لماذا وإلى أين ؟

صحيفة أمريكية تكشف خطة إيران لاستغلال البوليساريو لدخول افريقيا

بات الطموح الإيراني لتعزيز تواجدها بالقارة الافريقية أكثر جرأة خلال السنوات الأخيرة، الذي تُكرسه بالطرق المعهودة المتمثلة في إقامات شراكات اقتصادية قوية مع بلدانها، بل عبر نهج خطط أكثر تطرفاً، وذلك من خلال إنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية مع بعض الدول والكيانات بها كجبهة البوليساريو، مستفيدة من الارتباك الذي يشهده الواقع السياسي بالقارة، خاصة بليبيا ودول الساحل، تفيد صحيفة “ناشيونال انتيريست” الأمريكية.

وتورد الصحيفة في عددها الأخير، بأن الهزات السياسية التي شهدها لبنان منذ العام الماضي، قد أحجمت نوعا ما من قوة وتأثير حزب الله، الذراع الايمن لإيران بمنطقة الشرق الأوسط، الذي حشد لمزيد من الأعداء في داخل لبنان وخارجها، خاصة السعودية والولايات المتحدة الامريكية، وكما هو الحال بالنسبة لليمن، التي تشهد انحسارا لنفوذها تحت وابل ضربات الجيش السعودي، لتُحول طهران اهتمامها إلى افريقيا، بحثاً عن موطىء قدم لا يستثير بالضرورة الغضب الأمريكي بالأساس، كون قوى أخرى كروسيا وتركيا والصين تتنافس فيما بينها، باذلة نفس الجهود لدخول المنطقة، لتجد في البوليساريو حليفا استراتيجيا لها، حيث تعول إيران على دعمها للجبهة الانفصالية لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب أفريقيا، وخاصة الدول الواقعة بالساحل الأطلسي، قاطعة الطريق على الطموح الروسي والامريكي.

ويؤكد ذات المصدر، أن النمط غير المألوف لنشاط إيران بالقارة الافريقية، يعكس عن كثب جهودها لخلق “ساحة دعم” لها في منطقة جنوب المتوسط، مستفيدة على الأرض من غياب علاقات دبلوماسية بينها وبين المغرب لتٌكرس تواجدها جنوبه في الصحراء الكبرى من جهة، ثم مساعيها لتخفيف الضغط السياسي لإدارة بايدن، التي نجحت ، على حداثة عهدها، في التأثير سلبيا على العلاقات السياسة والاقتصادية لطهران مع العالم، مثلما فعلت سابقتها التابعة لترامب، ليس فقط عبر خطة العقوبات، بل عبر تفكيك صلات شركاتها مع مثيلاتها حول العالم من جهة ثانية، دون إغفال محاولتها تعزيز سيطرتها على المسلمين الشيعة في القارة، واستخدام هذه المجموعة كأداة سياسية لإعادة تشكيل السياسة الإقليمية.

من جهة أخرى، ورغم إبداء إيران لبعض الليونة في تعاملها مع المغرب، وذلك بإغلاقها لمكتب ممثلية جبهة البوليساريو في طهران، فإنها لا تلعب هذه الورقة إلا لفرضها كعنصر مقايضة على الرباط، حيث تربط سحب اعترافها بالبوليساريو، بإبداء المغرب لموقف مساند لها بشأن قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات العربية، هذا الطرح الذي يرفضه المغرب من أساس، كون موضوع الجزر، حسب الرباط، هو نزاع على السيادة، في مقابل سحب اعتراف بجمهورية وهمية بمنطقة تحت السيادة المغربية أساسا هو شأن آخر.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x