لماذا وإلى أين ؟

أفتاتي: البيجيدي يؤدي ضريبة محاربة السلطوية والدفاع عن الديمقراطية (حوار)

قدم المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، استقالته من عضوية الحكومة إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أمس الجمعة 26 فبراري الجاري. وفي اليوم ذاته أعلن إدريس الأزمي الإدريسي، استقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.

الإستقالات المذكورة خلقت نقاشا واسعا في الأوساط السياسية، وأرجعها العديد من المتتبعين إلى “أزمة داخلية” يعيشها الحزب القائد للتحالف الحكومي قبيل أشهر معدودة من موعد الإستحقاقات الإنتخابية، بسبب مخلفات التدبير الحكومي والقرارات المتخذة، ومن أبرزها “فرنسة التعليم” و”التطبيع” والنقاش الدائر حاليا بخصوص تقنين زراعة “الكيف”.

وتباينت المواقف داخل حزب “المصباح”، حيث أن هناك من يعتبر أن الحزب يشهد “نقاشا عاديا” و”حيوية حزب حي”، فيما يرى البعض الآخر أنه يعيش “أزمة”، مطالبين بضرورة “سحب الثقة من الحكومة ومقاطعة الإنتخابات” بحسب بعض أعضاء مبادرة النقد والتقييم من داخل الحزب المذكور.

ومن أجل فتح نقاش بخصوص المستجدات الأخيرة من داخل الحزب “الأول في المغرب”، يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين” في فقرة ضيف السبت لهذا الأسبوع؛ عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية؛ عبد العزيز أفتاتي.

وفيما يلي نص الحوار:

مرحبا، ما تعليقك على استقالة الرميد من الحكومة واستقالة الأزمي من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة للحزب؟

أهلا، في الحقيقة هي استقالتين متباينتين؛ فالأولى تتعلق بمؤسسة الحكومة بسبب الحالة الصحية للرميد، وستأخذ مسارها إلى أن يتم قبولها أو رفضها. ومن الطبيعي أن تكون ظروف قاهرة تمنع مسؤولا من مواصلة عمله كما حدث مع الرميد الذي نرجو له الشفاء العاجل، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أما بخصوص الإستقالة الثانية تتعلق بمؤسستي رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة للحزب. والأزمي لم يستقل من الحزب ومن مسؤوليته في البرلمان ومجلس مدينة فاس، بل هو مستمر في أدائه ودوره في المسار الكفاحي والنضالي ومتعاون مع الإخوان. والإستقالة من مسؤولية أو موقع معين لا يفسد للنضال قضية.

وماذا عن تزامن الإستقالتين؟

لا علاقة بينهما، أنا عضو الأمانة العامة وأحضر الإجتماعات وأؤكد لك أنه لا علاقة البتة بين استقالة الرميد من الحكومة بسبب الحالة الصحية واستقالة الأزمي من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.

البعض شكك في أن تكون الحالة الصحية للرميد سبب الإستقالة خاصة أنها جاءت في أواخر عمر الحكومة وبعد تهديده لمرات بمغادرة الحكومة، ما تعليقك؟

مقاربتي بسيطة؛ وهي أن السياسة تعتمد على أمور ومعطيات موضوعية ملموسة وليست أساطير و”خزعبلات” وحكايات تحتاج إلى منجمين، وبالتالي فأنا غير متفق مع هذه الآراء التي ذكرت. أما بخصوص تهديد الرميد بمغادرة الحكومة فهو كانت له آراء ومواقف عبر عنها في وقائع سابقة ومعروفة ولا يخفيها، بل له من الشجاعة ما يكفي وزيادة للتعبير عن مواقف في أي قضية.

طيب، الأزمي قال في نص استقالته “لا أستسيغ ما يجري داخل الحزب ولا أقدر أن أغيره”، ماذا يجري داخل الحزب؟

لا يمكنني أن أقول؛ و”بحالي بحالك” اطلعت على نص الرسالة، ولذلك أعتبر أن السياسة ليست أساطير ولا طلاسيم، فعندما تكون الأمور مفهومة فهي مفهومة، والعكس صحيح.

