لماذا وإلى أين ؟

مئات التوقيعات للمطالبة بإرجاع “طلبة الجماعة المطرودين”.. والعميد يرد

يخوض ثلاثة طلبة منتمين لجماعة العدل والإحسان إضرابا مفتوحا عن الطعام دخل يومه الرابع، بعدما جاوز معتصمهم أمام رئاسة جامعة ابن زهر أكادير 204 أيام معتصمهم، احتجاجا منهم على “طردهم من الدراسة بكلية العلوم أكادير، في 20 فبراير 2020، بسبب أنشطتهم النقابية داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، حسب بيانات سابقة لهم.

ودفع دخول الطلبة المعنيين في إضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، مئات الشخصيات الحقوقية والسياسية داخل المغرب وخارجه إلى التوقيع على عريضة تضامنية يطالبون فيها بإرجاع “مطرودي الجماعة” إلى مقاعدهم الدراسية وإنقاذ أرواحهم، وهي الخطوة التي اعتبرها عميد كلية العلوم “لا سند أخلاقي أو قانوني لها”.

شخصيات بارزة تناشد رئاسة الجامعة لإلغاء قرار الطرد

ووقع 273 من الشخصيات السياسة والنقابية والحقوقية البارزة، عريضة “تناشد فيها من أجل إنقاذ أرواح الطلبة المطرودين من جامعة ابن زهر والتعجيل بحل نهائي لملفهم”، حسب ما تضمنته العريضة التي توصلت “آشكاين” بنظير منها.

وطالبت الشخصيات الموقعة على العريضة رئاسة جامعة ابن زهر إلى “تغليب صوت العقل ومنطق الحكمة، والتعجيل بالعدول عن قرار الطرد في حق هؤلاء الطلبة وإرجاعهم إلى فصولهم الدراسية”، كما طالبت “بضرورة اعتماد مقاربة تربوية في تدبير ملفات طلبة وطالبات الجامعة بشكل عام، وضمان حقهم في التعليم وممارسة العمل النقابي”.

وكان من أبرز الموقعين على العريضة الحقوقي البارز النقيب عبد الرحمان بنعمرو، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الرياضي، والأستاذ الجامعي والمؤرخ المعطي منجب، البرلمانية الاتحادية: حنان رحاب، الصحافي توفيق بوعشرين، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان: عادل تشيكيطو، عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان: حسن بناجح، الأستاذ الجامعي والمحامي: عزيز النويضي، الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، ورئيس المركز المغربي لمناهضة التطبيع: أحمد ويحمان، والمعتقل على خلفية أحداث الحسيمة ربيع الأبلق، والناشطة الحقوقية سارة سوجار.

كما وقع على العريضة المحامية سعاد البراهمية، والأستاذ الجامعي والحقوقي خالد البكاري، الحافي علي أنزولا، نيقيب الصحافيين التونسيين: محمد ياسين الجلاصي،  رئيس مجلس إدارة المجموعة الليبية المتطوعة لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا: أحمد العماري علي أبوقبة، الناشط الحقوقي بفرنسا: عبد العزيز بن عبد الرحمان، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم: فريد الخميسي.

عميد الكلية: الأمر خرج من أيدينا..والعريضة لا سند أخلاقي لها

أوضح عميد كلية العلوم أكادير، حسن نشيط، أن “الملف خرج من بين أيدي الكلية وأنه الآن بأيدي العدالة، نافيا أن يكون هو من طرد الطلبة”، مؤكدا على أن “رئيس الجامعة هو من طردهم، لأنه بحكم القانون فإن مجلس الكلية لا يمكن أن يطرد الطلبة، إذ أنه يعطي التقرير لرئيس الجامعة ورئيس الجمعة هو من يقدر ويتصرف وفق ما وصله من تقرير”.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن “رئيس الجامعة كان قد طالبهم حينهم برسالة استعطاف لحل الملف وأن الطلبة قالوا له: الساحة بيننا” وكأننا في فوضى”، لافتا إلى أن “المحكمة الإدارية حكمت مؤخرا برفض طلباتهم بالعودة إلى الدراسة، والأمر حاليا بين رئيس الجامعة السابق والحالي”، مضيفا بلهجة عامية: “يتفاهموا ولا ما يتفاهموش ما عندنا غرض”.

وأعرب حسن نشيط، في حديثه لـ”آشكاين”، عن “رغبته في إنهاء الملف وأن الأمر ليس بيده”، بقوله: “أن هذا الأمر ما بغيناهش، لأن أي خطوة يقومون بها يتم الركوب عليها من طرف موالين للبوليساريو عبر منصات التواصل الاجتماعي ويكتبون حول الموضوع”.

وردا على دعوة أزيد من 200 شخصية لإرجاع الطلبة المعنيين لمقاعد الدراسة، قال عميد كلية العلوم: “هؤلاء الشخصيات الذين يطالبون بهذا الأمر أريدهم أن يطلعوا على الملف، لأن هؤلاء الشخصيات المتواجدة في الرابط أو فاس أو في أي مدينة بعيدة عن أكادير ليسوا على اطلاع”؛ مشددا على أن “الإدلاء برأي في موضوع ما دون الاطلاع عليه يعد فعلا ليس لها أي سند أخلاقي ولا قانوني”. مؤكدا على أن “هناك 5 شكايات قدمها موظفون وأساتذة ضد هؤلاء الطلبة ولا وجود لأي شكاية أو دعوى باسمي إنا حسن نشيط”.

الملف يناقش في البرلمان

وكان ملف “الطلبة المطرودين” بأكادير، قد وصل إلى البرلمان، الإثنين المنصرم، حين ساءلت البرلمانية عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حنان رحاب، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي عن “وضعية الطلبة المطرودين المعتصمين أمام رئاسة جامعة ابن زهر في أكادير”، مذكرة إياه بالسؤال الذي وجهته له في 24 من شتنبر المنصرم دون أي جواب منه”.

وقالت رحاب إن “هؤلاء الطلبة يخوضون إضرابا عن الطعام ولا أحد قال أن هذا عيب وأنه لا يجب أن يُطرد أبناء المغاربة من الجامعة مهما كانت الخلافات السياسية”، متسائلة: “هل يمكن أن نسمح في أبناء المغاربة خارج أسوار الجامعة بدعوة انتماء سياسي معين؟”.

كما ووجهت الاتحادية نفسها  سؤالا كتابيا لوزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، مصطفى الرميد، حول  “اعتصام الطلبة الثلاث أمام رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير من أجل إلغاء قرار طردهم”.

مطالبة إياه، في سؤالها الذي وصل “آشكاين” نظير منه، بـ”الكشف عن التدابير التي قامت بها وزارة حقوق الإنسان من أجل ضمان حق هؤلاء الطلبة في التعليم ومتابعة دراستهم”، مشيرة في سؤالها، إلى أن “هذا الحق لا تسقطه حتى العقوبات السجنية”.

جدير بالذكر أن الطلبة الثلاث دخلوا في إضراب إنذاري عن الطعام، منذ الإثنين 5 أبريل الجاري، صاحبه مبيت ليلي أمام رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير، رافقه تدخل أمني لفضه لثلاثة أيام في وقت متأخر من الليل، حسب ما وثقته أشرطة فيديو مباشرة بثته “صفحة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

 

 

 

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
9 أبريل 2021 09:17

في بلدنا للأسف هناك لوبيات التحكم و التعسف حتى بالجامعة. مثل هؤلاء لا يساهمون بأي شيء في مسلسل التخليق و التنمية، بل العكس هو الصحيح

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x