لماذا وإلى أين ؟

حسن أوريد يكشف كل شيء عن “زينة الدنيا” (حوار)

ما إن تسمع اسم حسن أوريد، حتى تتذكر إنتاجات أدبية وفكرية خلقت نقاشا في الوسط الفكري المغربي، فمن رواء مكة، إلى ربيع قرطبة، وسيرة حمار، والموريسكي ومن أجل ثورة فكرية وعالم بلا معالم.. وغيرهم من الأعمال المتنوعة ما بين الرواية والكتب المهتمة بالشأن السياسي إلى الديوان الشعري، بصم أوريد لنفسه مكانة في قلب المشهد الثقافي المغربي.

وعن آخر إنتاجاته المرتقب صدورها في ظل الأيام القادمة بعنوان “زينة الدنيا”، كتب أوريد على حسابه الشخصي بالانستغرام، “زينة الدنيا هو ما يمكن أن تكونه أجناس مختلفة، وديانات متعددة، تعيش متوادة في رقعة واحدة. زينة الدنيا ألا يفتن امرؤ في دينه وعقيدته أو يهزأ بلسانه، زينة الدنيا أن يتحول من شاء عن عقيدة إلى أخرى دون أن يتعرض لمحاكمة أو افتتان أو مضايقة. زينة الدنيا أن يسود العقل دون أن يستبد، وأن تقوم العاطفة دون أن تغلو، وأن يتعايشا في وئام. زينة الدنيا أن ينال الناس من العيش ما يصون كرامتهم، ويحفظ مروءتهم. زينة الدنيا أن لا يتحول الغنى إلى بطر، والفقر إلى كفر. زينة الدنيا ألا يقع انشطار في علاقة يفترض أن تكون متكاملة، بين الرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، والعالم والمتعلم، والبالغ والصبي، والإنسان والطبيعة.. زينة الدنيا مشروع في مسار الإنسان”.

ومن أجل الحديث أكثر عن الرواية الجديدة “زينة الدنيا” استضافت “آشكاين” حسن أوريد، الكاتب وأستاذ العلوم السياسية، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا.

نص الحوار:

هل يمكن اعتبار رواية “زينة الدنيا” عرض لما يسود من صراعات في العالم؟

أكيد، فيها شيء من صراع الحضارات، لأن مسرح الأحداث بالأساس هو الأندلس، وكان هناك صراع بين المسيحية والإسلام، وهناك الصراعات الداخلية بين بنية السلطة؛ طبعا في جميع الحالات هناك توظيف للتاريخ في طرح قضايا آنية.

زينة الحياة هي رواية ستكون متوفرة في المكتبات الأسبوع المقبل، استمرارية بالأساس لربيع قرطبة، بوفاة الخليفة الحكم، وتؤخر للمرحلة العامرية التي ظهر فيها الصدر الأعظم بنعامر، لأنه شخصية لم تدرس بما فيه الكفاية؛ والغاية منها هو تحليل الاستبداد في العالم العربي.

كشف غلاف الرواية أن “زينة الدنيا أن يتحول من شاء عن عقيدة إلى أخرى دون أن يتعرض لمحاكمة أو افتتان أو مضايقة” ما الذي ينقصنا في المغرب لكي نرتقي لمصاف هذه الفكرة؟

طبعا ما ينقصنا هو الحداثة، وهي ما يتم تعريفها بشكل مختلف باختلاف الزمان، مثلا في فترة ما كانت هي حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، وفي فترة ما كانت هي الاعتراف بالأقليات؛ إذن الحداثة تتطور، أو بالأحرى أدوات التعبير هي ما تتطور، الآن إن حرية العقيدة من الأمور المرتبطة بالحداثة، لا يمكن أن يزعم شخص ما بأنه حر أو أن هناك حقوق إنسان إذا لم تكن له حرية الاعتقاد وحرية الفكر، فيمكن ببساطة أن نقر بترادف بين زينة الدنيا والحداثة. والمقطع الذي أشرت إليه متواجد في غلاف الكتاب، وهي فكرة جوهرية في عمل الرواية.