البعض من مبادرة النقد والتقييم دعا إلى سحب الثقة من الحكومة ومقاطعة الإنتخابات؟

أنا لست مع الفرار من المعارك، فالمسؤولية تفرض على الشخص أن يصرح بمواقفه في أي منصب كان، فما معنى سحب الثقة من الحكومة أو الإنسحاب من الحكومة؟ لا يمكن اتخاذ قرارات دون معرفة مآلاتها، فلا يمكن أن ننسحب من الحكومة اليوم وغدا نتحالف مع البؤس، كما لا يمكن أن تدبر الشأن العام لعشر سنوات ثم تقاطع الإنتخابات، فسيقول الناس إننا فررنا من المواجهة.

“حزب العدالة والتنمية في أزمة” هكذا يقول الكثيرون، هل توافق هذا الطرح؟

لا، هذا غير صحيح، الحزب الحقيقي هو الذي يخلق الحدث، وكل الموضوعات التي شهدتها الساحة السياسية كان “البيجيدي” هو المعني الأول بها، منذ قانون الإطار سنة 2017 و”التطبيع” والنقاش الراهن بخصوص “الكيف”، ولا أعرف أن هناك حزبا آخر خلق النقاش في هذه القضايا مثل حزب “المصباح”، الحقيقة أن هذا الأخير يواجه الدولة العميقة والسلطوية.

(مقاطعا) وهل مواجهة الدولة العميقة والسلطوية هي من أوصلت الحزب إلى هذا الوضع؟

طبعا، فالسلطوية هي الحاضرة في القضايا المذكورة، ودور العدالة والتنمية في حدود علمي هو محاربة السلطوية والفساد “وإلى شي واحد داخ هذاك شغلو”، فـ”البيجيدي” هو المعني بالنضال الديمقراطي والإنتقال الديمقراطي من خلال الإنتقال في سلم الملكية البرلمانية بكل وضوح، فمن هي الأحزاب التي تدعو وتناضل من أجل هذا الهدف دون “البيجيدي”؟

العدالة والتنمية يعيش حيوية ونقاشا لأنه حريص على الخيار الديمقراطي، وخلال هذه السنة كان يجب أن ننتقل من وضع إلى وضع أحسن في الملكية البرلمانية والإنتقالة الديمقراطية، فالعدالة والتنمية ليس هو “كارتيلات” الغاز والتأمينات أو “كارتيلات المخدرات”، أما الأحزاب الأخرى “داخلين في الثورة المضادة وهادشي علاش الحيوية في العدالة والتنمية لأنه حريص على الديمقراطية”.

(مقاطعا) هل يصرف أفتاتي مشاكل الحزب الداخلية بقصف أحزاب أخرى؟

ليست لدينا مشاكل داخلية لأننا لا ننافس على المتاع، وإنما “كنتعاونو” من أجل الخيار الديمقراطي وعلى الإصلاح ومواجهة النكوص والفساد والسلطوية، وهذا سبب خلاف أولئك مع “البيجيدي”، أما داخليا فالنقاش يكون بيننا في طريقة مواجهة السلطوية والفساد، حيث نختلف في الطريق ثم نتفق بعد حين.

وبالتالي فسبب النقاش داخل العدالة والتنمية والمتاعب التي تلاحقه هو محاربته للسلطوية ودفاعه على الديمقراطية، ومن الطبيعي أن يشهد الحزب هذه الحيوية والنقاش ويتعرض للمتاعب في كل مرة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
المنصوري
المعلق(ة)
8 مارس 2021 20:16

ندعو وزارة الداخلية أن تضع خطة لتخليص البلاد من الكلاب أيضا

يوسف.ق
المعلق(ة)
27 فبراير 2021 21:03

ثلاثة نقط لا بد منها:1-البيجيدي يؤدي ضريبة محاباة السلطة والدفاع عن السلطوية حينما طبع وتماهى مع الفساد2-الحزب الذي كان له باع في السياسية وساحتها (ا.إش.ق.ش) في ما مضى حينما كانت الأفكار في تجادب جدلي وليس البيجيدي الذي يمتح من الإسلاموية للاسترزاق 3-خرجات من كبير السحرة!حول الربيع المغربي ومحاولة يائسة لزيادة النار على القدر وها نحن نسمع عن الملكية البرلمانية.خير القول هو الطابع المختوم على الناصية (مكر المتأسلمين وسداجة المفترين )

مواطن محلي
المعلق(ة)
27 فبراير 2021 18:14

الباجدة يؤدون ثمن خيانتهم للشعب الذي انتقموا منه شر انتقام ،ونتضرع الى الله سبحانه أن ياخد لنا حقنا منكم في الدنيا والآخرة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x