لماذا وإلى أين ؟

صلاة التراويح .. إسلاميون  يُجيشون لخرق الحظر خلال رمضان

wحسين عصيد        

يشن نشطاء محسوبون على التيار الاسلامي حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وتحمل خطابا شديد اللهجة تُجاه الحكومة، بعدما أعلنت هذه الأخيرة في بلاغ لها قُبيل أسبوع، حظرها للتجوال الليلي للمواطنين طيلة أيام رمضان، وهو ما اعتبره المُحتجون مساساً بحقهم الديني في إقامة صلاة التراويح بمساجد المملكة، ليسعوا إلى تجييش المواطنين عبر نشر ملصقات تدعو للتمرد على قرار الحكومة، والخروج  – ضداً عن قرارها – في ليالي رمضان لإقامة الصلاة في الأزقة والشوارع العامة.

وتأتي هذه الحملة في زمن أعلنت فيه الحكومة منعها لصلاة التراويح للسنة الثانية على التوالي، وكذا حظرها للتجوال الليلي وتمديد الإجراءات الاحترازية المعمول بها سابقا خلال شهر رمضان، حرصاً منها على تطويق حالات الإصابة بوباء “كوفيد 19″، والذي وإن تمت محاصرته إلى حين، إلا أن عدة سلالات جديدة له توزعت على عدة أقاليم بالمملكة، موقعة عدداً من المصابين والضحايا في صفوف المواطنين. وتعليقاً على هذه الأحداث، يقول منتصر حمادة، الكاتب المغربي والمختص في الشؤون الدينية، إن “الحملات التي يشنها بعض المحسوبين على التيارات الإسلامية بين الفينة والأخرى، والتي تتقاطع أساسا مع قرارات الحكومة من جهة، ومع المصلحة العامة ليست بالأمر الجديد على بلادنا”.

ويؤكد حمادة، أن “تراكمات عدة أنتجت هذا الخطاب الإسلاموي المعادي للحكومات، لم تولد لا من رحم الحجر الصحي، ولا مما يُسمى بالربيع العربي، بل يعود زمنها إلى نحو 30 عاماً، حين دخل المغرب لأسباب عدة تيارا الإسلام السلفي والإخواني، أسهما بشكل مباشر في التأثير على أنماط تديّن المجتمع المغربي، منتجة ما نسميه بـ “أسلمة مخيال المغاربة”، وهي ظاهرة انتشرت بشكل واسع في المغرب، مُنتجة ثقافة التمرد ضد المجتمع والدولة في آن”.

وأعاب الكاتب المغربي في تصريح لـ”آشكاين”، على القائمين بالشأن الديني في البلاد “حرصهم على عدم الظهور على وسائط التواصل الاجتماعي، وتخليهم عن مهمّة ربطهم لعلاقة مع المواطنين، فاسحين المجال لعدد من الاشخاص المحسوبين عل التيارات الإسلامية المتطرفة باحتكار فضاء الانترنيت، والترويج لأفكارهم المعادية للمجتمع دون حسيب ولا رقيب”.

كما اعتبر حمادة “أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أسهمت بشكل كبير في نشر الفكر المتطرف، والتحريض على العنف والكراهية، وغيرها من الأفكار الهدامة”، داعياً إلى ضرورة “التأسيس لخطاب رسمي حقيقي من دوائر صناعة القرار للتصدي لها”، محذراً من تفاقم الوضع على هذه المنصات، والتي أصبحت بيئة لحشد المريدين من شتى التيارات الدينية، ما من شأنه أن يمكّن المحسوبين عليها من اكتساب قوة معنوية بدعم من الجماهير لإتيان أفعال أكثر خطورة بكثير من التحريض على التمرد على الحجر الصحي”.

مضيفا “وجود كتائب إلكترونية تنخرط في حملة التبليغ ضد بعض الحسابات الرقمية من أجل حذف الحساب أو توقيفه أو شيء من هذا القبيل، بإسم الدفاع عن الدين، مؤشر على ما هو منتظر من هذه الكتائب إذا أمسكت بالسلطة: لم يستوعبوا بعد لماذا فشل مشروعهم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

11 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
اليزيدي
المعلق(ة)
الرد على  حنظلة
11 أبريل 2021 18:27

تحياتي السيد حنظلة،بداية الثمانينات _فعلا_،ولكن خارج فضاء الجامعات ،لان التيارات التي كانت مهيمنة داخلها هي ،حركات اليسار (بمختلف تلاوينه)،وتزامن ذلك مع بداية ظهور مايسمى(التيار القاعدي)،وهنا يأتي تدخل الدولة (بداية التسعينات)،لتقويض وتفكيك هذا اليسار ،بالتشجيع على أن يقتحم (المتأسلمون) الساحة الجامعية،عن طريق انخراطهم فيما كان يسمى UGEM،المناقض لUNEM،واستمر الصراع والتطاحن في اطار سياسة الدولة القائمة على:”فرق تسد”،وتصاعدت وتيرة هذا الصراع_الذي تحول الى عنف_،مع بروز التيار “الامازيغي” ،والتيار”الصحراوي”،وحاولت الدولة تدارك الامر بنهج خطة “اللامركزية” ،أي تشتيت الفصائل الطلابية في عدة مدن في (كليات أسست لهذا الغرض)،بعد أن كان التعليم العالي يقتصر على بعض المدن وخاصة مدينتي_فاس والرباط_…أشكرك أستاذ.

