لماذا وإلى أين ؟

هل سيشرع المغرب في استغلال جبل تروبيك؟

رست السفينة العلمية “الحسن المراكشي” في سواحل أكادير في 14 من مارس الجري، بعد استكملت صناعتها في اليابان بطلب مغربي.

وحسب المعلومات المتداولة عن هذه السفينة، فهي متخصصة في رسم الحدود البحرية بدقة وفي مراقبة علمية متقدمة للثروات السمكية، وكذا إمكانيات علمية لتتبع الثروات البحرية المختلفة على عمق ألف متر، ما يشكل إضافة نوعية في عمليات التنقيب المغربي.

وصول سفينة الحسن المراكشي إلى المغرب يثير تساؤلات عميقة عن علاقتها بشروع المغرب في التنقيب عن المعادن الثمينة في جبل تروبيك المقابل للسواحل الجنوبية المغربية.

وفي هذا الإطار، ويرى المحلل والخبير الاقتصادي المغربي عمر الكتاني، أن “المغرب سيشرع فعلا في استغلال جبل التروبيك، وأن السؤال الذي سيطرح هو متى يكون هذا الاستغلال؟”

وأوضح الكتاني، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا الأمر يلزمه العديد من الشروط، أولها تأمين تلك المنطقة المعنية بالتنقيب، لأنه يمكن أن تقع حوادث هناك، وهو ما يتطلب مجهودا لقوات البحرية الملكية المغربي لتحمي وجود فرق التنقيب، كما يلزم

تمويل مشروع التنقيب، والذي يتطلب مجهودا ماليا كبيرا، قد تتبناه الدولة في بداية الأمر، ويمكن للقطاع الخاص أن يساهم فيه فيما بعد”.

وذهب الكتاني بالقول، إنه  “بعد إيجاد هذه المعادن، فإن التنقيب عنها سيكون بشراكة مع مؤسسات دولية، وفي التفاوض يجب تحديد النسبة التي سيأخذها المغرب من هذه المعادن، والأكيد أن العديد من الدول لها رغب في عقد شراكة في هذا المجال، منها أمريكا وكندا، والصين وغيرهم، لذا يجب الدفاع عن مصالح المغرب في هذا الكنز”.

وشدد الكتاني على أنه “لا يجب التسريع في عملية التفاوض، لأنه غالبا عندما نتفاوض مع المنقبين تعطى لهم نسب عالية من الأرباح، وخير مثال ما وقع مع الشركة الإنجليزية التي تم التفاوض معها للتنقيب عن الغاز، وهذا راجع لكون المغرب يرى أن هذه الشركة لن تجد شيئا في آخر المطاف، وهو ما يجعلها تعطي لهذه الشركة أو تلك هامشا ربحيا غير سليم وليس في مصلحة الإقتصاد الوطني”.

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

وأكد الكتاني على أن “هذه الكنوز التي سيتم استخراجها من تلك المنطقة يلزمها أدوات تصفية، ليتم بيعها بأسعار غالية في السوق، كما يجب أن يكون هناك جرد لمختلف المعادن التي سيتم استخراجها من هناك، وهذه هي الفرصة ليتم استثمار المعاهد العليا للمهندسين في مجال الكيمياء في تصفية وتنقية تلك المواد”.

وخلص محدث “آشكاين”، إلى أن هذا يعتبر مشروعا كبيرا ويلزمه تخطيط عام، ولا يجب أن يتم التخطيط له بفكرة أن يتم استخرجها خاما وبيعها مباشرة للغرب، بل يجب أن نبحث عن إعطائها قيمة مضافة قبل الخروج بها إلى التجارة، وإلا فلن يمكن أن نعتبره كنزا”.

ولفت الكتاني الانتباه إلى أنه “لا يجب أن ننبهر بربة أمريكا استثمار 3 ملايير دولار في الجنوب المغربي، وهذه القيمة لا شيء في مجال الاستثمارات”.

مشيرا إلى أنه “يجب أن يتم استجلاب مكاتب الدراسات لمعرفة الإمكانيات من خلال تلك المعادن ولتثمينها وجعل قيمها أكبر بكثير، ويجب أن نبدأ تلك الدراسات من الآن، حتى لا نكون عرضة لاستغلال أجنبي من أمريكا أو غيرها”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x