لماذا وإلى أين ؟

أمزازي يتهم النقابات بضرب الاستقرار التربوي .. ونقابي يرد

رد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي؛ سعيد أمزازي، على الانتقادات الموجهة له من طرف عدد من أعضاء لجنة التعليم والثقافة والإتصال بمجلس النواب بخصوص “توقيف” الحوار الإجتماعي مع النقابات، قائلا “أبدا لم نوقف الحوار، نحن منفتحين على الحوار”.

وأوضح أمزازي، في معرض رده في اجتماع اللجنة المذكورة المنعقدة يومه الأربعاء 10 مارس الجاري، أن “الوزارة مع الحوار، لكن الحوار البناء المنتج للحلول”، مردفا “لم أقل إن ما قلته يجب القبول به؛ وما قالوه هم يجب على الوزارة قبوله، بحيث أن هذا لم يعد حوارا وإنما فرض للرأي”. معتبرا أنه “لا يعقل أن نكون في جلسات حوار وتصدر النقابات بلاغات تنديدية ودعوات للإحتجاج”، مسترسلا “هذا ضغط ماشي حوار”.

وتساءل أمزازي، “هل فكرت هذه النقابات التي تدعوا إلى الإضرابات والإحتجاجات في الإستقرار التربوي؟ وهل تهمها مصلحة التلاميذ والزمن المدرسي؟”، مستدركا “واش هاذوك التلاميذ ماشي وليداتنا؟ جات الجائحة كرفساتهم ونزيدو نكملوا عليهم”، وفق تعبير المتحدث.

أمزازي ماعندو ما يعطي

من جهته، اعتبر الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل؛ عبد الغني الراقي، أن تصريحات وزير التربية “هروب إلى الأمام”، مضيفا أنه “يقدم تبريرات من أجل الهروب وعدم الجلوس إلى طاولة الحوار، لأنه يظهر أن “أمزازي ماعندو ما يعطي، وماعندوش أجوبة على ملفات الشغيلة التعليمية”.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ”آشكاين”، أن “أمزازي يتخذ الإحتجاجات ذريعة وتبريرا لعدم عقده جلسات الحوار، في حين أن الإحتجاج أمر طبيعي، لأنه لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي حتى يجلس معانا سعادة الوزير”، مشيرا إلى أن “الإحتجاجات تأتي عندما تلمس النقابات أن الحوار لا جدوى منه”.

بخصوص الزمن المدرسي، أكد الراقي أن “الوزارة كشفت بشكل رسمي أن التلاميذ المغاربة لا يدرسون إلا ٪50 من الزمن المدرسي بدعوى الجائحة، أما ٪50 الأخرى فهي مخصصة لما يسمى التعليم الذاتي، مضيفا أن الإضرابات المتكررة أسهمت كذلك في ضياع الزمن المدرسي، مشيرا إلى أن “الوزارة هي التي تتحمل مسؤولية الإضرابات بسبب تغييب الحوار وعدم معالجة ملفات الشغيلة رغم أنها قدمت إلتزامات”.

عبد الغني الراقي ـــ الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم

قطيعة بشكل إرادي

ويرى الفاعل النقابي، أن “هناك قطيعة بين النقابات ووزارة أمزازي، الذي غاب وغابت حواراته لمدة سنتين؛ كما أن المسؤولين المركزيين لا يتجاوبون مع اتصالات المسؤولين النقابيين”، مشددا على أن “الوزارة صمَّت آذانها حتى لا تسمع النداءات المتكررة لمختلف النقابات من أجل الحوار”.

وأشار الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، إلى أن الوزارة تعتبر النقابات شريكة. لكن شريكة في ماذا؟ مسترسلا “نحن نعتبر أننا لم نعد شركاء لأن الوزارة انفردت سواء بما يتعلق بتدبير الجائحة والشأن التعليمي في سياق الجائحة، أو فيما يخص تدبير ملفات الشغيلة التعليمية”.

وخلص الراقي، إلى أن “تغييب الحوار من طرف الوزارة تسبب في تراكم ملفات الشغيلة التعليمية وأدى إلى تناسل التنسيقات التي تعبر عن مشاكل فئوية”، لافتا إلى “أنه إذا لم تعالج الوزارة ملفات الشغيلة التعليمية مع الحركة النقابية، فمن الطبيعي أن يخرج المواطنين للإحتجاج”، مبرزا أن “الوزارة هي التي تتحمل مسؤولية ما يحدث”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
11 مارس 2021 02:32

اصبح التعليم يثمتل في اضرابات عطل مدرسية شهادات طبية .اما التلميذ فهو تلك الحلقة المفقودة في العملية التعليمية هدر مدرسي التعليم عن بعد ووو الأساتذة مضربون اسبوعيا.وبالحديث عن النقابات ماهي الا أداة لم يعد لها وجود على الساحة بل تركب الموجات المتتالية وكأنها نصير رجال ونساء التعليم والدليل ان هؤلاء فقدوا ثقتهم فيها وبدأ تناسل التنسيقيات .كما ان القائمين على هاته النقابات تقاعدوا مهنيا ولم يعد من مبرر لوجودهم في الساحة النقابية والامثلة كثيرة يجب اخراج قانون النقابات وفي اسرع وقت اما عن الحوار بين الطرفين ماهو الا اجتماع تتخله حفلة شاي بدون توقيع مخرجات ومحاضر في الموضوع …

يوسف.ق
المعلق(ة)
10 مارس 2021 23:31

في ديباجة منمقة ثم توشيح صدر إحدى دعامات الميثاق الوطني بعبارة مزركشة لا تليق إلا لتزيين واجهة المنظومة التربوية (المتعلم في قلب الاهتمام )غير أن واقع الحال التعليمي يشي بغير ذلك : المتعلم يا من يهمه الأمر! يتموقع في تلك النقطة العمياء :لا ينظر إليه في السياسة التعليمية إلا ككائن يشارك بوجوده الجسدي في منطق الكم وإحصاء الزيف. ولم ينظر إليه قط بمنطق الكيف : الاستثمار في ذكائه و وجدانه رغم تعدد المقاربات البيداغوجية وتنوع المناهج الدراسية. المشهد التعليمي مشهد للتأثيت مشهد ينم عن غياب فلسفة تعليمية منبثقة عن إرادة سياسية للإستثمار في العنصر البشري أي الاستثمار في العقول. آنذاك يمكن للحوار أن يأخذ أبعادا عميقة يدور حول بناء الإنسان :الهدر المدرسي يتسرب من ارتجالية مفرطة في إصلاح قشرة من قشور المنظومة التربوية. أما لب الإصلاح فيحتاج إلى ترسانة فكرية منبثقة من تلك الإرادة السياسية الغائبة؛ لأنه لا مخرجات سليمة وواقعية بدون مدخلات منطقية تنبني على أسس منظومة تعليمية نابعة من منظومة مجتمعية في كليتها : والغبي من يتغيا نتائج متباينة بتكرار نفس المداخل! اينشتاين

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x