ابو زيد
المعلق(ة)
الرد على  ابراهيم
11 أبريل 2021 17:22

شكرا على التفاعل سيدي حنظلة..
لكن انا لم اتطرق للفرق بين المرادفات..بل للغرض بنعة نشطاء العالم الازرق بالاسلاميين و كانه تهديد!
اما ما تطرقتم اليه فهو وصف لما ترونه للذين يشاركون في الحكومة!!
و هذا موضوع خارج عن سياق تعقيبنا ، على اي اختلاف فهمنا للاشياء لا يفيسد للود او بالاحرى الاحترام قضية..فشكرا مرة أخرى على التفاعل

متتبع
المعلق(ة)
الرد على  مواطن
11 أبريل 2021 12:25

أعتقد أنك لا تغار على دين الله. وهذا كاف لاحسبك من اليساريين الشيوعيين اعداء الله

طارق الكندي
المعلق(ة)
11 أبريل 2021 11:35

كان المغاربة يطلبون بتحرير الاقصى لكن وبعد التطبيع سيطالبون بتحريير مساجدهم لان تيار الشذووذ و العلمانية تغول واستاسد على المغاربة وبدا يستهدف دينهم و مساجدهم
دليل ذلك الاسواق تزداد و كل مرافق الاستهلاك تكتظ بالناس و المرافق الروحانية يتشددون في اغلاقها
الكورونا على الجميع اما نكون اولا نكون

حنظلة
المعلق(ة)
الرد على  ابو زيد
11 أبريل 2021 09:02

إلى أبو زيد
فرق كبير بين المسلمين والمتأسلمين أو الإسلاميين، المتأسلمون هم مجموعة توظف الدين لأسباب سياسية ولأجل الوصول إلى الحكم فهي تمارس كل الوسائل بما فيها الكذب والتقية والنفاق والإنتهازية…إلخ أما المسلم هو ذاك المؤمن الصادق الذي لا يبتغي من وراء تدينه منصبا سياسيا ويمارس شعائره كباقي المسلمين

حنظلة
المعلق(ة)
الرد على  اليزيدي
11 أبريل 2021 08:58

ليس بداية التسعينات بل بداية الثمانينات

ابراهيم
المعلق(ة)
11 أبريل 2021 08:45

بسم الله الرحمن الرحيم
نحن مع تعليمات امير المومنين صلاة التراويح ليست فريضة والضرورة تبيح المحظورة كفى هؤلائ من افتعال ما الأمة في غنى عنه فالوباء خطير كفى من العاطفة وتحيشها فالحكم للعقل وليس العاطفة .

Ali
المعلق(ة)
11 أبريل 2021 07:35

السؤال: هل كورونا أكثر نشاطا وأخطر بالمساجد من غيرها من الأماكن؟ هل العدوى بكورونا ممكنة فقط ابتداء من الثامنة مساء؟ تخبط

ابو زيد
المعلق(ة)
10 أبريل 2021 23:10

اذا كان هؤلاء النشطاء محسوبون على التيار الاسلامي ، فكيف تصفون بقية المغاربة؟!
و من اي موقع تصنفون الناس اي المغاربة، امن موقع الصحفي ام من موقع الخبير الامني، ام من موقع الباحث الاجتماعي الديني؟!
ام ان وصف المسلم اصبح تهمة؟!
لاننا ما زلنا نفتخر بذات الوصف و نظن ان عكسه يقتضي الستر!
الدولة و الحكومة لا تحتاج لمحام كما ان حرية الراي لا يمكن تاويلها حسب الايديولوجية!!
انشروا من فضلكم!

اليزيدي
المعلق(ة)
10 أبريل 2021 22:46

هذا التمرد”المحتمل”،نتاج خطط الدولة في التصدي للفكر العلمي الملتزم،ببناء “فكر ديني” ،متطرف،يحاربه،ويظهر ذلك جليا بفضاءات الجامعات ، _وبدا هذا الصراع على أشده منذ بداية التسعينات_،حيث أصبح هذا الفكر أكثر خطورة وهيمنة ،يمزج بين النزعة الوهابية والفكر الاخواني والفكر السلفي ،ومع اتساع رقعة الفضاء الرقمي والاعلامي “الشبه مجاني” ،ازدادت وتيرة هذا الفكر _الاوليغارشي_شراسة ،فأصبح يحتل ويهيمن على مختلف المواقع الافتراضية والمنصات الالكترونية،التي أصبحت تعج بالعديد من الاسماء(المعروفة) ،تنشد الدعوة الى تشجيع الكراهية ونبذ الفكر المدني”الحداثي”،متخذة شعار”الدعوة الى المعروف والنهي عن المنكر”،لتعود بغالبية المغاربة الى عهود شبيهة بعصر القرون الوسطى،تشرح الدين شرحا مغلوطا ومتطرفا،ومتناقضا،بل منها من يتاجر بالدين ،مجيشة وراءها”ذبابا”من المداويخ،مستغلة الفراغ والجهل والفقر والاحباط وغيرها من الظواهر،وذلك أمام أعين الدولة _وكأنها تزكي أفعالها_علما أن الاسلام دين معتدل،يدعو الى الرحمة والمغفرة والتسامح والتعايش والتواصل مع الآخر،علما ان الدين”معاملة”،،،

مواطن
المعلق(ة)
10 أبريل 2021 22:19

نتمنى تنفيذ القانون ضد المحضرين خاصة المدعو الكتاني ومن في صفه.
يجب احترام سلطة الدولة، والدين الذي يقتاتون منه يفرض طاعة الدولة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

11
0
أضف تعليقكx
()
x