2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مرّت سحب كثيرة في سماء العلاقات الإسبانية المغربية منذ تأجيل القمة رفيعة المستوى، منذ دجنبر المنصرم، والتي كان مقرر أن تجمع بين البلدين لتدارس ملفات مشتركة، إلا أن “الوباء” حال دون ذلك، كما يقول الجانبان في تصريحات وبيانات رسمية.
ولعل استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي للتداوي من مضاعفات كورونا داخل أراضيها بدواعي “إنسانية بحتة”، كما صرحت بذلك وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس لايا، أمس الجمعة، قد يكون له “آثار سلبية” على الخيط الناظم للعلاقات مع الجارة الشمالية للبلاد.
وهذه الزيارة التي افتضح أمرها بعد تكتم جزائري إسباني، يثير مخاوف متابعين على أنها قد تكون بمثابة القشة التي تكسر ظهر العلاقات الودية بين البلدين، في ما يرى آخرون أنها سحابة صيف أخرى عابرة في جو العلاقات الثنائية بينهما. فهل سيعمق استقبال إسبانيا لغالي من توتر اعلاقاتها مع المغرب؟.
ويرى تاج الدين الحُسَيْني، أستاذ القانون الدولي، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “مثل هذا الموضوع لا يمكن أن يؤثر إطلاقا على مسار العلاقات المغربية الإسبانية في جوهرها، وذلك لعدة أسباب، أولها أن إبراهيم غالي توجه إلى إسبانيا بهوية مزورة وليس بهويته الأصلية”.
وأوضح الحُسَيْني أنه “حتى عندما افتضح الأمر، واعترفت الحكومة الإسبانية بوجود هذا الشخص في ديارها، فقد عبرت بوضوح أن الأمر يتعلق بأسباب إنسانية لا أقل ولا أكثر، مؤكدة على أن هذا الموضوع لا يمكنه أن يؤثر بتاتا على العلاقات الممتازة القائمة بين إسبانيا والمغرب في كل المستويات السياسية، الاقتصادية والإستراتيجية وغيرها”. موردا أن “مثل هذا الموضوع لا يمكن أن يؤدي إلى توتر من أي نوع في العلاقات بين المغرب وإسبانيا”.
وأضاف المحلل السياسي نفسه، أن “الكثيرين قد يتساءلون عن ما دفع إبراهيم غالي للتوجه إلى اسبانيا بهذه الهوية المزورة، فأعتقد أن الأمر يتعلق بكون مطلوب لدى السلطات القضائية الإسبانية بعدة مؤاخذات وتهم وجهتها إليه من عدة أطراف، وقد لاحظنا أنه بمجرد تواجده بإسبانيا تقدم عدة محامين بطلبات تهدف إلى نزع أي حصانة في حقه ومتابعته قضائيا”.
مردفا “الحكومة الإسبانية إذا كانت قد فسرت موقفها وربطته بأسباب إنسانية فقط، فهذا مرتبط بطبيعة الحال بموقف إسبانيا، التي لا تكاد توضح أنها تتحالف مع كطرف ضد آخر، فهي تصرح دائما أنها تمارس نوعا من الحياد في ملف الصحراء وتعتبر البوليساريو كحركة تحرير فعلا وتفاوض معها وتتحدث معها”.
وخلص الحسيني، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه “ليس من شأن هذا الموقف الإسباني في حد ذاته أن يغير من مسار الأشياء في علاقاتها المتوازنة مع المغرب”.
جدير بالذكر أن مجلة “جون أفريك” قد نشرت خبر نقل زعيم جبهة البوليساريو على وجه السرعة، الأربعاء 21 أبريل الجاري، إلى أحد مستشفيات “لوغرونيو” الواقعة على مشارف مدينة سرقسطة الإسبانية، في حالة صحية حرجة، بعدما رفضت ألمانيا استقباله.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، قد أكدت، الجمعة 23 أبريل الجري، على أن “العلاقة مع الرباط لن تتأثر بحقيقة استقبال زعيم البوليساريو في مستشفى إسباني، مشيرة إلى أن “وجود غالي في إسبانيا هو لأسباب إنسانية بحتة، لتلقي العلاج الطبي، ولأنها التفاتة إنسانية وطبية”، مبدية تحفظها لأقصى درجات الحذر فيما يتعلق بالتفاصيل”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين