لماذا وإلى أين ؟

الفايد والكتاني يشمتان في موت نوال السعدواي

لم تنطلق شماتة من ينصبون أنفسهم شيوخا للدين الإسلامي، لوفاة الكاتبة المصرية نوال السعداوي، من خلاف ديني، إذ يعد هذا الأمر متعارضا مع تعاليم الإسلام وسماحته؛ ولكنها بالأساس كانت انطلاقا من انتصارها في عدد من القضايا الكبرى التي تمس النساء، وعددا من القضايا الفكرية التي لا تروقهم، من قبيل معاركها ضد النقاب وضد ختان الإناث، ورفضها زواج الأطفال، وعدد من قضايا الأحوال الشخصية، إذ كانت الراحلة رافضة للتعدد.

ومنذ إعلان وفاة السعداوي، يوم أمس الأحد 21 مارس الجاري، اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي، في عدد من الدول العربية، وصولا إلى المغرب، بين مترحم على الراحلة، ومذكرا لأهم أعمالها الأدبية والفكرية وانتصاراتها، التي يشار أن آخرها كانت يوم وفاتها، باستجابة السلطات المصرية لتعديل قانون يجرم ختان الإناث، لتصل العقوبات فيه إلى السجن 20 عاما، وهي المسألة التي دافعت بشأن تحقيقها في حياتها؛ وبين شامت في موتها ومعدد لعدد من الاقتباسات من كتاباتها، مشيرا “أنها تعاند الله، وأنها ستدخل النار” وفق تعبيرهم.

وفي هذا السياق، انساق محمد الفايد، مختص في التغذية الصحية والعلاجية، والمعروف باستناده إلى الدين الإسلامي في عدد من الوصفات التي يقدمها، نحو إعلانه الشماتة في موت السعداوي، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، عقب إعلان وفاتها بساعات، بالقول “وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، كانت تحيد من الموت ولا تعترف بها، فماتت (نوال)”.

وهو نفس الاتجاه الذي ذهب فيه الحسن بن علي الكتاني، رئيس الرابطة العالمية للاحتساب وعضو رابطة علماء المغرب العربي ومدير أكاديمية ابن عبد البر للعلوم الشرعية، إذ كتب في حسابه الشخصي على الفيسبوك “نوال السعداوي حطت رحالها لتقف بين يدي من اجتهدت في محاربة أحكامه والصد عن سبيله”.

تدوينات كثيرة تباينت محتوياتها، وكشفت عن تفكير أصحابها، وهو الشيء الذي انطلق منه محمد عبد الوهاب بن أحمد رفيقي المعروف بأبو حفص، باحث في الدراسات الإسلامية في توضيحه بالقول “أنا عمدا البارح خليت التعاليق مفتوحة للجميع باش كلشي يتعرف على الأزمة لي تيعيشها المجتمع ديالنا والمسلمين عموما، كمية السب والشتم والشماتة والجزم بأن الراحلة نوال السعداوي في جهنم لدرجة أنو تيقول ليك “الله يحشرك معاها” بناء على أنها ف جهنم معندوش الشك..”.

“لي تيقول بأن مكينش تطرف ف المجتمع وأننا تنبالغو ف الموضوع يضرب طليلة على هاد التعليقات ويشوف الناس لي تتعتقد أن مفاتيح الرحمة بيدها وأنها تدخل الجنة من تشاء وتخرج منها من تشاء” يزيد رفيقي في تدوينته مردفا “دخلو شوفو شحال د المتدينين ظاهرا والحقد لي تيتكلمو به على امرأة اتفقتي ولا اختلفتي معاها، لم تكن تحمل إلا كلمتها وقلمها، نحن أمام أزمة أخلاقية عميقة وما وقع يظهر أن أمامنا عمل كبير جدا لتطهير المجتمع من هذه الأحقاد التي تسيء للإسلام قبل أن تسيء للراحلة نوال”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

11 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
المغربي الاصيل
المعلق(ة)
23 مارس 2021 08:06

“وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، كانت تحيد من الموت ولا تعترف بها، فماتت (نوال)”.قول عادي بل تدكبر بالخالق اين المشكل ربما المشكل هنا ليس في القول بل محاربة الشخص.

