لماذا وإلى أين ؟

العمراني: لن نقاطع الانتخابات وما عبر عنه بنكيران موقف يحترم (حوار)

صادق مجلس النواب، أمس الجمعة 05 مارس الجاري، على مقترح تعديل القاسم الانتخابي واعتماده على أساس المسجلين وليس الأصوات الصحيحة كما كان معمولا به سابقا، وذلك بأغلبية الأعضاء الحاضرين.

واستنفر قانون القاسم الانتخابي مؤسسات حزب العدالة والتنمية ما دفعه للنزول بكل ثقله في جلسة التصويت العامة، أمس الجمعة، والتي أفرزت 160 صوتا لصالح تعديل القاسم الانتخابي، و104 آخرين عارضوه، فيما امتنع عضو واحد عن التصويت.

وللاستجلاء تداعيات تمرير مشروع تعديل القاسم الانتخابي، وكذا تقنين “الكيف” وتهديدات بنكيران، على “العدالة والتنمية”، وما إن كان البيجيدي يعيش بوادر  انشقاق الحزب وتصدع صفه الداخلي، تستضيف “آشكاين” سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في حوار لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه المواضيع.

كما كان الحوار مناسبة أيضا، للحديث عن الخطوات المقبلة التي سيقدم عليها “البيجيدي”، وهل سيقاطع الانتخابات المقبلة احتجاجا على تعديل القاسم الانتخابي، في حال استنفذ كل السبل الدستورية الممكنة للطعن في هذا التعديل.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية..كيف يمكن أن تصف الوضع الحالي لحزب العدالة والتنمية؟

حزب العدالة والتنمية كما كان دائما، يتفاعل مع معطيات أي لحظة بما تقتضيه وثائقه ومنهجه ومؤسساته، وليست هذه هي أول مرة يعيش فيها الحزب لحظة بخصوصيتها، فقد مرت عليه متاعب وصعوبات في سياقات سابقة مختلفة، وكان في كل مرة يدبرها بحكمة ورزانة وتعقل بالعودة للمؤسسات؛ وكل هذا كان يعصمه من كل م يعترضه وينطلق في كل مرة أقوى مما كان.

اليوم ما يقع في هذه المرحلة من تدافع بخصوص القاسم الانتخابي، وغيره من قضايا المرحلة، والنقاش الجاري اليوم في حياة الحزب، كل هذا ليس جديدا في حياة الحزب، والأعضاء يمارسون حقهم في التعبير عن تقديراتهم ومواقفهم، وهذا لا يمنع هيآت الحزب ومؤسساته أن تباشر هذه القضايا وأن تتناولها وتقرر فيها ما تقدره.

بصيغة أخرى حزب العدالة والتنمية اليوم على المستوى الداخلي، في حالة قلق على بعض الاختيارات في هذه المرحلة، وعلى رأسها موضوع القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، وهذا القلق بمعناه الإيجابي، يعبر عن نفسه من خلال التعبير عن آراء وغير ذلك من الأشكال، ولكن الحمد لله “العدالة والتنمية” معبأ بكل مناضليه ومناضلاته وبكل مؤسساته في هذه المعركة الديموقراطية التي لا شك لنا فيها ولا ريب.

يمكن أيضا أن أضيف، أن الحزب قائم بمؤسساته وتنعقد وتتداول، وفي ذلك عنصر في حياة حزب العدالة والتنمية، وتقديرنا أنه بالطريقة التي تعاملنا بها مع المراحل السابقة، هذه المرة يمكننا أن نتجاوز الصعوبات القائمة وأن ننطلق لمراحل مقبلة، والقيام بما تقتضيه رهانات المرحلة ولخدمة بلادنا من كل المواقع.

أبدى “البيجيدي” معارضة شرسة للقاسم الانتخابي بصيغته الجديدة، وظهر ذلك خلال جلسة التصويت عليه بمجلس النواب، هل يمكن أن يلجأ الحزب لخطوات أكثر تصعيدا كمقاطعة الانتخابات مثلا؟

فعلا أبدينا معارضة شرسة للقاسم الانتخابي بصيغته الجديدة، للاعتبارات المبدئية التي قدمناها وعرفها الرأي العام، وهذه معركة حقيقية بالنسبة إلينا، من أجل الانتصار للخيار الديمقراطي، ولا يزال الموضوع مطروحا على المستوى البرلماني، بعد أن انتقل مشروع القانون المعني إلى مجلس المستشارين، وسننتظر البث النهائي للبرلمان بهذا القانون بالخصوص، وبطبيعة الحال سيحال بمقتضى الدستور على المحكمة الدستوري لفحص دستوريته.

فلذلك الموضوع مازال مثارا في جدول أعمالنا، والأمر سيبقى التواصل بشأنه على المستوى الإعلامي والسياسي والتأطيري قائما، وسنقوم بـرأينا ودورنا عندما سيحال الموضوع علينا من قبل المحكمة الدستورية.

وهذا الأمر صعب جدا، خصوصا إذا كان المآل هو الاعتماد بشكل نهائي على القاسم الجديد على أساس المسجلين، صعب بمقياس جوهر العملية الديمقراطية، ولكن لا نتصور أنه يمكن أن تكون الخطوة التي تأتي بعد ذلك هي مقاطعة الانتخابات.

فحزب العدالة والتنمية كغيره من الأحزاب، ما وجدت إلا كي لتشارك في الانتخابات أو غيرها؛ وليست هذه هي المرة ألأولى التي يصادفنا فيها مثل هذا التحدي، وربما واجهتنا سابقا صعوبات أكبر.

