لماذا وإلى أين ؟

إلى كل الهاربين والغشاشين .. ادخلوا دار أخنوش آمنين مطمئنين

على غير العادة، انطلق موسم “السباق نحو المقعد” في المغرب قبل موعده المعتاد هذه المرة، وباشرت كل الأحزاب، بدون استثناء، حملتها الانتخابية حتى قبل ما تتشكل الحكومة الحالية بقيادة حزب “العدالة والتنمية”.

وبرز جليا في هذا السباق نحو رئاسة حكومة ما بعد تشريعيات 2021، حزب “التجمع الوطني للأحرار” الذي قاد أحزاب “فرض عليها التحالف” من أجل فرض شروط “إذعان” على حكومة العدالة والتنمية، ونجح في ذلك، الأمر الذي أعطاه شحنة إضافية وجعله مرشحا فوق العادة، في نظر البعض، ليكون قائدا لتحالف حزبي يسير حكومة المغاربة المقبلة. فأعد العدة، وراح يصول ويجول في البلاد، ويفرق وعودا وعهودا على العباد، ويشكل تنسيقيات حزبية ومنظمات مهنية وهيئات نسائية شبيبة، من أطباء ومهندسين إلى أصحاب البغرير والطواكسية، حتى اعتقد الجَّمْعُ أن الطريق إلى كرسي الحكومة فُرشت وردا لرئيس هذا الحزب “المدلل” من أجل الجلوس عليه.

لكن، وما إن اشتد وطيس السباق، وبدأت الأحزاب في السرعة النهائية، وفتح مزاد الميركاتو الانتخابي، حتى ظهرت الحقيقة جلية، وهي أن حزب “التجمع الوطني للأحرار”، أصبح وكرا وملجأ للغشاشين والهاربين والفاشلين في تحقيق إنجازات تضمن لهم مكانة بأحزابهم، وحظوة لدى المواطنين والمواطنات الذين صوتوا لهم.

فبعد ما ظن جل المتتبعين للشأن السياسي المغربي، أن عش “الحمامة” التي طافت خارطة المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، بل ووصلت إلى ما وراء حدودها، قادر على استقطاب كفاءات شبابية وعلمية وكاريزمات سياسية، إلا أن الصدمة كانت قوية عندما بدأت أسماء بارزة داخل هذا الحزب تهجره، كعائلة فضلي بالفقيح بنصالح وأخرون من مناطق مختلفة، لكونها ضاقت ذرعا من السياسة الانفرادية والارتجالية في تسير حزبهم من طرف رئيسه الذي وضع بين عشية وضحاها على رأسه.

ولم يجد الرئيس المعيّن أمامه إلا الاستنجاد بهاربات كالبرلمانية السابقة عضوة المجلس الجماعي بتمارة الفارة من “حزب العدالة التنمية”، اعتماد الزاهيدي، وغشاشين كالبرلماني النازح من “البيجيدي”  نور الدين قشبيل، الذي سبق وضبطت بحوزته ثلاثة هواتف ذكية داخل قاعة الإمتحانات الجهوية للسنة أولى بكالوريا، وفاشلين، وأسماءهم عدة، واستقبالهم في جو أراد من خلاله الرئيس أخنوش إظهار أن حزبه قادر على اختراق أقوى تنظيمات خصومه، كالبيحيدي، وإغراء أعضائهم بوعود لاستقطابهم، ويا ليته ما فعل، لكونه “جا يكحلها عماها”، ففضح حزبه وكشف حقيقة “النخبة” التي وعد باستقطابها، والفئة التي سيصارع خصومه بها.

أمن أجل هؤلاء الهاربين والغشاشين أنفق الحزب ميزانية ضخمة من الدعم الذي قدمته له الدولة من أموال دافعي الضرائب في جولات و “زردات” سميت بـ”مائة يوم مائة مدينة”؟

كيف يستطيع هذا الحزب إقناع المغاربة بوعوده التي جمعها في كتيب “مسار الثقة” وهو لم يستطع حتى إقناع أعضاء بارزين به بالبقاء فيه؟

أهكذا سيقود الحزب الذي أصبح وكرا للهاربين والغشاشين والفاشلين، حكومة المغاربة لما بعد استحقاقات الألفين والواحد بعد العشرين؟

فهنيئا لكم يا معشر الهاربين والغشاشين والفاشلين، والملهوفين الطماعين، ادخلوا دارأخنوش آمنين مطمئنين، مزردين مغلقين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
أبوسحر
المعلق(ة)
23 مارس 2021 22:33

أخنوش بغا يعاود التربية للمغاربة …

البيروني
المعلق(ة)
19 مارس 2021 22:29

بهدا المنطق أصبح حزب التجمع الوطني للأحرار تجميعا للمتلاشيات الحزبية😄

ابو زيد
المعلق(ة)
19 مارس 2021 21:57

اسيدي هشام كسرت قاعدة زماننا!!
كيف تبوح بما يختلج صدور المغاربة؟!
اخاف عليك من ……..
و لكن اعلم ان الملايين و بنسب كبيرة يعلمون علم اليقين بما اسلفتم و بما لم تتطرقوا من غسيل كل الدكاكين….
اكثر من ذلك، موضوع الساعة اليوم هو كيفية جر المواطن للاقتراع!!

مواطن
المعلق(ة)
19 مارس 2021 21:41

غلاء المحروقات عقبة حقيقية امام طموح اخنوش

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x