شهم
المعلق(ة)
23 مارس 2021 02:11

الفايد و الكتاني عايشين من الدجل الديني لا نستغرب بهجتهما لموت المفكرين والعلماء.

ب.اب.
المعلق(ة)
الرد على  مغربي
22 مارس 2021 22:13

عقول متحجرة لا تؤمن الا بالرأي الواحد .لا حول ولا قوة الا بالله. الجهل والدين والاسلام بريء منكم ومن اقوالكم

محمد أيوب
المعلق(ة)
22 مارس 2021 22:02

الى الاخ اليزيدي:
رحمة الله واسعة،وهي تشمل كافة الناس،بل كافة المخلوقات…والموقف من الهالكة فيما يخص الدين الاسلامي يحدده ما كانت تقوله وتصرح به وتمارسه بإرادتها الحرة خلال حياتها…لا احد شمت في موتها…ما قاله الفايد والكتاني تم تأويله وفق منظور معين… أسألك أيها الأخ المحترم:ماذا نسمي من ينكر القرآن والسنة الصحيحة ويسخر من احكام وعبادات ديننا وينكر وجود الله تعالى ويتهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالكذب- حاشاه أن يفعل- وبأنه اقتبس القرآن ممن سبقوه ويطالب بتغيير آيات القرآن وليس بالاجتهاد الشرعي وفق ضوابطه الى غير ذلك مما يتعارض مع المعلوم من الدين بالضرورة؟في ديننا فهذا شخص كافر وملحد…فلماذا يستنكر حاملو مثل هذا الفكر وصفهم بذلك؟؟؟إنهم أحرار في أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا…هذا لا نقاش فيه…لكن وصفهم الدقيق استنادا إلى شرعنا وعقيدتنا واضح… سيحاسبنا ربنا جميعا:مؤمنين وكفار وملاحدة وزنادقة وعصاة…الخ…ونحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر…وهذا الظاهر عند الهالكة وعند غيرها ممن يشاركنا الرأي واضح وضوح الشمس في كبد السماء…شخصيا أحترم الشخص الواضح والصريح في فكره وعقيدته…أما المرائي والمنافق فله الخزي وعليه اللعنة،أحب من أحب وكره من كره… الهالكة كانت واضحة كونها ضد الدين ولم تكن تخفي ذلك،فلماذا يقيم البعض الدنيا ولا يقعدها لمجرد ان أحدهم أشار إليها بما كانت هي تعتقده وتومن به علنا وبكل وضوح؟؟؟ وفي ديننا لا يجوز الترحم على كافر…أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي خاصة به فقد قال سبحانه:”لا يسأل عما يفعل وهم يسألون”…وقال أيضا:”ورحمتي وسعت كل شيء”…والله أعلم.

ملاحظ
المعلق(ة)
الرد على  اليزيدي
22 مارس 2021 21:56

لانتسامح مع بعضنا فكيف يثق الاخر في تسامحنا معه. ان الله هو الخبير بعباده يغفر لمن ويعذب من يشاء. ولااحد يزكي نفسه.

عبدو
المعلق(ة)
22 مارس 2021 21:39

حمير هذ الفقهاء السفهاء. .الم يتعلموا ان لا شماتة في الموت وخاصة موت امراة هي ايقونة الفكر والنضال والتحرر.وظفرها بالف خنزير من امثال هذ القردة الخنازيرالذين لم يقدموا سوى التفاهة والسفاهة والبذاءة .ستبقى نوال زينب السعداوي حية بةضالها وجراتها وتمردها على كل التقاليد البالية الصدئة المهترئة.
فرحمة الله عليها.

