لماذا وإلى أين ؟

صحيفة إسبانية تكشف كواليس أزمة صامتة بين المغرب وموريتانيا

حسين عصيد

بسبب التوتر الديبلوماسي المخيم منذ عدة أيام على العلاقات المغربية – الموريتانية، أعقب  استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لوفد من جبهة البوليساريو، ومن ثمّ تأجيل زيارة وزير خارجية بلاده إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمغرب يوم 31 مارس الماضي، دخلت الصحافة الاسبانية على الخط، مدعية أن أسباب تأجج الأزمة بين المغرب وموريتانيا، راجع بالأساس إلى محاولة الرباط ممارسة ضغط دبلوماسي على نواكشوط من أجل تراجعها على مبدأ حيادها من قضية الصحراء المغربية، وذلك من أجل ضمانها كحليف جيوسياسي في مواجهة التحالف الجزائري – الإسباني.

وقد أوردت صحيفة “إي إس ساهارا” الإسبانية، بأن المغرب سائر في طريق حشد الدعم له في افريقيا، وأنه لدى إلغائه لزيارة وزير خارجية موريتانيا، بادر مباشرة إلى استقبال وفد سينغالي عالي المستوى لتدارس التفاصيل ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية، منذرة باندلاع أزمة أكثر حدة بين البلدين، والتي اتخذت طابعا اقتصاديا منذ أقل من أسبوع، حين قررت موريتانيا تقليص حجم صادراتها المغربية من أنواع محددة من الخضر، ذات القرار الذي تراجعت عنه لاحقاً لأسباب اقتصادية أيضاً، موضحة أن هذه القرارات التي تبدو مرتجلة من الطرف الموريتاني، ما هي إلا نتاج خطة مدروسة من طرف نواكشوط للضغط على المغرب بدورها، حيث ستتلوها قرارات أخرى تُجاه الرباط، قد تتخذ لاحقاً طابعا سياسيا.

كما اتهمت الصحيفة موريتانيا والمغرب، بالفشل في إيجاد أرضية واضحة للحوار، رغم ما تفرضه العلاقة التي تربط البلدين من ضرورة إرساء تعاون اقتصادي وسياسي بينهما، وذلك في مواجهة التحديات المشتركة كمشاكل الهجرة والإرهاب، قصد إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في زمن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والذي طالما كرر على مسامع المغاربة عبارة “لا مكان لدولة بيننا”.

أما بخصوص ما تدعيه من ممارسة المغرب لضغوط على موريتانيا في هذا الوقت بالذات، فتؤكد الصحيفة أن المغرب قد قطع شوطا كبيرا في قضية الصحراء، تجلت أبرز مظاهره في الاعتراف الأمريكي، وفتح عدد من الدول لقنصلياتها في الداخلة، وتجاوزه لأزمة الگرگرات، وتنظيم العديد من اللقاءات، أهمها لقاء وزراء خارجية لعدة دول حول دعم مبادرة الحكم الذاتي في أقاليمه الجنوبية، ولم يتبقّ للرباط سوى ورقة الدعم الموريتاني قصد الانتصار دبلوماسيا لقضيته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
11 أبريل 2021 14:20

النظام الحاكم في موريتانيا نظام إذا لم يضر مصالح المغرب العليا فهو لن ينفعنا بشيء. أغلب النافذين في عصابة العهر بالبوليخاريو موريتانيو الجنسية. سوف يأتي يوم يعضون على أصابعهم من الندم و الحسرة على غبائهم و تحيزهم للفاشيين كابرانات الجزائر.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x