لماذا وإلى أين ؟

هل ستنجح إسبانيا في إيجاد بديل للمغرب؟

أخذت الأزمة الصامتة بين المغرب وإسبانيا،  بعدا جديدا في تصريف آثارها على اقتصاد البلدين، خاصة من جهة مدريد التي اختارت أن تبحث عن شركاء آخرين، كبديل مؤقت للمغرب بعدما تأجلت القمة التي تجمعهما لمرات متكررة.

وفي السياق نفسه، بدأت إسبانيا الترتيبات لجولة “استراتيجية” يقودها رئيس حكومتها، بيدرو سانشيز إلى دول إفريقيا، رفقة وفد رفيع من رجال الأعمال ومسؤولين كبار، دون أن تشمل هذه الزيارة المغرب.

وحسب ما تداولته وسائل إعلامية إسبانية فإن الزيارة المرتقبة لإفريقيا ستشمل كلا من أنغولا والسينغال، الجمعة والسبت المقبلين، كردّ فعل من إسبانيا على وصفه مراقبون على أنه نوع من  “الجفاء” الذي صار المغرب يقابلها به، وهو ما تمثل في التأجيل المتكرر الذي لحق القمة رفيعة المستوى بين إسبانيا والمغرب، سعيا منها “للبحث عن بديل للمغرب في إفريقيا”.

المحلل السياسي والخبير في العلاقات، خالد الشيات، يرى أن “بحث إسبانيا، ووضعها للمغرب في سلة واحدة  ثم تذهب إلى سلة أخرى في إفريقيا وتبحث عن شركاء آخرين، فالأمر يختلف، لأن المغرب تجمعه علاقات قوية وقديمة ومتمكنة مع إسبانيا، وبالتالي يصعب على عليها أن تتحدث عن بدائل، ولكنها يمكنها أن تتحدث عن توسيع شراكاتها أو تنويعها أكثر على المستوى الإفريقي”.

“أما حالة المغرب”، يضيف الشيات “فهو مرتبط باللجنة العليا المشتركة بين البلدين ولم تجتمع لظروف وأسباب موضوعية مرتبطة برؤى سياسية إسبانية تصل بشكل غير مقبول وغير منطقي بين الحاجة الاقتصادية والمواقف السياسية، وهذا هو الأمر الذي لم يستوعبه المغرب، إذ يجب أن  يُلامَس من الإسبان إن كانوا يريدون شراكات استراتيجية فلا يجب أن تكون في مستويات موازية”.

ويرى الشيات أن “الجغرافيا لا يمكن طيها، لأن الجوار الإسباني المغربي لا يمكن أن يتجاوز هذا المعطى الأساسي، إذ نجد أن هناك عامل القرب الجغرافي، وموقع استراتيجي للمغرب، وامتداد ثقافي وعلى المستويات الاجتماعية وعلاقات تاريخية بين البلدين”.

وشدد الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، على أن هذه الخصائص التي تتمتع بها علاقتها مع المغرب ” لا يمكن أن تجدها بين عشية وضحاها في شريك ربما اقتصادي أو تنويع الشركاء، وقد يكون هذا ممكنا، لأن بناء الشراكات الإسبانية لا يتوقف على المغرب فقط، فالأخير ارتبطت به اسبانيا منذ زمن بعيد وليس ارتباطهما وليد اليوم، إذ أن إسبانيا أول ممون بالمغرب، وأول مستثمر أجنبي به إلى آخره من المعطيات، وإذا أرادت إسبانيا أن تضحي بالمغرب فهذا نوع من الهروب إلى الأمام”.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية نفسه، على أن “الأمر بسيط جدا لتجاوز الوضع الحالي، فقط يجب على إسبانيا أن تكيف مواقفها السياسية مع حاجياتها الإقتصادية، ويكون الأمر قد انتهى”.

ولفت المتحدث نفسه، إلى أن “المغرب دائم التوغل في إفريقيا وشريك اقتصادي لمجموعة من الدول، فما بالك بإسبانيا التي تريد القيام بهذا العمل، ولديها شريك أساسي واستراتيجي هو المغرب، فكل ما عليها أن تكثف استثماراتها في المغرب لتطوير شراكاتها مع إفريقيا لأن المنطلق موجود في المغرب”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “إرادة إسبانيا البحث عن شركاء آخرين في المجال الإفريقي، ستصطدم بكثير من الأحيان بتدخل قوى أخرى، ويصعب عليها أن تجد خدما في هذا الزحام الاستراتيجي مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا وإيران ومجموعة من الدول التي تغلغلت بإفريقيا”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x