لماذا وإلى أين ؟

هل استفادت الأحزاب السياسية من الخطب الملكية؟

ليس من عادتي أن أبدأ مقالاتي بأسئلة. أرى أن الاجوبة بخصوصها تتلاطم كالامواج في بحر الديمقراطية الهائج. بحر لم يستطع ركوبه إلا القلة القليلة من مناضلي أحزابنا الشرفاء، رغم أن الكثير منهم إختاروا مغادرته تاركين جمل السياسة بما حمل.

هل يا سادة استطاعت أحزابنا فهم المرحلة الدقيقة والمصيرية التي تمر منها البلاد والعالم نتيجة تداعيات تفشي وباء كوفيد 19، الذي لازالت موجاته ونسخه المتحورة تظهر هنا وهناك جاعلة الإنسانية تقف في دهول من أمرها؟ هل استفادت حقا أحزابنا من هذه الازمة ومما سبق من استخلاص الدروس ومن أخطائها المتراكمة التي أبانت عن ضعفها وصراعها حول المقاعد والمكاسب الشخصية؟ هل استفادت من خطب الملك التي هي بمتابة دروس وخطط مستقبلية تؤخد منها العبر وأخص بالذكر الخطب الموجهة لنواب الأمة في كل افتتاح للسنة التشريعية؟ وهل اتعضت وتعلمت هيئاتنا السياسية الدروس جيدا؟ أم أنها لن تتعض أبدا “وادهب انت وربك فقاتلا”.

المغرب ياسادة يتطور وقد تطور فعلا، ولا مجال لمراوغة الشعب بشعارات واهية لم تنفع معها خطابات وشعارات الضحك على الدقون ولا حتى استغلال الدين. فالمراحل السياسية لتجارب الاحزاب تمر بسرعة والمواقف وحدها تصنع الرجال.

إننا على أبواب استحقاقات جديدة في زمن كورونا وفي ظل حالة الطوارئ الصحية وقوانين انتخابية جديدة ناقشها الجميع وأدلى بدلوه بخصوصها الكل. ليبقى حق مراقبة مدى احترامها مكفول لأهل الحل والعقد، مادام أن العديد من أحزابنا لم تعد تفتح دكاكينها إلا عند المناسبات الانتخابية متخلية عن دورها التأطيري. ولو رجعنا بها إلى القانون 07/21 لوجدت نفسها في وضعية منافية للقانون.

علينا أن نفهم ونستعيب الدرس جيدا، نقبله حجة لدمقراطيتنا أم عليها، نتمسك بها وبتصورها الذي جاء به دستور 2011 ونحارب تدخل الإدارة أم نرسب في الامتحان، مادام من يرافع من أجل حياد الإدارة من أحزابنا يتمنى في قرارة نفسه أن يحضى برضاها.

قليلون من فهموا الواقع المرير، وحاولوا جاهدين استقطاب النخب. ولكن نسوا أن النخب تحارب نفسها، بل وتلتهمها كما تلتهم إنتى الضباع جراءها، لتتغلب على برودة الطقس وتنجوا من الموت بل وتحافض على بقاء النوع.

فما هي احتمالات أحزابنا لاستحقاقات حاسمة في ظرفية حاسمة؟ ماهي برامجها بعيدا عن لغة الخشب والوعود الكادبة؟ ماهي وسائل إقناع مواطن لم يجد في كل المبادرات المصيرية التي زامنت جائحة عرت الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، سوى الملك، فبحكمته وذكائه استطاعت البلاد الصمود أمام تحديات الفيروس الفتاك بمبادارت همت الجانب الاجتماعي والإقتصادي والصحي بتوفير اللقاح لكافة المواطنين، مبادرات لازالت مستمرة تنتظر فقط الالتفاف حولها والابتعاد عن خطابات وشعارات الاحباط التي يروجها الفاشلون ودعاة “السيبة”.

لأختم ياسادة، بسؤال واحد ووحيد. هل شخصت أحزابنا السياسبة بنية المرحلة الممهدة للانتخابات المقبلة ودرستها بدقة واضحة ونحن أمام محك اجتماعي واقتصادي بسبب الجائحة وتداعياتها؟

محام بهيئة المحامين بأكادير وكلميم والعيون.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
12 أبريل 2021 13:45

اسفادوا قطعا…
استفادوا فقط من الرفع من الدعم الذي أوصى به جلالته في خطاب افتتاح البرلمان ليوم 12 أكتوبر 2018:
“…وإننا حريصون على مواكبة الهيآت السياسية، وتحفيزها على تجديد أساليب عملها، بما يساهم في الرفع من مستوى الأداء الحزبي ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية.

لذا، ندعو للرفع من الدعم العمومي للأحزاب، مع تخصيص جزء منه لفائدة الكفاءات التي توظفها، في مجالات التفكير والتحليل والابتكار.”

محمد ايوب
المعلق(ة)
12 أبريل 2021 11:24

جوابي عل سؤال العنوان:
نعم…إستفادت الاحزاب/الدكاكين ومعها رديفتها الشبيبات والنقابات وباقي المنظمات الموازية من الخطب الملكية لكن في شقها المتعلق بالإستفادة من رفع الدعم المالي الذي تتلاعب به هذه الكائنات كيف تشاء،وعندما تتأهل الجهات المختصة بفتح تدقيق حول صرف أموال الدعم تقيم هذه الكائنات الدنيا ولا تقعدها متحججة بحجج واهية يعرف المواطن العادي انها حجج كاذبة لتبرير نهب المال العام بطرق:”قانونية”…أحمد الله تعالى أنني من المقاطعين وسأظل على موقف الذي اتخذته منذ مدة غير قصيرة…

حنظلة
المعلق(ة)
12 أبريل 2021 07:09

أيها المحامي الفاضل
نعم، لم يعد لهذه الدكاكين السياسية أدنى دور إيجابي تلعبه على الساحة السياسية….لكن ألم تتساءل لماذا وكيف ومن أوصل هذه الدكاكين إلى هذا المستوى؟؟؟؟
أليس النظام هو الذي حارب ولا زال يحارب كل مناضل شريف ويركنه جانبا حتى لا يكون له أتباعا ومعجبين ويقرب منه بشتى الوسائل كل إنسان فاشل مرتشي وانتهازي؟؟؟؟
قليل من الحكمة، ورفقا بعقولنا لأن مواطن الزمن القديم ليس هو مواطن الزمن الحاضر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x