ورغم ذلك لم نفكر في مقاطعة الانتخابات، أو بالأحرى عدم المشاركة في الانتخابات، لأن الأصل هو المشاركة، وهذا هو منهج حزب العدالة والتنمية، وليست المشاركة دائما ميسورة وسهلة المنال، فدائما تكتنفها صعوبات وتحديات، والرهان هو أن نغالب تلك التحديات وأن نحقق من خلال المشاركة أقصى الفوائد والمصالح  الممكنة لبلدنا.

والحال أننا اليوم نستقبل الانتخابات المقبلة وفي أيدينا حصيلة مشرفة لتدبير الشأن العام على المستوى الحكومي، البرلماني، وعلى مستوى الجامعات الترابية، أنجزناها بمعية شركائنا، وهذا منجز وطن، نعتز ونفتخر به.

الرهان اليوم، هو أننا من خلا مدخل المشاركة الانتخابية، أن نعرف بهذه الحصيلة وأن نرصّدها ونكرسها، وأيضا أن نستمر في مواقعنا التدبيرية المختلفة لصيانة هذه المكتسبات الإصلاحية، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وليس هناك خيار أفضل من هذا.

ماهي انعكاسات ما بعد تقنين “الكيف” على الصف الداخلي للحزب؟

الموضوع يتعلق بموضوع مشروع القانون الذي يناقش اليوم على مستوى الحكومي، المتعلق بالاستعمالات الطبية والصناعية للقنب الهندي، وهذا الموضوع مطروح في لقاءات الأمانة العامة باستمرار، كما هو مطروح في مؤسسات أخرى، وكما يطرح من قبل المناضلين في الفضاءات المختلفة.

هذا الموضوع مازال مشروعا حكوميا، ولا تزال أمامه مراحل، والنقاش بشأنه مازال متواصلا داخل الأمانة العامة، وعندما يبلغ العتبة البرلمانية، حينها سنقوم بما يجب أن نقوم به بحول الله.

بنكيران هدد بانسحابه من الحزب إذا صادق البرلمان على القاسم الانتخابي وتجميد عضويته إذا تم تمرير قانون “القنب الهندي”، هل بعد تحقق شروطه يمكن أن نشهد انشقاقا في حزب العدالة والتنمية؟

على كل حال، الأخ عبد الإله بنكيران، أمين عام سابق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس حكومة سابق، وله مكانته وإسهامه المقدّر في بناء الحزب، وما عبر عنه موقف يحترم، سواء اتفقنا معه أم لم نتفق.

وعلى كل حال، موضوع القنب الهندي مازال في عتبة الحكومية، وإذا وصل إلى البرلمان ساعتها لكل حادث حديث.

ماهي الآفاق المستقبلية لعمل الحزب  بعد كل هذه الأحداث؟

الحزب يتفاعل مع معطيات المرحلة بإيجابية وبحيوية، ويُقدّر لكل أمر قدره.

بعضُ ما وقع لن يشغلنا عن متطلبات المرحلة واستحقاقاتها الأساسية والجوهرية، وهي الاستعداد بالجاهزية الكاملة لخوض الانتخابات المقبلة، ونحن مسنودون، كما أشرت سابقا، بحصيلة تدبيرية مشرفة في كل المستويات في تدبير الشأن العام.

والحزب على مستواه الداخلي، يجتهد و يشتغل الجميع من أجل أن يكون في مستوى هذا الموعد الهام، ويقيننا أن حزب العدالة والتنمية بالنظر إلى المسار الطويل الذي مر منه، وعَوْدًا على بدئ، كي أقول أن الحزب اعترضته في مساره مطبات صعبة جدا، ولعل أحدها ما وقع من أزمة داخلية عميقة، بعد ما يسمى بـ”البلوكاج” والإعفاء، ولكن تعامل الحزب مع هذين الأمرين بما عرفه الرأي العام، وأمكننا جميعا أن تجاوز تلك الأزمة بسلام.

فكذلك الحزب له من الخبرة في تدبير الأزمات ما يجعله إن شاء الله، قادرا على  تجاوز أي أزمة لاحقة في هذه المرحلة الراهنة.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
م عبدو
المعلق(ة)
الرد على  عبد الله
7 مارس 2021 11:49

لن تقاطعوا الإنتخابات ،هذا تحصيل حاصل بالحساب المنفعي الشخصي الذي لا يقبل القسمة على المكتسبات والغنائم التي أصبحت لدى البيجديين.
أنتم تعرفون جيدا أنكم ذاهبون إلى زوال في انتخابات 21 نظرا لما اقترفتموه من سوء في حق المغاربة،لكنكم تريدون أن تقيموا الدنيا ولا تقعدوها لإظهار أنكم مظلومين ،كأن القاسم الإنتخابي الجديد سيطبق فقط عليكم دون الأحزاب الأخرى.وهذا دليل على أنكم تتوقعون فنائكم ،فبدأتم بالتباكي الذي يحمل بداخله مكر كبير مخادعين المواطن العادي البسيط الذي لا يفقه في اللعبة السياسية.فقولكم أنكم تدافعون عن الديموقراطية فيه دهاء خبيث كبير علما منكم أن نسبة الإمتناع عن التصويت في بلادنا كبيرة ،فتريدون الإستفادة من هذا العامل السلبي في انتخاباتنا. قبح الله سعيكم.

عبد الله
المعلق(ة)
6 مارس 2021 23:04

العاطلون ألفوا كعب غزال

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x