب العدائي والعقيدة الأمينة العدائية للمغرب. ونفس الشيء بالنسبة لفرنسا وإسبانيا.

وننتظر أن دولا أخرى تعترف بالصحراء المغربي، كي ينتصر المغرب واقعيا، ولتصبح الأمم المتحدة مقتنعة بأن الحل السياسي سوف يكون داخل الحكم الذاتي وليس غيره.

المسؤول بالخارجية الأمريكية قال إن أمريكا ستدعم جهود المغرب لإحلال السلام بالمنطقة، كيف يمكن ترجمة هذا الدعم على أرض الواقع؟

هناك يقين في سياسة العلاقات الدولية وتبادل المصالح.

والمصالح الأمريكية مع المغرب، هي مصالح متأصلة، خاصة أن هناك اتفاقيات للتبادل الحر، واتفاقيات لتعزيز التعاون الدولي في ما يتعلق بقضايا الإرهاب في المنطقة، والمغرب هو الشريك الأول لأمريكا في إفريقيا.

من خلال هذه البوابة، أظن أن الإدارة الأمريكية تؤكد على هذا التوجه، وبأنه ليس هناك اختلاف بين “الديمقراطيين” و”الجمهوريين” في استمرار التعاطي مع المغرب بإيجابية كبيرة باعتباره فاعل أمني كبير في المنطقة، أو كما يسمى “الدركي الأول” في إفريقيا وشمال إفريقيا.

وأظن أن هذا هو المقصود بدعم إحلال السلام، أي تأكيدا من أمريكا على هذه الشراكة وتعزيزي التعاون الأمني مع المغرب في هذا الباب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
rachid samy
المعلق(ة)
2 مارس 2021 21:23

Mais ….Je crois savoir que notre pays a commis deux erreurs monumentales dans ce dossier :

Primo : le fait de céder une partie à la Mauritanie

“Secundo : le fait de proclamer cette clause d’autonomie ” HOK’M DATI

Le monde met des reserves ,à cause de ça !!

elhilali sidi thami
المعلق(ة)
الرد على  Jj
24 فبراير 2021 23:26

ان ما تفعله الجزائر شبيه بما تقوم به اسبانيا او أكثر فكلاهما يريد أن ينشغل المغرب بالصحراء المغربية وما تخلق له من مشاكل حتى لا يفكر في استرجاع باقي الأقاليم المسلوبة منه كتندوف وبشار وحاسي بيضة وووسبتة ومليلية والجزرالجعفرية

Jj
المعلق(ة)
24 فبراير 2021 15:40

المغرب استرجع صحرائه، ولازال عليه تحرير اراضيه المحتلة الاخرى،، تندوف، بشار، مليلية، سبتة، جزر الكنري… وهذا ما يزعج جيران السوء لاقصى درجة،، فاصبحوا ينفقون ترالايير $$ لمعاداة المغرب ووقف المطالبة بتحرير ماتبقى من اراضيه المستعمرة..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x