2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حسين عصيد
لم يُخلف قرار حظر التجوال الرمضاني الذي فرضته الحكومة أثرا طيبا في نفوس المغاربة، ليستحضروا مجدداً سيناريوهات المعاناة النفسية التي مروا بها خلال أشهر الحظر الشامل السنة الماضية، والتي خلّفت عدداً لا يُحصى ممن أصيبوا بأمراض وأعراض أخرى شبيهة بها، كلها ذات صلة بهذا القرار، لم تتمكن المصالح الصحية بالمغرب من حصر أعدادهم، كون أغلبهم لم يستشيروا أطباء أو متخصصين في الأمراض النفسية، ما فاقم الوضع، مفرزاً عدة ظواهر شهدها المجتمع المغربي وما يزال، كالانتحار والعنف المنزلي..
فوفق دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط في عام 2020، تحدثت عن الصحة النفسية عموما، وعن تأثير الجائحة على نفسية المواطنين، وأظهرت بأن هناك ارتفاعا كبيرا على مستوى اضطرابات كثيرة، منها الاكتئاب، القلق، الوسواس القهري ونوبات الهلع، وهذا يدل على أن هناك معاناة نفسية ووضعية ضاغطة في فترة الحجر الصحي، وهو ما ستترتب عنه نتائج وخيمة، ما سيرفع حالات الانتحار في صفوف المواطنين إلى مستويات قياسية، كاشفة أن 41% من المغاربة أصيبوا بأعراض ذات صلة بالقلق، و30% برهاب الأماكن المغلقة، فضلاً على 24% آخرين بالأرق المزمن، كان وقعها أقسى على سكان المدن من نظرائهم بالمناطق القروية.
أما على المستوى العالمي، فقد دق تقرير منظمة الصحة العالمية لشهر يناير الماضي، ناقوس الخطر بشأن تدهور الحالة النفسية للمواطنين على مستوى العالم، محذرة مما أسمته بـ “أزمة نفسية عالمية”، والتي لا سبيل إلى السيطرة عليها في حال انتشارها على الأمد القريب، بل ستستمر تبعاتها في التطور حتى بعد اختفاء وباء كورونا، ما سيؤثر على معظم الدول من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، هذه الأزمة التي سيترتب عنها – حسب المنظمة – استفحال ظواهر الجريمة والهدر المدرسي والإنتاجية في العمل.
يؤكد ناصر يونسي، الاختصاصي في الطب النفسي بمدينة القنيطرة، أن ” تأثير قرارات حظر التجوال المتقطعة أكثر تأثيراً من الناحية النفسية على مثيلتها المتطورة”، حيث “تكسر أنساق تأقلم الناس مع الحياة العادية، ما يُفاقم حالات فقدان العمل أو الانقطاع عن الدراسة وغيرها”، مستطرداً أن “ضعف البنيات التحتية للصحة العقلية بالمغرب، تساهم بدورها في مفاقمة الأوضاع النفسية للمواطنين، “والذين يعمد بعضهم إلى اللجوء إلى العنف أو الجريمة أو الانتحار لتجاوز أزماته النفسية”.
ويشير ذات المتحدث “إلى تدني وعي المواطنين بأخطار الأزمات النفسية الناجمة عن حظر التجوال، والذين لا يعترف أغلبهم بالمرض النفسي من أساس، ما يحرمهم من المتابعة الطبية في حال تدهور أحوالهم النفسية”، مشدداً على ضرورة زيادة الدولة لرسائلها التوعوية إلى المواطنين على المكنابر الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي للتعريف بالأمراض النفسية، خاصة أعراضها وما يترتب عنها من تبعات”.
ساهمت جائحة (كورونا)،في تفاقم العديد من المشاكل النفسية والوجدانية والاجتماعية والاقتصادية بين غالبية المغاربة ،وازدادت هذه المشاكل مع تصاعد وتيرة الفقر والهشاشة والبطالة و(الحگرة)،مستغلة ضعف العديد من القطاعات العمومية والخاصة ،
فكثير من المواطنين فقدوا عملهم اما بافلاس الشركات التي ظلوا يعملون بها ،أو بسبب اغلاق مؤسساتهم الصغيرة _التقليدية والمنزلية_،غير ان الجائحة “عرت” على الاختلالات الكبيرة التي تعرفها البلاد والتي كانت_في الكواليس_،وعلى رأسها الفساد المالي والاداري،وسوء التدبير والتخطيط ،وعمليات الريع ،وسوء البرامج الاجتماعية والثقافية،وضعف مردودية “المدرسة” ،وغياب البحث العلمي،وهشاشة البنيات التحتية من سكن و مستشفيات وأوراش “شغل” ،وتراجع الاستثمارات الداخلية والخارجية ، ومع كل هذه المشاكل _فشلت الحكومة في اعداد مخطط تنموي واعد للنهوض بالوطن وساكنته_،فظلت تبذر الاموال،في الوظائف السامية خلال انعقاد كل مجلس وزاري،تسند حزبيا ومحسوبيا وسياسيا ،تتطلب ضخ المزيد من المال والامتيازات، ومع كل ذلك صمد غالبية المغاربة ،وحاولوا تجاوز المعيقات _بما أعطى الله_،
مما كان له بالغ الاثر على السلوك النفسي والاجتماعي لبعضهم ، دون سند أو مؤازرة …
ما يمكن قوله هو ان اغلب المغاربة ومنذ بداية الوباء اصبحوا يعانون صحيا نفسيا اجتماعيا اقتصاديا .ولكن هذا طابو يتفادى المواطنون الحديث عنه .و هناك ظاهرة مسكوت عنها اصبحت الصحافة تقوم بتعريتها وتفاقمت وهي الانتحار كل يوم ولم يتم الاهتمام بالدوافع
واش هادي عاد فيها نقاش؟ الاثار النفسية ضرورية. الذباب الالكتروني الي غادي يديرو ديسلايك لعنة الله عليكم سيرو أ الخنز للخنز ديال روتيني وبعدو من هاد الجريدة.