2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

فرانسيس نغانو، قد لا يكون هذا الإسم مألوفا لدى الكثيرين؛ إلا أن هذا الكاميروني الجنسية البالغ من العمر 32 سنة وطوله 1.93 مترا ووزنه 125 كيلوغرام، أصبح في غضون بضع سنوات من مهاجر سري فقير إلى نجم في الفنون القتالية المختلطة، حيث أعلن يوم الأحد الماضي بطلا للعالم.
ولد نغانو في الكاميرون سنة 1986 في ظروف صعبة. هو الطفل الثاني في عائلته المكونة من خمسة أفراد، بدأ بالتنقل من منزل إلى آخر بعد طلاق والديه عندما كان عمره ست سنوات فقط. بدأ عمله الأول في حياته في سن العاشرة في محجر رملي في قريته من أجل دفع تكاليف دراسته، ليصبح اليوم من أغنى الرياضيين في العالم.

بداية القصة
تحدث فرانسيس عن طفولته في تصريحات صحفية مختلفة، وكان دائما يؤكد أن طفولته كان جد صعبة، وأشار إلى أن بداية حكايته في الفنون القتالية كانت في سن 22، حين بدأ الملاكمة في ناد صغير في مدينة دوالا بالكاميرون. ويقول في إحدى التصريحات “لا أعرف لماذا بدأت ممارسة هذه الرياضة، فهي ليست معروفة في الكاميرون”.
مشوار نغانو في الملاكمة لم يكن سهلا البتة، فقد باع أغلى ما يملك حينئذ؛ دراجته الهوائية، لشراء أولى معداته الرياضية، لتصبح الملاكمة بعد ذلك مجالا لتوجيه طاقته السلبية، حيث قال في تصريح آخر “كان والدي رجلا عنيفا، وكان يضربنا في كثير من الأحيان، أنا وأمي وأخوتي”. عندما كنت ألهو مع أصدقائي، كان يقول البعض “إنه عنيف مثل والده”، مضيفا “لم أكن أريد أن أصبح مثل والدي، هذا الرجل الذي لم يفعل أي شيء من أجلنا”.
في المغرب
مثل أغلب شباب افريقيا جنوب الصحراء، قرر فرانسيس مغادرة وطنه دون إخبار عائلته، ليأخذ الكاميروني طريق الهجرة سنة 2012 ويحمل أمتعته في حقيبة صغيرة على ظهره، فقطع النيجر والجزائر قبل أن يصل إلى المغرب حيث ينتظر المهاجرون الفرصة الملائمة للتسلل إلى إسبانيا.
يستحضر نغانو، المطاردات مع الشرطة في المغرب وسرقة أغراضه الشخصية في غابة جبل غوروغو القريبة من مليلية، والندوب تملأ جسده من الأضلاع مرورا بالساقين إلى القدمين. بدأ محاولته الأولى للعبور إلى إسبانيا عبر قارب قابل للنفخ. ويتذكر “لم يكن لدينا مجداف، والرجل الذي كان يقود القارب أخبرنا بأن نجدّف بأيدينا. تساءلت حينها، ما الذي يفكر به هذا الرجل! البعض يموت في البحر عندما يكون لديهم مجاديف وهذا الرجل يريدنا أن نجدّف بيدينا!”. مسترسلا في تصريح صحفي “اعتقدت أننا سنكتب التاريخ وسنكون أول من يصل إلى إسبانيا تجديفا بالأيدي”. لكن خفر السواحل أوقف حلمه ولم يصل فرانسيس إلى إسبانيا إلا بعد سبعة محاولات مريرة.

تجربة السجن
أمضى فرانسيس شهرين في السجن بسبب دخوله إسبانيا بشكل غير قانوني. وتم إطلاق سراحه نظرا لعدم وجود اتفاق ترحيل بين إسبانيا والكاميرون، ليقرر بعد ذلك السفر نحو باريس حيث أقام في مركز استقبال للمهاجرين، قبل أن يغادره ليلتقي بـ”فيرناند لوبيز” مدير نادي الفنون القتالية المختطلة.
منحه فرناند فرصة للتدرب مجانا وقدم له المستلزمات الرياضية سنة 2013، كما سجله في دروس لتعلم اللغة الإنجليزية ونظم له مباريات للقتال. ومن هناك بدأ فرانسيس في “الإطاحة” بخصومه داخل الحلبة، حيث أنه بعد عامين على ممارسته للقتال الحر، انخرط في بطولة القتال الكبرى (UFC)، وحصل على تأشيرة عمل في الولايات المتحدة وتمكن من الحصول على تصريح إقامة مؤقت في فرنسا.
بطل العالم
مر الوقت بسرعة، ونغانو كان “يطيح” بخصومه داخل القفص الحديدي لبطولة القتال (UFC)، ورغم ذلك لم ينس جذوره، حيث فتح صالة ألعاب رياضية في قريته حتى يتمكن الشباب من التدرب مجانا. وكان يعود باستمرار إلى الكاميرون، حيث يتم استقباله كنجم حقيقي. ويقول في هذا الشأن “يطلب الكثير من الأشخاص التقاط الصور مع أمي”، مسترسلا “أصبحت أمي ملكة القرية”.
واصل فرانسيس نغانو، تفوقه وعينه على بطولة العالم في الوزن الثقيل في رياضة الفنون القتالية المختطلة، حتى فاز يوم الأحد الماضي 28 مارس الجاري، ببطولة العالم عندما أطاح ببطل العالم السابق؛ ستيب ميوسيك، بضربة قاضية في الجولة الثانية تعتبر من أعنف الضربات القاضية. وبذلك يصبح نغانو من أبرز قصص النجاح في العالم.