لماذا وإلى أين ؟

البهيوي تكشف تحديات المشهد الفني وسبب اختيارها إحياء الثراث المغربي (حوار)

هاجر البهيوي، شابة تخطو خطواتها الأولى في ميدان صناعة المحتوى الفني بثبات ودون استعجال، اختارت أن تكون سفيرة للثراث المغربي على منصات السوشل ميديا من خلال الأزياء التي ترتديها والتي ترجع إلى حقبة من حقب تاريخ المغرب وكذا من خلال غنائها لعدد من الأغاني الثراثية القديمة والتي تنال نسب مشاهدة تفوق 100 ألف مشاهدة.

مسار فنانة صاعدة لا تزال تكافح من أجل إثباث الذات في عالم أصبحث فيه نسبة المشاهدات تطغى بكثير على القيمة الفنية و الإبداعية، هو موضوع حلقة اليوم من حوار “ضيف الأحد”، الذي استضافت فيه “آشكاين” هاجر البهيوي للتعريف أكثر عن مسارها الفني وتحدياته وواقعه.

أولا عرفينا من تكون هاجر البهيوي؟

هاجر البهيوي، 22 سنة أقطن بمدينة سلا، وأدرس سنة ثالثة علوم اقتصادية بجامعة محمد الخامس بمدينة سلا، بدأت الغناء في سن السادسة من عمري،حيث تربيت على الأغا

ني الخالدة لمحمد الحياني الله يرحمه ونعيمة سميح والقائمة طويلة من الفنانين المغاربة الكبار.

وخلال مسيرتي، فأنا أشتغل على محتوى يعزز الثراث المغربي وأعمل على تسويقه عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

أنت كفنانة صاعدة، اخترت إعادة إحياء التراث المغربي من خلال كليباتك المصورة عن الأغاني الثراتية وكذا على مستوى الأزياء أيضا، لماذا هذا الاختيار؟

منذ نعومة أظافري، وأنا أنجذب للثراث المغربي، يعني أنني في عشق دائم لكل ماهو راسخ في ثقافة ثراثنا وأشغر بالفخر تجاه كل ما هو أصيل وبه عبق من تاريخ البلاد.

وسبب ثان يجعلني أختار هذا النمط من المحتوى، هو ظهور عدد كبير، ولا أعمم، من المحتويات التافهة على “السوشل ميديا” بالإضافة إلى الميوعة، وبالتالي أنا أحاول أن أعكس الموجة والاشتغال على ما هو أصيل يعزز الثراث المغربي من خلال نشر صور ومقاطع غنائية.

كما تعلمين، الأغاني الشبابية اليوم، منها أغاني تجارية تسويقية أكثر من ماهي فنية ترتكز على مقومات الفن الكلاسيكي او الثراتي، فهل ترين أن الطريق أمامك سهل لاثبات ذاتك في المشهد الفني اليوم؟ 

صحيح، الأغاني اليوم غالبيتها أغاني تسويقية هدفها البحث عن عدد المشاهدات و”البوز”، ومؤخرا قمت بغناء “كوفر” لأغنية الفنان سعد المجرد “الغادي وحدو” وغنيتها بطريقتي الخاصة لا على مستوى طريقة الغناء أو طريقة اللباس والحمد له لقت إعجابا كبيرا من قبل المغاربة.

هذا الإعجاب يدفعني دائما إلى الأمام ويقدم إلي إشارات على أنه في اليوم الذي سأشتغل فيه على عمل خاص بي ويعكس المحتوى الذي أشتغل عليه سينال إعجابا كبيرا. أنا أؤمن أن كل عمل مختلف وكل عمل جاد وذو جودة يجد مكانا له مهما طال الزمن، وأنا إنسانة جد متفائلة.

وأؤكد أن أي عمل راق إلا وله جمهوره الذي يتميز بذات درجة الرقي، وأنا هذه هي الفئة التي أستهدفها بأعمالي، وأكيد هناك صعاب وتحديات في إيجاد استوديوهات التسجيل أو إيجاد ملابس تتناسب مع المحتوى الذي أنشره والتي تعكس حقبة معينة من التاريخ، لأنني لا أتوفر دائما على الأشياء، ولكن هذه التحديات هي التي تزيد من إصراري في العمال.

أنت كفنانة شابة ما تعليقك عن المشهد الفني اليوم، وماهي الأصوات المغربية التي تعتبرينها قدوة لك؟

صراحة، هناك أعمال قليلة التي تقنعني أو تجذب انتباهي لمشاهدتها، سيما أن الكثيرين اليوم كما أسلفت الذكر أصبح يبحث عن عدد المشاهدات أكثر من قيمة المحتوى وهذا لدرجة أن البعض أصبحوا يتاجرون أيضا بحياتهم الشخصية والعائلية على الانترنت مقابل حفنة من المشاهدات.

ليس لدي قدوة بقدر ما تعجبني أعمال الفنانة أسماء المنور والفنان سعد المجرد ومهدي موزيين، الذي تحس بلمسة فنية مختلفة في أعماله وكذلك زكرياء الغافولي، يعني هناك فنانين محسوبين. أما بخصوص المحتويات على السوشل ميديا بصفة عامة، يعجني مشاهدة أعمال مصطفة سوينكة وأمين العوني الذين يحاولون إشعال “شوية ديال الضو”.

ماهو تعليقك على عدد المشاهدات على فيديوهاتك، وهل ترين أن نسبة المشاهدات هي معيار لنجاح عمل فني ما؟

لا أعتبر بالمرة أن نسبة المشاهدات لعمل ما على منصة “اليوتيوب” هي معيار للنجاح، لا لا أبدا، لأننا إذا دخلنا إلى “الطوندونس” المغربي سنجد ملايين المشاهدات على محتويات وأعمال، شخصيا لا أشاهدها.

وفي المقابل، هناك أعمال لديها نسبة مشاهدات قليلة جدا إلا أنها لم تصل إلى شريحة كبيرة رغم الرسالة المبتغاة منها، وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أن المشاهدات هي التي تحكم على نجاح الأعمال والمحتويات.

كيف كانت تجربة هاجر مع عام من الكورونا؟

عام من وباء كورونا كان صعبا على العديد من الناس، وبالنسبة لي وبالرغم من كل شي أعتبر هذه الفترة كانت جميلة، حيث لستغليتها للتفرغ لنفسي ووجدت ما كنت أصبو إلى تحقيقه. فأنا بالرغم من ميولاتي الفنية منذ الصغر وسهولة البث على النت اليوم، إلا أنني كنت أتريث إلى أن تأتي الفرصة وأكون قد اخترت بالفعل أسلوبا يليق بأفكاري.

فوجدت في هذه الفترة، المحتوى الذي أرغب في نشره، كما التقيت بعدد من الأشخاص سواء الفنانين أو الصحافيين الذي شجعوني على المضي قدما، وأنا اليوم لا زلت على الدرب أخطو خطوة خطوة، والحمد لله أتنبأ أن هنالك مستقبل زاهر قادم.

كلمة أخيرة
أشكر جميع من شجعني ويشجعني على الاستمرار وتطوير ذاتي في القالب الذي اخترته طواعية، كما أشكر موقع “آشكاين” على إتاحة هذه الفرصة لتقريبي من قرائها، وأشكر أي شخص يشجع المحتويات الهادفة، والحمد لله بفضل المتابعين والأصدقاء وأسرنا نستمر في الإبداع والعطاء.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x