2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بالرغم من علم الجزائر بالموقف الموريتاني المحايد، من الصحراء المغربية، ومن العلاقات المغربية الموريتانية الجيدة، إلا أنها راسلت السلطات الحكومية الموريتانية، من خلال سفيرها في نواكشوط، معبرة عن أملها أن تلعب دورا في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكدت الجزائر على لسان سفیرھا في موريتانيا، نور الدین خندودي، خلال مقابلة مع وكالة موريتانية، عن أملھا في أن تلعب نواكشوط ما وصفته بـ”الدور الإیجابی” في ھذا النزاع الإقلیمي، لتقریب وجھات النظر للتفاوض، من أجل حل للنزاع على ضوء قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، بحسب تعبيره.
وفي هذا السياق، أوضح محمد بنطلحة الدكالي، محلل السياسي وأستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن حكام الجزائر يتخذون من عداء المغرب إيديولوجية ثابتة لهم وموجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية، ولو على حساب قوت شعبهم، إذ لم يرق لهم التقارب بين المغرب وموريتانيا، ويسعون بكل السبل، ولسنين طويلة، إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما”.
وزاد بنطلحة، في حديث له مع “آشكاين” “إننا نعلم أن موريتانيا تحاول دائما، أن تحافظ على توازناتها لنسج علاقات تعاون مع الجارتين المغرب والجزائر نظرا للحدود المشتركة التي تجمعهما، كما أنها تعد طرفا هاما في حل معادلة قضية الصحراء المغربية بحكم التفاعل التاريخي الموريتاني في المنطقة، إلا أن فحوى هذه الرسالة يبين أن الجزائر تسعى وبكل السبل إلى أن توقف دينامية العلاقة بين المغرب وموريتانيا”.
“إنها رسالة مضمرة تحاول الجزائر من خلالها اللعب بالكلمات والمصطلحات، إلا أنها في العمق يستشف منها أنها رسالة ابتزاز وإغراء ومحاولة اصطفاف وهذا ما يعكس جليا نفاق الخطاب الجزائري الرسمي”، يزيد بنطلحة مردفا “نلاحظ وأنه في ظل هذه التحولات الاستراتيجية بين المغرب وموريتانيا، سارعت الجزائر إلى الهرولة تجاه موريتانيا ووقعت العديد من الاتفاقيات معها في شتى المجالات، وهو ما يفسر كون هذا التحرك الجزائري لا يخرج عن نطاق رد الفعل تجاه الديبلوماسية المغربية الاستباقية”.
أما عن العلاقة المغربية الموريتانية، فيشير بنطلحة أنها “تعرف في السنتين الأخيرتين تحركا ديبلوماسيا مكثفا، جاء ليكسر الجمود الذي مس العلاقات بين البلدين الجارين طوال الفترة الماضية، لا سيما خلال عهد الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، فيما شكلت المرحلة الجديدة التي دخلتها موريتانيا منذ مجيء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قفزة نوعية في العلاقة بين موريتانيا والمغرب، كما أن مسؤولي البلدين عبرا عن رغبتهما الكبيرة في تعزيز العلاقة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع آفاقها وتنويع مجالاتها”.
وأكد أستاذ علم السياسة أن المغرب “يعتبر المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا، كما أنه أول مورد إفريقي للسوق الموريتانية بنسبة تفوق 50 في المائة، إذ أن موريتانيا تستورد من المغرب ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع وفي ظل هذا التطور الدينامي الملحوظ تم تسجيل أكثر من 42 زيارة رسمية متبادلة بين الطرفين خلال هذه الفترة، رغم تداعيات جائحة كورونا، والتي أثرت بشكل ملحوظ على النشاط الديبلوماسي الثنائي والإقليمي والدولي”، مردفا “مما أدى إلى تشكيل مجموعة الصداقة الموريتانية المغربية في البرلمان الموريتاني، في أكتوبر الماضي من أجل إعطاء زخم وديناميكية غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين البلدين”.