طيب، باعتبار أن السياسة تتداخل مع كافة المجالات، ما هو تقييمهم للمشهد السياسي في المغرب؟

ليس لدي معرفة، معارفش ماشي مابغيتش، قضية واحدة التي تهمني الآن هي ما وقع في العرجة وكتبت عنها مقالا، أما ما يتعلق بخرجات فلان وفلان والقاسم الانتخابي لا يهمني؛ أما موضوع الاحتجاجات فهو معقد، وفي كتابي “من أجل ثورة ثقافية” اعتبرت أنه لا بد للمعلم أو الأستاذ أن لا يشتغل بنظام التعاقد، أنا ضد فكرة التعاقد، هذا من الناحية النظرية، لكن لأنه لا معرفة دقيقة لي في الموضوع، لم أرد اتخاد أي موقف، وطبعا أنا ضد استعمال العنف، ليس ضد المعطلين والأساتذة فقط، بل كل المواطنين، من حق المغاربة التعبير بصيغة حضارية، لكن العنف مرفوض على أي شريحة كانت، وللدولة مسؤولية احترام كرامة المواطن.

ماذا عن تقييمكم للمشهد الفكري المغربي؟
الفكر لا يُنتج بغزارة كما تنتج السلع، بل هو تفاعل مع الواقع، وحينما تقع معضلات معينة يبرز الفكر، فهو تجاوز للواقع وليس انعكاس لواقع، لكن طبعا لا بد من أدوات، بالرغم من أنهم ليست هناك وصفة لإخراج مفكرين أو مبدعين لكن السياق التاريخي يمكن أن يفيد.

أهم الأدوات هي التعليم، الجامعة، ومن الأشياء الأساسية هي القراءة، ربما هي تقترن بالدراسة لكن لا نقرأ من أجل التفاعل مع المكتوب؛ أمس كنت أشاهد كبسولة في التلفزيون الفرنسي لامرأة تقول إن القراءة هي نوع من الاستشفاء، وأنها تزيح الهم، فضلا على أنها تطور الخلايا الذهنية؛ وأمس أيضا كنت أقرأ كتاب “شخص غريب في الأرض المقدسة” يتكلم عن زيارته لفلسطين وإسرائيل ومن الأشياء التي قالها عن إسرائيل هو أنهم شعب يقرأ، إذ لا يمكن أن يتطور الفكر والمعرفة من دون قراءة، ومن دون مؤسسات، وهذا هو ما يفسر عملية ارتحال الكثير من الكفاءات إلى الدول الأجنبية، حيث أن هناك العديد من الجامعات ومراكز البحث.

في النهاية، من هي أبرز الشخصيات التي أثرت في شخصيتك وفي مسارك الفكري بالخصوص؟

ممكن بصراحة، شخص أثر في تكويني بدون شك هو محمد شفيق، وشخص أثر بطريقة منعكسة ولو أنني لم أدرس عليه ولكن تابعت مساره، ووقفت طبعا على عمقه ومعرفته وهو عبد الله العروي، لحظة أساسية في مسار الفكر والبحث الأكاديمي، وهو حاضر لدي ضمنيا ولو أنني لم أدرس عليه، واعتبرت أنني في توجه مخالف، ولذلك قرأت كتبه كلها ووقفت عليها أتابع كل ما يقوم به.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مراد حصول
المعلق(ة)
26 مارس 2021 15:32

هناك مغالطة أو خطأ أو لست أدري في هذا الحوار، وهو أن السيد حسن أوريد في كتابه “من أجل ثورة ثقافية بالمغرب” قال أنه لا بأس باشتغال الأستاذ بالتعاقد كمرحلة أولى!
والآن في هذا الحوار يقول أنه ضد نظام التعاقد!!

محمد
المعلق(ة)
25 مارس 2021 15:28

ونسي الكاتب أن زينة الدنيا هي المال والبنون زينة الدنيا بدون المال ولا البنون زينة الحياة الدنيا والامرمتداخل لا يصل المرء إلى ذلك إلا بضمان الكرامة والعيش الرغيد المنجلي في الحق في التعليم واليمن اللائق والتطبيب والولوج إلى العدالة والمرافق العمومية دون محسوبية ولا وزبونية ولا اراشاء ولا شطط لأية سلطة بدء من ودادية الخي مرورا بمقدم الخي وقائد المقاطعة وباشا المدينة ورئيس الجماعة ورؤساء وموظفي الإدارات ووالي وعمال الأقاليم والجهات ورؤساء مصالحها العابثين بممتلكات الاغيار ومصالحهم وحقوقهم ووووووانسيت كل هذا يا مفكر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x