لماذا وإلى أين ؟

الإبراهيمي: سلالة كورونا البريطانية ستنتشر في المغرب في هذا التاريخ (وثائق)

تأسف عز الدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا، على ما اعتبره تبخيس استقلالية المغرب “في اتخاذ القرار والادعاء بأن المغرب سيدخل الحجر الكلي كما فعلت فرنسا كتبعية حتمية وسرمدية أزلية لـ”ماما” لا وألف لا، فالمغرب أثبت ويثبت أنه سيبقى وفيا لمبادئه التي واجه بها الأزمة وسطرها صاحب الجلالة، الجرأة والاستباقية والبيانات قبل القرارات”.

وتفاعل الابراهيمي، في تدوينة له على حسابه الشخصي بـ”الفيسبوك” مع استفسارات المواطنين المتعلقة بإجراءات العمل قبيل شهر رمضان الذي لا تفصلنا عليه سوى أيام معدودة، متسائلا “أظن أن ما يجب أن نسأله من الناحية العلمية ماذا نحن فاعلون في الأشهر المقبلة؟ وهو سؤال أشمل من سؤال اللحظة، وهل من حقنا أن نجازف بمكتسباتنا الآن أم ننتظر بعض الوقت؟ ومتى يمكننا أن نجازف؟ ومن حقنا كذلك أن نسائل هل سنخرج من الأزمة قريبا؟ وهل من جدولة زمنية لذلك؟”.

الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا

أما فيما يتعلق بالمعطيات الوبائية، فزاد الابراهيمي “يتضح من قراءة سريعة للحالة الوبائية المغربية أنها شبه مستقرة كنتيجة للآثار الإيجابية لتلقيح فئات كبيرة كانت معرضة لتطوير الحالات الحرجة ونتيجة لخاصيات الهرم السكاني المغربي الشابة وكذلك بسبب نسبة المغاربة الذين أصيبوا بالفيروس والتي تقارب الثلاثين في المئة، وهذا ما يؤدي للإحساس بالأمان لدى العامة ما داموا يرون أن عدد الوفيات قل والمنظومة الصحية تستحمل عدد الإصابات” مردفا “على النقيض من ذلك فالحالة الجينومية لسلالات الفيروس المتواجدة بالمغرب تدعو لكثير من الحذر حتى لا أستعمل مصطلح قلق الذي يقلقني كثيرا كلما اضطررت لاستعماله، الخطر كل الخطر يأتي من تفشي السلالات المتحورة”.

وفي السياق ذاته، كشف الابراهيمي عن بعض نتائج بحث قيد النشر تم مقارنة فيه بين انتشار سلالات كورونا بالمغرب والإجراءات المتخذة لمواجهة الكوفيد، أنه “تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب شهر يناير مكن من تتبع انتشارها ورغم صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط فكل المؤشرات توحي تجاوزها لعتبة 15 في المئة وبداية انتشارها الأسي، هذه السلالة ستسود في المغرب في ظرف أسابيع وأخطر ما فيها، انتشارها السريع وإصابتها للعديدين مما قد يؤدي بضغط جديد على منظومتنا الصحية وأن نستمر في التلقيح تحت ضغط الوباء المتحور”.

“بعد تحليل التسلسل الجينومي للسلالات التي ظهرت بالداخلة والذي قام به مختبرنا بتعاون مع المعهد الصحي والذي أثبت أن الأمر يتعلق بالسلالة البريطانية، ويمكن أن نحسم بأن هذه السلالة التي وصلت إلى أبعد نقطة بالمغرب والمتميزة بكثافة سكانية قليلة، حتما تتواجد بكل المناطق المغربية”؛ تضيف نتائج الدراسة بأن “ظهور 25 طفرة (وليست سلالة) مغربية وهذا ما كنا نحث عليه دائما بأن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها؛ وتبعا للموقع المرجعي لتحليل البيانات “جيزيد” يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرة بورزازات كسلالة جينومية مغربية مئة في المئة في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية”.

