لماذا وإلى أين ؟

حمضي: لا يمكن تفادي خطر موجة ثالثة شرسة وحجر شامل إلا باتباع هذه الإجراءات

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يشهد بداية الموجة الثالثة لجائحة فيروس كورونا المستجد.

وقالت فون دير لاين خلال مؤتمر صحفي في إطار قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي: “نحن في بداية الموجة الثالثة في أوروبا”.

في المغرب، دق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ناقوس الخطر من احتمال تعرض المملكة لموجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد.

وقال العثماني في تغريدة على صفحته بتويتر، السبت 27 مارس، إن “الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا نسبيا في أعداد الإصابات بكوفيد_19 وارتفع عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش إلى 72 حالة في 24 ساعة الأخيرة، وهذا مؤشر يقتضي الحذر من الجميع حتى لا نشهد موجة ثالثة لا قدر الله “.

كل هذه المؤشرات تؤكد قرب تفشي موجة ثالثة من “كوفيد 19″ بالمملكة، وقد تكون أكثر خطورة لكون ” الوجه الجديد للوباء شرس، وكذلك عواقبه وتداعياته، حسب الدكتور الطيب حمضي، الذي يرى أنه “من الضروري تجنب هذا الوضع الذي أصاب عدة دول في مقتل وشلۜ الحياة فيها”.

ومن أجل الوقوف على جوانب الخطورة التي تشكلها الموجة الثالثة المرتقب تفشيها في المغرب، وما إن كانت السلطات الحكومية ستفرض إغلاقا شاملا لمواجهتها وتجنب عواقبها، استضفنا في فقرة “ضيف السبت”، الدكتور الطيب حمضي، طبيب، باحث في السياسات والنظم الصحية، وعضو اللجنة العلمية المكلفة بتتبع الوضعية الوبائية بالمغرب.

بداية مرحبا بك دكتور وشكرا على قبولك دعوة “آشكاين” لإجراء هذا الحوار الذي نهدف من خلاله المساهمة في مجهوداتكم لتجنيب بلادنا موجة ثالثة من “كوفيد19” وتبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

أهلا ومرحبا وشكرا لكم على الدعوة.

ما هو تقيمك للوضعية الوبائية في المغرب حاليا؟
نقيم الوضعية الوبائية في المغرب على مستويين، الأول تقيم الوضعية الحالية بمقارنتها مع الوضعية الوبائية خلال الأسابيع والأشهر السابقة في المغرب، والمستوى الثاني تقييم الوضعية في المغرب مقارنة بدول العالم وخاصة القريبة والمتشابهة معنا وبائيا.

فخلال العشرة أسابيع الأخيرة، الوضعية الوبائية كانت جيدة، حيت عرفت استقرارا، وانخفاض في عدد حالات الوفيات والإصابات الجديدة التي دخلت قسم الإنعاش، كما أن نسبة الإيجابية في التحاليل التي يتم إجراؤها انخفضت من 30 في المائة في المراحل الأولى لانتشار الوباء إلى 6 أو 7 في المائة، مؤخرا.

لكن؛ خلال الأسبوع الأخير، سُجل ارتفاع طفيف في عدد الحالات الحاملة للفيروس، خاصة الحالات التي تم إدخالها إلى قسم الإنعاش، وكذلك الوفيات التي ارتفعت نسبتها بشكل طفيف.

والخلاصة، إذا قارنا المغرب بدول أوربا التي اتخذت إجراءات مشددة، فوضعيتنا أفضل بشكل كبير ، ففي المغرب هناك اطمئنان حذر، أولا لكون الحملة الوطنية للتلقيح لم تصل إلى تحقيق المناعة الجماعية بعد، ويجب أن نحميها هي أيضا، ثانا هناك سلالات جديدة مثل تلك المنتشرة بأوربا تم الإعلان، رسميا، عن تسجيل بعضها ببلادنا وأكيد أن هناك أخرى لم تكتشف بعد، بالإضافة إلى الموجة الثالثة التي ضربت أوربا ومن المحتمل أن تدخل المغرب.

 هل سُجلت إصابات جديدة بالنسخة البريطانية المتحورة لكوفيد 19بالمغرب؟ وأين؟
بالنسبة لانتشار السلالة الجديدة لكورونا في المغرب، فالمعلومات التي نتوفر عليها لحد الآن هي تلك التي نشرت بشكل رسمي، وتحدثت عن تسجيل حالة أولى كانت قادمة من الخارج، تم الإعلان عنها في بلاغ رسمي، تم تسجيل 24 حالة أخرى تحمل فيروس نفس السلالة أعلن عنها في بلاغ ثاني كذلك.

بالإضافة إلى حديت أعضاء لجنة التلقيح عن تسجيل 28 حالة تحمل فيروس السلالة البريطانية، ومن حينها لا يوجد إعلان رسمي عما إن تم تسجيل حالات أخرى وأين، وهذه المعلومات مهمة لمعرفة خارطة انتشار الفيروس ولفهم الوضعية جيدا وإصدار قرارات مناسبة للتصدي إلى ما هو قادم.

