2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هند العايدي ترد على منتقدي حملة “الخير اللي تدير فيه ما تعطيهش” (حوار)
أثار شعار “الخير لي تدير فيه متعطيهش، بلاصتو ماشي في الزنقة” لجمعية جود لرعاية المتشردين، نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، بين من رحب بالبادرة بالقول “إن إعطاء الأطفال المتسولين المال بدون جهد يشجعهم أكثر على الكسل والهدر المدرسي”، وبين من انتقد المبادرة واعتبر أن الجمعية “لا حق لها بإعلان حملة عدم مساعدة الأطفال المتسولين في غياب بديل مطروح”.
ومن أجل الحديث أكثر عن الحملة الرقمية لمحاربة ظاهرة تسول الأطفال، ومناقشة الانتقادات الموجهة للحملة. يستضيف الموقع الاخباري “آشكاين”؛ في فقرة ضيف الاحد لهذا الاسبوع، هند العايدي، رئيسة جمعية جود، المتخصصة في مساعدة الأشخاص بدون مأوى،
نص الحوار:
بداية, ما هو البديل المقترح من طرفكم للحد من ظاهرة تسول الأطفال؟
لا يوجد بديل، وهذا الأمر هو الذي لم يُفهم بعد من لدى البعض، إن محترف التسول ليس هو الشخص الفقير المحتاج، لكي نفكر له في بديل إذا ما لم نُقدم له صدقة؛ لدينا في المغرب فقراء كثر لا يمدون أيدهم للغير بالرغم من شدة حاجتهم؛ وهناك من الأطفال من فعلا فقير ويعيش في الشوارع في غياب أدنى مستلزمات العيش الإنسان، يقتات من حاويات الأزبال ويعيش على الكارطون ويرفض مد اليد للغير، لكن الباقي من نتحدث عنهم محترفون للسعاية وليسوا فقراء، ونتمنى من الناس فعلا أن تقدم المساعدة للفقراء وليس محترفوا السعاية. كل واحد منا يعرف أشخاص فقراء، وندري أن الصدقة في المقربين أولى.
نعتمد على آخر الأرقام المقدمة من المندوبية السامية للتخطيط، في 2007، كان هناك مغربي من بين 150 شخص يسعى، بمعنى أن العدد الإجمالي هو 176 ألف، و62 في المائة منهم محترفين للتسول، وحين نقول متسول محترف، فهو يخرج من منزله صباحا لامتهان السعاية ثم يعود إليها، وهو ليس بمحتاج، ويعمل فقط من أجل جمع المال، ويدرك أنه إذا ما أشرك معه أطفالا صغار فإنه سيحرك فينا العاطفة أكثر، وإن وزارة الأسرة قالت إنه بالرغم من أزمة كورونا استطاعت إنقاذ 142 طفل في كل من الرباط سلا وتمارة، من شبكات التسول الاحترافي، و66 في المائة منهم أقل من أربعة سنوات.
طيب، ما هو تعليقكم على من يقول إن هدفكم هو فقط خلق الجدل وأنها حملة رقمية ستمر بدون أي أثر فعلي على أرض الواقع؟
لا، لا أظن، ولا أتمنى، لدينا هدفين من هذه الحملة، أولا أن يُنشر الوعي بين الناس بأرقام المتسولين المحترفين، وأن هناك استغلال للأطفال، وهي تجارة في البشر؛ وبالرغم من أننا عن طريق الصدقة نود خيرا، وأي شخص يقدم صدقة فهو ينوي خيرا لكننا للأسف بذلك نساهم في التجارة بالبشر.
من اليوم الأول للحملة في يوم 10 مارس الجاري، ونحن نقول بعملية استفتاء، في البداية كانت نسب الأشخاص المتفقين على عدم تقديم المال للمتسولين هي 52 في المائة، و48 في المائة لم تكن متفقة معنا؛ وبما أننا في كل عشرة أيام نقوم بإعادة الاستفتاء، فلاحظنا أن عدد الأشخاص الذين فهموا الرسالة من الحملة، واستوعبوا خطورة من يسعى، وبدأوا يفكرون في الأشخاص الأكثر حاجة للمال واقعيا من أجل مساعدتهم، في تصاعد، ونحن لم ننته بعد من الحملة، ونتمنى أن يكون أثر الحملة ملموس؛ أكيد إن من مسؤولين الدولة محاربة محترفي التسول، لكننا كمواطنين لا نساعدها، ودورنا كجمعية هو تعرية الواقع.
وهل كان من الضروري إشراك الفنانين في هذه الحملة؟
نعم، كان من الضروري أن ينظم إلينا مشاهير من شتى المجالات فن ورياضة وإعلام، لأن لهم قاعدة جماهيرية تثق فيهم، وهم مؤثرون قادرون على إظهار دعمهم للحملة، وهو الشيء الذي سيجعلنا نمض في الحملة بشكل أفضل، ويقتنع بها أناس أكثر.
ختاما، ما هو تقييمهم للقوانين المغربية، هل في رأيكم منصفة للطفولة؟
هناك الكثير لقوله في هذا الشأن، وهناك خصاص كبير، لكنني فرحة جدا بأنه حاليا هناك مشروع قانون سيجرم الآباء الذين لا يقومون بتدريس أبنائهم، وستكون لهم عقوبة حبسية؛ هذا الأمر في حد ذاته خطوة جد إيجابية، فضلا عن كوننا ستعمل على وضع عريضة، في آخر يوم من هذا الشهر، للمطالبة من خلالها بتشديد العقوبات على محترفي التسول، المستغلين لأطفالهم أو أطفال غيرهم، فهذا تجارة في البشر، ولا يجب الاكتفاء بثلاثة أشهر فقط، لأنها عقوبة غير كافية وغير صارمة، ولا تردع؛ فضلا عن كون إن مئات الآلاف من الأطفال المغاربة المتواجدين في وضعية استغلال سواء من آبائهم أو من مستغليهم، فما هو مستقبل هذا البلد؟ وللأسف إن هذا المشكل يتفاقم جدا، والأعداد في تزايد مخيف، يجب الحد من الظاهرة.
نرد على رد السيدة بالتالي:
نحن في سنة 2021 و هي السنة الأولى التي تمر على العالم في ظل جائحة دمرت اقتصاديات الدول العظمى فما بالك بالمغرب!
و حينما تعتمدون على احصائيات المنذوبية السامية لسنة 2007 اظنكم تعتمدون على معطيات غير محينة و لا دقيقة..
لان ميزانيات دول تمت اعادة برمجتها لتوجيه نسبة كبيرة منها لما هو اجتماعي، و المغرب و رغم إمكانياته الضعيفة نهج نفس الاسلوب!!
تقولون انكم تقومون باحصائيات لوقع الحملة و ردة فعل الناس، كان الأجدر ان توجهوا الحملة بطريقة عملية لمعرفة الواقع الاقتصادي للناس،
عدد الانتحارات و اسبابها، اعداد حالات الطلاق ، اعداد قضايا الافراغ، نسبة البطالة في القطاع الغير المهيكل..
نحن لا نجد عيبا في الحملة و لكن نجد العيب في اختيار توقيتها و اسلوبها المتناقظ مع ظروف الناس!