ويزيد الابراهيمي في سياق عرضه لبعض نتائج الدراسة الجديدة أنه “يثبت هذا العمل البحثي 28 سلالة جديدة بالمغرب وعلى الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484 مع عدم ظهور أي سلالة جنوب إفريقية بالمغرب لحد الساعة، وعليه فبتشخيص في الوقت الراهن يمكن أن نقول بأن الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا وأننا ما زلنا نحتفظ على الأقل بشهر وراء أوروبا من الناحية الوبائية الجينومية، مما يدعو إلى كثير من الحذر وقليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة الكوفيد ولا سيما أن عمليتنا التلقيحية لم تنته بعد ومازالت تحت رحمة السوق الدولية للقاحات، رغم كل هذا أرى كثيرا من الأمل في هذه الوضعية التي تحسدنا عليها كثيرا من الدول، وسيما إذا تمكنا من ترجمة هذا الوضع إلى استراتيجة محكمة مبنية على الجرأة والاستباقية والبيانات قبل القرارات “.

اقتراح جدولة لقرارات حالة الطوارئ

“إذا كان لزاما علينا أن نجازف فأفضل أن نفعل ذلك مع حلول فصل الصيف لأن المنفعة الاقتصادية والاجتماعية والصحية أكبر بكثير من المجازفة الآن” مقترحا أن يتم العمل على “ضمان حماية المنظومة الصحية وتخفيف الضغط عليها، ومدى التراجع اليومي لعدد الوفيات، ومدى تراجع معدل انتقال العدوى، وضمان عدم عودة موجة جديدة من الوباء”.

واقترح الابراهيمي، جدولة زمنية لقرارات تمديد حالة الطوارئ الصحية، مشيرا “فكما أنني لا أرى سببا لتشديدها، لا أرى ربحا في تخفيفها مما سيؤدي حتما إلى حركية أكبر ومجازفة لا أرى منفعة منها”، والعاشر من ماي: في استقرار للأرقام والمعطيات وبعد عيد الفطر الفضيل، يمكن أن نخفف من كثير من القيود، ففي ميدان التعليم يمكن أن تكون جميع الامتحانات الاستشهادية حضوريا، ويمكن فتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول، والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة”.

“العاشر من يونيو، بعد تقييم الرفع من الحركية خلال المرحلة السابقة، يمكن أن نرفع من عدد المتجمعين في الأماكن العمومية والخاصة وتمديد ساعات فتح المقاهي والمطاعم، وعودة المتفرجين للملاعب وقاعات السينما، والعودة لإحياء بعض المناسبات، وفي العاشر من يوليوز، رفع ما تبقى من القيود والترخيص للعيد الأضحى المبارك وطنيا واستقبال مغاربة العالم، ورفع قيود التنقل، وعودة الدولية”، مؤكدا “ربما هناك نسبة من المجازفة في هذه الجدولة ولكن أظن أننا نكون قد جعلنا ووضعنا الكثير من الحظوظ إلى جانبنا، وإن نجحنا فمغرب أفضل ينتظرنا إن شاء الله”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Yousra
المعلق(ة)
5 أبريل 2021 16:16

أنتم والحكومة وووو كلكم في مقاعدكم رواتبكم السمينة وووو أنتم أدرى بما تجنونه من أموال من الدولة ومزايا لا حصر لها وسيارات وسكن مريح ومريح جدا ونفسية مرتاحة لا هم لكم سوى الركب على أزمات الدراويش والفقراء وزيادة تأزيمهم وتفقيرهم.
الفقير يرى الموت والحياة متعادلين بالنسبة له ولربما الموت أهون عليه مما يعانيه من هشاشة وفقر وظلم.
ولكن عند ربكم تختصمون.

moh
المعلق(ة)
4 أبريل 2021 21:21

mssiina 3allaaah, mlliiina mn hdertkom asahbi;,had chi bsaaaaal

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x