لماذا وإلى أين ؟

سفارة ألمانيا بالرباط تدعم مشروعا مهما بالمغرب.. فهل انتهت الأزمة؟

أعلنت سفارة الحكومة الألمانية بالرباط، أمس الخميس 11 مارس الجاري، دعمها لبناء محطة إنتاج في المغرب لـ”وقود نظيف للمستقبل” بالاستعانة بالطاقة الشمسية، وذلك في إطار استراتيجية الهيدروجين الوطنية، مشيرة إلى أن المغرب “من الممكن أن يصبح أيضا موردا دوليا مهما للطاقة المستدامة؛ ومن المقرر في البداية أن ينتج المصنع التجريبي حوالي عشرة آلاف طن من الهيدروجين سنوياً اعتباراً من عام 2025″.

وزادت الحكومة الألمانية، من خلال منشور على الحساب الرسمي للمركز الألماني للإعلام وسفارة ألمانيا بالرباط على الـ”فيسبوك” أن المغرب يستطيع حتى 2030، تغطية من 2 إلى 4% من الاحتياج العالمي لمصادر الوقود المنتَجة من الهيدروجين الأخضر – المُسماة منتجات Power-to-X؛ بحسب تقدير وزارة التعاون الإنمائي الألمانية.

يقع هذا التطور أياما بعد قرار وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية، تعليق الاتصالات مع السفارة الألمانية. مما يفتح باب التساؤل، حول ما إن كانت الأزمة الدبلوماسية المغربية الألمانية قد انتهت وعادت المياه إلى محاريها؟

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، متخصص في العلاقات الدولية والصحراء المغربية، إن “إعلان السفارة الألمانية بالرباط عن هذا المشروع يمكن قراءته من المنظور الأول وهو أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مستمرة وعادية، رغم تأثيرات وتبعات الرسالة التي أعلنت توقيف الاتصالات مع السفارة الألمانية بالرباط” مضيفا كما يمكن قراءته من منظور أن “هذا المنشور الرسمي الأول لسفارة ألمانيا بالمغرب بعد الأزمة، هو إشارة قوية على استمرار التعاون بين البلدين في إطار مشاريع التنمية والشراكة المغربية الأوربية، وهو رسالة إلى أن الأمور تجري بشكل عادي بعيدا عن خطاب الأزمة والقطيعة المتداول”.

“لكن في نفس الوقت لا يمكن الحديث الآن عن نهاية هذه الأزمة”، زاد بلوان موضحا “لأن تراكماتها وأسبابها لا زالت مستمرة، ولن تجد طريقها إلى الحل إلا بعد حوار شفاف وصريح بين دبلوماسية البلدين على مستويات متقدمة؛ فالمغرب يطمح أن تنخرط ألمانيا في دينامية الطي النهائي لملف الصحراء، وألمانيا رغم إعلانها الحياد الإيجابي في الملف إلا أنها غير مستعدة للتعاطي مع هذه الدينامية”.

أزمة صامتة مستمرة

وأردف بلوان، إلى أنه “يمكن القول أن أفق الأزمة الصامتة والعلاقات الباردة ستستمر والتعاون المثمر سيتأثر، لكن دون الوصول إلى القطيعة النهائية على اعتبار أن المغرب يحتاج لدولة مؤثرة في الاتحاد الأوربي من حجم ألمانيا، وألمانيا تحتاج للمغرب كدولة فاعلة في استقرار منطقة جنوب أوروبا في ملفات الهجرة والأمن”.

“نعم المصالح المشتركة بين البلدين ستستمر والعلاقات لن تنقطع بحكم تبعاتها الاستراتيجية” يؤكد بلوان في ختام حديثه مع “آشكاين” مضيفا “ولكن ستبقى هذه الأزمة صامتة فيما يتعلق بملف قضية الصحراء المغربية، حتى تنخرط ألمانيا بشكل جديد في دينامية الحل والطي النهائي للملف، وأعتقد أن ألمانيا في الأخير ستتبنى نفس الرؤية التي عبر عنها القرار الأمريكي الأخير، يكفي أن تفتح الدبلوماسية المغربية الملف من جديد لدى الإدارة الأمريكية الحالية، وستنخرط ألمانيا وباقي الدول الأوربية المؤثرة في هذه الدينامية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x