لماذا وإلى أين ؟

أحمد نور الدين يُعَدّد أهداف زيارة قائد الجيش الفرنسي للجزائر

يواصل الجيش الجزائري تحركاته الإقليمية مع القوى المؤثرة، من خلال  استقبال رئيس أركانه، الفريق السعيد شنڨريحة، لرئيس أركان الجيوش الفرنسية الفريق أول فرانسوا لوكوانتر، في خطوة تروم “تعزيز التعاون بينهما”، حسب ما أورده الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الجزائرية.

الزيارة التي تمت، الخميس 08 أبريل الجاري، بمقر أركان الجيش الجزائري، شهدت “حفاوة استقبال” من السعيد الشنقريحة لقائد الجيوش الفرنسية، إذ “أجرى الطرفان محادثات تناولت حالة التعاون العسكري بين البلدين، كما تبادلا التحاليل ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”، علاوة على “إشكالية إعادة تأهيل موقعي رڨان وإن إكر، موقعي التجارب النووية الفرنسية القديمة”. حسب ما هو معلن في بلاغ الجيش الجزائري اطلعت عليه “آشكاين”.

الزيارة التي جاءت في هذا التوقيت عقب تأجيل رئيس الحكومة الفرنسية لزيارة مهمة للجزائر بشكل مفاجئ، يحيلنا على التساؤل عن الأهداف التي جمعت الطرفان، وآفاق تعاونهما المستقبلية.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والإستراتيجي، أن “هذه الزيارة تندرج في إطار سعي السلطات الفرنسية لجر وإقحام الجزائر لتكون شريكا في خططها الاستراتيجية، سواء في منطقة الساحل أو الصحراء أو حتى في ليبيا، لأنها كانت هناك محاولات سباقة لإقحام الجزائر في خطة فرنسية للتدخل في ليبيا سابقا”

وأكد المتحدث على أن” فرنسا تسعى جاهدة لإقحام الجزائر في عملياتها ضد الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء”، مشيرا إلى أن التعاون الجزائري ليس وليد اليوم، إذ كان هناك سماح للقوات الفرنسية بعبور الأراضي الجزائرية سنة 2013، وهو الأمر الذي حاولت الجزائر إنكاره رغم أن فرنسا سبق أن نشرت ذلك في جريدتها الرسمية، علما أن الجزائر دائما تستعمل أسطوانة العدو والاستعمار الفرنسيين لتخدير الرأي العام الجزائري، ولما تم نشره بالجريدة الرسمية الفرنسية طالبت الجزائر بسحبه، وتم فعلا سحبه فقط من الشبكة العنكبوتية وليس من الجريدة الرسمية”.

أحمد نور الدين
المحلل السياسي أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والإستراتيجي

ويرى المحلل السياسي نفسه، أن هذه الزيارة “هي مؤشر على تحسن بعض الجوانب الاقتصادية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، علما أن زيارة الوزير الأول الفرنسي كانت ستتم مؤخرا وتم تأجيلها، ما يعني أن هناك سحبا تمر في سماء العلاقات بين الدولتين”.

موردا أن “دراية فرنسا بأن الجيش الجزائري هو المسيطر الفعلي في الجزائر، ربما تريد المرور عبره للتعاون الاقتصادي أو تعزيز الوجود الاقتصادي الفرنسي بالجزائر، من خلال تحسين علاقاتها مع الجيش الجزائري، وذلك سعيا من فرنسا لتوسيع تأثيرها الاقتصادي داخل الجزائر”.

وذهب محدثا بقوله إنه “في الوقت الذي نجد أن العقيدة الجزائرية التي تتخذ من العداء والكراهية للمغرب واعتباره عدوا، رغم أن المغرب ليس له أي تاريخ أسود مع الجزائر، باستثناء حرب الرمال التي دامت 3 أسابيع ولم يتجاوز فيها عدد القتلى 50 قتيلا، وكانت الجزائر هي البادئة بالهجوم سنة 1963”.

“باستثناء هذه الفترة”، يستدرك أحمد نور الدين “المغرب كان له أيادي بيضاء على الثورة الجزائرية واحتضن جيش التحرير الجزائري ومعظم القيادات الجزائرية في المناطق الشرقية، من الناظور، السعيدية ووجدة وأحفير وفيكيك، التي احتضنت جميعها قواعد جيش التحرير الجزائري، ومعروف أن الراحل الملك محمد الخامس رفض التعاون مع فرنسا من أجل استرجاع أراضينا في الصحراء الشرقية المغتصبة”.

“ورغم كل هذا التاريخ من الأيادي البيضاء للمغرب على الجزائر، تتخذ الأخيرة من المغرب العدو الاستراتيجي في عقيدتها، بينما فرنسا التي قتلت، حسب ما تزعمه الجزائر، مليون ونصف مليون جزائري في حرب التحرير وخلال الاستعمار الفرنسي للجزائر، وهي نفسها فرنسا التي تملك في متاحفها جماجم الآلاف من الجزائريين قتلتهم واقتادتهم لتعرض جماجمهم في متاحفها وكأنهم قردة شمبانزي، تجعلها الجزائر اليوم حليفا وتتغنى بها وتغازلها”. يسترسل الباحث في الشؤون الاستراتيجية والقضايا الدولية نفسه.

وخلص محدث “آشكاين”، إلى أن “هذه المغازلة للجيش الجزائري لنظيره الفرنسي، ليست هي الأولى بل سبقتها مغازلات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والقيادات الجزائرية، وهذا كله يبين حجم التناقض لهذا النظام الجزائري الذي يتخبط في إيجاد شرعية له بعد خروج الحراك الجزائري لإسقاط هذا النظام”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x