لماذا وإلى أين ؟

البؤر الوبائية بالداخلة تحاصر مافيا الاتجار بالبشر (صحيفة)

كشفت صحيفة “أكدياريو” الإسبانية عن الدور الذي لعبه الحجر الصحي الذي فرضته السلطات المغربية بجهة الداخلة واد الذهب بسبب بؤر وبائية، مؤخرا، في التقليل من عمليات تهريب البشر عبر قوارب الموت إلى الضفة الأخرى.

وأوردت الصحيفة الإسبانية في مقالها المعنون بـ: “المغرب يحصر ميناء باتيرا والمافيا تطلق 664 ميناء غير شرعي لجزر الكناري في 15 يوما”، مشيرة إلى أنه “قبل أيام من قرار حصر مدينة الداخلة الساحلية، كان هناك إعادة تنشيط في وصول القوارب غير الشرعية إلى جزي كناريا”.

واعتبرت “أكدياريو” أن “الإلحاح الناجم عن إغلاق أكبر نقطة خروج للقوارب مع المهاجرين غير الشرعيين في المغرب نتيجة لكوفيد-19، حث المافيا على إنشاء شبكات الاتجار بالبشر بإطلاق العشرات من النساء والأطفال من الجنوب الصحراء على عجل في قوارب يبلغ طولها 6 أمتار إلى البحر”.

ولفت المصدر نفسه الانتباه إلى أن “عام 2021 كان “هادئًا” بشكل مدهش فيما يتعلق بوصول القوارب التي تحمل مهاجرين غير شرعيين إلى جزر الكناري، وخاصة إلى جنوب غران كناريا”.

وأوردت الصحيفة الإسبانية نقلا عن مصادر من الشرطة الإسبانية، أن ما كانت تخشاه إسبانيا هو حدوث انتعاش في عدد الوافدين مع تحسن الأحوال الجوية، إلا  أن هذا الانتعاش لم يكن نظرا للقرار الصحي من المغرب حين حصر المغرب مدينة ساحلية بأكملها تغادر منها القوارب التي تصل إلى جزر الكناري”؛ ويقصد بذلك مدينة الداخلة.

وأضاف مصدر الصحيفة أنه “حتى 15 مارس الماضي، وصل 2580 مهاجرًا غير شرعي إلى جزر الكناري، وأن بضع مئات فقط وصلوا خلال شهر فبراير، الأمر الذي أغرق الجزر في فترة من الهدوء مقارنة بنهاية عام 2020 وعام 2021، عندما كانت حصيلة المهاجرين القادمين عبر القوارب تعادل 5000 شخص”..

وأوضح المصدر ذاته أنه “في الأسبوعين الماضيين، تغير ذلك بشكل جذري؛ إذ أن القوارب القادمة ممتلئة وكان غالبيتها منم أًول مغربية، لدرجة أن هناك وفيات من السقوط في البحر والجفاف بسبب نقص المياه أثناء العبور، حيث تم اعتراض القوارب التي تقل على متنها ما يصل إلى 60 شخصًا”.

“تغيير آخر”، تسترسل الصحيفة، هو أنه “خلال الخمسة عشر يومًا الماضية، جلبت هذه القوارب عددًا أكبر من النساء والأطفال الصغار مقارنة بأي شهر سابق كانوا يمثلون فيه أقلية مطلقة مقارنة بالذكور البالغين”.

وفقًا لمصادر “أكدياريو” الإسبانية، فـ”لم تستطع المافيا أن تفترض إبقاء مئات الأشخاص في انتظار مواجهة المعبر إلى جزر الكناري من الداخلة، وهو مكان معترف به للمغادرة الجماعية للقوارب إلى أرخبيل الكناري”.

ومما زاد الطين بلة، تستدرك الصحيفة أن “مدينة الداخلة هي بالفعل مدينة محاصرة من قبل كوفيد، وهي مصدر قلق إضافي، لأن وصول القوارب منها، يزيد بلا شك من خطر الإصابة بالعدوى المحتملة”..

وكانت سلطات ولاية جهة الداخلة واد الذهب قد قررت، في وقت سابق، العودة إلى الحجر الصحي الشامل بعموم تراب الجهة، وذلك بعد اكتشاف بؤرة وبائية  بأحد المعاهد وأخرى عائلية بذات  المدينة. ما استدعى فرض حجر صحي شامل لمدة ثلاثة أيام بالمدينة، وذلك بعد اكتشاف عدة حالات من السلالة البريطانية لـ”كوفيد 19، في إطار المتابعة اليومية للحالة الوبائية من طرف السلطات العمومية، وبعد توسيع دائرة التحاليل بها.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x