cnn
المعلق(ة)
22 مارس 2021 21:28

نفوق كل من يهاجم دين الله ويبقى الدين دائما هو الاقوى

اليزيدي
المعلق(ة)
22 مارس 2021 20:29

مثل هؤلاء ،من يعتقدون أنهم وصلوا الى”الحقيقة”، كما انهم يعتبرون أنفسهم “وسطاء” بين الخالق عز وجل وعباده “المومنين” ،وهو ماكان يعرف زمن”القرون الوسطى”ب”صكوك الغفران”،كما أنهم أيضا يخالفون دعوة الدين الحنيف،ب “الشماتة ” في الميت ،بدل طلب الرحمة له،فقد يغفر الله ذنوبه،التي _وان كانت_لم يكن لها ضرر على المجتمع،لانها تدخل في خانة “حرية التعبير ” من أجل تحقيق مصلحة معينة،ترتبط أساسا ب”مقاربة النوع”،ان مثل هذه المواقف ،تعبر عن “تطرف أصحابها” ،وتبين أن “الرأي” واحد ،ومن أخذ به فهو منا،علما أنهم غير ضامنين لوضعيتهم “الدينية” مع الله تعالى،فهو العالم “بذات الصدور” ،والمرحومة “مصرية” ،لاحاجة لنا بانتقادها أو الشماتة فيها،والاجدر أن نتطرق لمشاكلنا الداخلية المختلفة، وطرح البديل وفق مقاربة يطبعها “الاعتدال” ،والتسامح،والدعوة الى الخير والهداية ،لان “الاسلام دين يسر وليس عسر”” فمن شاد الدين غلبه”،الرحمة للمرحومة،”انا لله وانا اليه راجعون”…

مواطن
المعلق(ة)
22 مارس 2021 20:28

مايبقاش الفايد يكول انا دكتور.
حيث ما كيناش فكتاب الله.

مغربي
المعلق(ة)
22 مارس 2021 19:36

شكون هاذ النكرة المسمى رفيقي يريد اين يعمل البوز بزز سبحان الله لا احد يهتم ولايسمع لما يقول نكرة وسيبقى نكرة

محمد أيوب
المعلق(ة)
22 مارس 2021 19:22

رأيي:
السيد محمد الفايد لم يأت بشيء غريب،انه استشهد بآية من سورة:”ق”،والاضافة التي أضافها ليس فيها ما يسيء الى الهالكة…هي انتقلت الى الخالق سبحانه وتعالى وهو الذي سيحاسبها…والموقف منها بالنسبة للمسلم ينطلق مما كانت تقوله وتصرح به خلال حياتها،ومن ذلك مثلا قولها بضرورة تغيير النصوص الدينية بما فيها آيات القرآن الكريم. هي لم م تطالب بالاجتهاد بل بالتغيير وهناك الكثير من آرائها التي تخالف فيها أحكاما قطعية من ديننا الاسلامي..وهذا يناقض عقيدتنا،فهناك فرق بين الاجتهاد من داخل آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وبين الدعوة إلى ضرورة تغييرها…
مع الأسف فإن البعض يتناقض مع نفسه في ممارسة حرية التعبير،فعندما يتعلق الأمر بسب الانبياء والعلماء بل وانكار وجود الله تعالى حتى،والسخرية من عبادات الاسلام وأحكامه القطعية…الخ…فهذا عندهم يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير والبحث…الخ…لكن عندما يصرح محسوب على الاسلام بقول يفند فيه آراء هؤلاء فيتم نعته بالتطرف والارهاب والظلامية…الخ…ابو حفص رفيقي أصبح لا يعتد برأيه ولا بأقواله في عقيدتنا الإسلامية بعد أن أظهر موالاته لأعدائها… كونوا منصفين ومحايدين…والسعداوي انتقلت الى الدار الآخرة بما لها وما عليها.. ومن الطبيعي جدا ان تختلف حولها الآراء.. أما الموت فهو كأس سنشرب منه جميعا أحب من أحب ومره من كره…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

11
0
أضف تعليقكx
()
x