الاتحاد الأوربي أعلن رسميا عن دخول موجة ثالثة من فيروس كورونا للقارة العجوز؛ هل يمكن أن تمتد هذه الموجة إلى المغرب؟
بداية نوضح أننا نتحدث عن موجة ثالثة لكون الوباء يضرب عبر موجات متتالية، وذلك لأننا لم نصل إلى المناعة الجماعية ضده بعد، وفي هذه الحالة وبوجود أشخاص مناعتهم ضعيفة يبقى توقع موجة جديدة قائم.

و بالنسبة لأوروبا الموجة الثالثة تصادفت مع وجود عدة سلالات جديدة، ومن خصائص هذه الأخيرة أنها قوية وتنتشر بسرعة وشرسة بشكل أكبر من الموجات السابقة، لان الدراسات أكدت أن سرعة انتشارها تفوق 70 في المائة من بقية السلالات، والوفيات الناجمة عنها تصل ضعف سابقاتها، وخطورتها كبيرة جدا. لهذا أوربا اتخذت إجراءات مشددة بما في ذلك الإغلاق العام، لأن الموجة الثالثة هددت منظومتهم الصحية بالانهيار.

بالنسبة إلى المغرب، لا شيء يمنع من موجة ثالثة إذا لم تحترم التدابير، لكن في حالة احترامها يمكن تجنب هذه الموجة أو التقليل من خطورتها، لكونها تشكل خطرا داهما على المنظومة الصحية بالمغرب، خاصة أن بلادنا سجلت إصابات بسلالات متحورة جديدة، وخطرها قائم، ويمكن أن يتحول إلى موجة ثالثة كما قلنا سلفا.

ما هي الإجراءات التي تنصحون بها لتجنب موجة ثالثة من كوفيد19 بالمغرب، وهل يمكن أن تصل هذه الإجراءات لحد الحجر الصحي الشامل؟
لتحديد الإجراءات التي يجب العمل بها لتجنب موجة ثالثة،  يجب التوفر على خريطة حقيقية لانتشار الوباء في المغرب، فعدد التحاليل التي يتم إجراؤها ببلادنا قليل لا يُمكن من معرفة الوضعية الوبائية الحقيقية. كما يجب أن نعرف مدى انتشار السلالة البريطانية في المغرب بالتدقيق وكما عدد الحلات التي تحمل هذا النوع من الفيروس؟ وأين؟ وذلك من أجل تقرير الإجراءات المناسبة.

ومن المؤكد أنه في حالة اقتراب خطر الموجة الثالثة من بلادنا، فيجب اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية قوية جدا، فهناك ثلاث خطط لمواجهة الفيروس، الأولى تسعى إلى صفر كوفيد، وتعني تشديد الإجراءات بشكل لا يسمح بتسجيل أية حالة، والثانية تهدف إلى تسطيح منحنى الإصابات وذلك باتخاذ إجراءات للحد من ارتفاعها، فيما الخطة الثالثة تهدف إلى التعايش مع الفيروس، وهي خطة تؤدي عدة دول نتائجها الآن كالبرازيل مثلا.

بخصوص خطة صفر كوفيد، نجحت في الدول التي نهجتها، كبريطانيا واسكتلاندا وإيرلندا وبعض دول أسيا نجحت خطتهم.

بالنسبة إلى المغرب فلا يجب أن نتخذ إجراءات سابقة لأوانها أو متأخرة عن وقتها، ويجب أن تجرى خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه إجراء مسح كبير لعينات عشوائية بأهم المدن المغربية كالدار البيضاء ومراكش وطنجة والرباط، بـ PCR ، لمعرفة مدى انتشار الوباء أولا ولمعرفة مدى انتشار السلالات الجديدة ثانيا. وهذا المعطى ضروري وحيوي لاتخاد قرارات مناسبة ومتناسبة des décisions adéquates et proportionnelles ni trop tôt ni trop tard مع الوضعية ولا قبل ولا بعد الأون.

بالإضافة إلى ذلك يجب تتبع الحالات المصابة وخاصة تلك التي تلج أقسام الإنعاش لتجميع المعطيات الكاملة وفي حالة اتضح أن الوضعية تتفاقم يجب اتخاذ إجراءات سريعة وقوية في حينه.

أما بخصوص الحجر العام الشامل والكامل فهو أمر مستبعد، ونتمنى أن لا نصل إليه، وهذا أمر ممكن في حالة ما التزم المواطنين والمواطنات بالإجراءات الاحترازية، مع تشديد الإجراءات الترابية المتخذة، وقد تشمل هذه الإجراءات إغلاق المدارس لكسر انتشار هذه السلالة والموجة الثالثة.

المؤكد هو أنه تنتظرنا إجراءات أكثر تشديد والسهر على احترامها بشكل فعال وأسابيع يقظة لكسر الموجة الثالثة وليس التعايش معها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي
المعلق(ة)
27 مارس 2021 23:53

من نهار بدا هاذ حمضي كيعطي التقارير والقضية حامضة منحوس

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x