لماذا وإلى أين ؟

بلوان: خطاب البوليساريو عن استئناف المفاوضات يعكس التخبط الجزائري

بعد أن فقدت جبهة البوليساريو أملها من أن يقوم المنتظم الدولي بدعم أطروحتها الانفصالية، وجهت اتهامات لمنظمة الأمم المتحدة من قبيل أنها تدعم المغرب في نزاع الصحراء.

وعبر إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، يوم أمس السبت 27 فبراير الجاري، في رسالة وجهها إلى أنطونيو غوتيريس، عن رغبته في استئناف “المفاوضات السياسية” حول ملف الصحراء المغربية، مشيرا بأنه “يأمل عن يتم تعيين وسيط أممي جديد خلفا لهورست كولر في أقرب فرصة ممكنة”.

وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، متخصص في العلاقات الدولية والصحراء المغربية، إن”جبهة البوليساريو الانفصالية تعيش أحلك أيامها، فمنذ شهور وهي تتلقى الضربات الموجهة جراء الانتصارات والاختراقات التي قادتها الديبلوماسية المغربية بذكاء وواقعية ومصداقية كبيرة”.

وأضاف بلوان، في حديثه مع “آشكاين” بأن “التصريحات الأخيرة لزعيم الجبهة الانفصالية تأتي لتؤكد حالة الانحصار والتناقض الذي يشكله خطابها وممارستها خلال الشهور الأخيرة” مؤكدا ” وهو خطاب متناقض مع الهجمة الإعلامية التي تروج لحرب عسكرية وهمية لا توجد إلا في مخيلة الإعلام الجزائري ومن ورائه قادة الانفصال الذين يتاجرون في معاناة المواطنين الصحراويين”.

“إذن فالبيان الأخير لزعيم جبهة البوليساريو يؤكد حالة التخبط العشوائية التي تعيشها الجزائر، وصنيعتها البوليساريو مع المستجدات الأخيرة”، يزيد بلوان موضحا “وفي نفس الوقت هناك خطاب يوجه نحو الداخل المشتعل الذي بدأت تظهر فيه معارضة، ويوجه خطابا آخر للمنتظم الدولي ليبين بأن الجبهة تريد المفاوضات وتسعى إلى السلام”.

وأشار المتخصص في ملف الصحراء المغربية، في سياق حديثه بأنه “بعد ما عرف بأزمة الكركارات وطرد الميلشيات الانفصالية من هذا المعبر الحيوي، بات خطاب جبهة البوليساريو يوصف بالازدواجية، فمن جهة بات زعيم الجبهة يستخدم خطابا عاطفيا تجاه المحتجزين المقهورين في تندوف ويمنيهم بنصر عسكري قريب طال انتظاره منذ ما يقارب نصف قرن، وفي المقابل يلبس جبة الواقعية السياسية عندما يخاطب المجتمع الدولي ويستجي الحوار أو المفاوضات مع المنظمات الدولية”.

وفي ختام حديثه مع “آشكاين” تساءل بلوان “مع هذه المستجدات هل يمكن أن يقبل المغرب بالجلوس على طاولة المفاوضات مع هذه الميلشيات خاصة مع الممارسات والاستفزازات الأخيرة التي لن تحصد فيها هذه الجبهة الانفصالية إلا الشوك؟”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x