لماذا وإلى أين ؟

عادات صحراوية رمضانية (2): الهَـيْـلالـَة

تفوح رائحة الموروث الثقافي الذي تكتنزه رمال الصحراء المغربية من بيوت أهلها، كلما أرخت ليالي رمضان سدولها على هاته الأراضي الزاخرة بتراث البيظان.

ألعاب شعبية وتقاليد وطقوس خاصة توارثتها أجيال من الصحراويين جيلا بعد جيل، تكشف عمق وتنوع الحضارة التي تزخر بها بلادنا، ما يجعل الزائر للجنوب المغربي يغوص في رحاب أجواء الحاضر التي تعود به إلى كنف الأجداد.

واختارت الجريدة الإلكترونية “آشكاين” أن تبسط سلسلة رمضانية لمجوعة من هذه التقاليد الصحراوية العتيقة التي تختزنها الأقاليم الجنوبية والتي يتميز بها شهر رمضان بالخصوص،  من خلال حلقات برنامج “عادات صحراوية رمضانية”.

وسنتطرق في الحلقة الثانية من هذا الشهر للجلسات الذكرية التي ينظمها عادة كبار السن خاصة بعد صلاة التراويح، وهي العادة التي دأبت كثير من العائلات على إحيائها في ليالي رمضان، تقربا من الله ومدحا للمصطفى من خلال أبيات  وابتهالات موزونة.

أصل التسمية

وأوضح الشاعر المهتم بالتراث الحساني، محمد سالم الهيط، في حديثه لـ”آشكاين”، أن الهَـيْـلالـَة “عبارة عن مجموعة رجال يتوسطهم شخص يقول كلمات عبارة عن “كيفان”، أو أبيات شعرية في مدح النبي المصطفى وذكر الله، وفي الجهة المقابلة تكون مجموعة من الرجال يردون عليه جماعة بالقول: لا إله إلا الله، ولهذا سميت بـ: الهَـيْـلالـَة ”

نبذة عن ‘الهيلالة’

وينقلنا الشاعر محمد سالم الهيط، إلى أجواء الهَـيْـلالـَة، من خلال مجموعة من الأبيات التي تفتل في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن “الأبيات الشعرية أو “الكيفان” تكون مرتبطة بالترتيب الألف بائي، من الألف إلى آخر الياء.

فمثلا، يورد الشاعر محمد سالم الهيط “يبدأ قائد المجموعة بحرف الألف فيقول: أصابني حب الهادي بلّغ يا ربي مرادي وأنظر شفاه للعبادي، فيأتي للباء ويقول: بدر اغفر لي بالطلاق قبل انطلاقي إلى جاري، ثم التاء: تبارك ذا الجلال والإكرام..فحرف الثاء: ثبت يا ربي منطقي عند الممات محققي يكونون مصدقي بذكرك محمد، فترد الجماعة الأخرى عليه بالقول: الله الله يا جواد”. راجي استجابة دعائهم.

فيأتون إلى حرف الدال فيقولون جماعة: دار الغرور فانية دار الغرور فانية، ثم حرف الذال: ذنوبنا ذنبا كثير أثقل من حمل البعير أخف بجاه البشير بذكرك محمدِ، فترد المجموعة المقابلة بالقول لا إله إلا الله، ثم يأتي إلى حرف آخر مثل الراء فيقول: رأيت الدنيا مثل الشرف والناس تجري  بالتعب ونحن يا إخوة الشرف، وهكذا إلى أن ينهوا جميع أحرف الهجاء”.

وخلص محدث آشكاين إلى أن ما ذكرناه هو “نموذج متراكب يكون راسخا في ذهن المتلقي من خلال أحرف الهجاء كي لا ينساه، والغرض منه ذكر الله مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام”.

مقطع صوتي حي من داخل جلسة ذكرية لـ”الهَـيْـلالـَة”:

أحمد الهيبة صمداني  – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x