لماذا وإلى أين ؟

لا تتحفظ عن قول الحق أيها الصالح

مريم جمال الإدريسي

الصالح صالح.. وما غير ذلك ليس بعزيز
أصبحت بعض الأقلام المتحيزة ، متخصصة في الرد هنا والتعقيب هناك… وتزداد روعة التحليل وجرأة التضليل، حينما تنبع الأفكار كسيل بلا مسيل حد الثمالة في التفكير. خرجات بعض المنظرين بلا تنظير باتت منكشفة المصدر واضحة التدبير. ليس الغرض تكميم فاه المندوب العام لإدارة السجون ولا مناصرة حق صديق الأمس او اليوم… بل كل الأمر خدمة مصالح خاصة على حساب قضايا لها وزن لدى الرأي العام. لا ندري هل هو تأثير بتوجيهات محددة أم ثمالة لحظة جعلت البطل الكرتوني يصدق أنه مناضل كوني.

بل أصبح يضع الخطوط الحمراء ويحدد قواعد وشروط القيام بمهام المسؤولية. دون اعتبار لحقوق المواطنات والمواطنين في معرفة المعلومة الحقيقية ، والتي لا يمكن نيلها دون تحفظ مرن يتماشى والاختيارات الحداثية والحقوقية لهذا الوطن بكل مكوناته.

فالإصلاح الديمقراطي الذي شهدته المملكة المغربية والموثق بنصوص رفيعة الصياغة بدستورها، لم ينطلق حتما من الأطروحة الفيبرية، أي وجهة نظر “ماكس فيبر” المتشددة في فصل الإدارة عن السياسة، وإنما من عدة نظريات تضاربت وتصارعت لتنجب تصورا مختلفا باختلاف المجتمعات ودرجات تطورها.

فالقانون الذي لا يتماشى والسياسات العمومية ولا يتلاءم والاحتياجات المجتمعية، يظل زمرة من نصوص مطبوعة بالجمود الذي لا يسعف الإدارة في القيام بأدوارها الطلائعية.

فبعد “ماكس فيبر” خلص” روبيرت ميرتون” بأسانيد صادقة إلى انه كلما اقتربت البيروقراطية من النموذج المثالي “الفيبري” الذي يتميز بسمات القواعد المجردة، والتسلسل الهرمي، ولا شخصانية العلاقات، كلما أنتج خللا وظيفيا ذو طبيعة روتينية جامدة معيقة لنشاط الإدارة، مما يعطي نتائج عكسية ويفرز خللا وظيفيا يقوض انتظام وجودة النشاط المرتقب من الإدارة.

ومعلوم أن المدرسة السياسية كرست قاعدة مفادها أن الإدارة العمومية لا تستمد شرعيتها من وظيفة السلطة الرسمية الممنوحة لها بموجب نصوص تشريعية، وإنما من مدى قدرتها على تنزيل الأهداف السياسية المنشودة اجتماعيا. وبالتالي يعمل الإداريون إلى جانب السياسيين بتكامل وتعاون نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو بناء مجتمع ديمقراطي حداثي.

وخارج كل إطار نظري، تشرع أبواب الإطار العملي والواقعي المفرزة لمدخلات جديدة تنسجم والحق في الحصول على المعلومات، الذي يعتبر من الحقوق الإنسانية الأساسية التي كفلتها العهود والمواثيق الدولية وكرسها دستور المملكة المغربية، بعد تغير ملامح العلاقة التاريخية بين الإدارة والمواطن، والتي أخرجت واجب التحفظ من نمطه الضيق إلى نمط المرونة المتماشية مع مطالب المواطنات والمواطنين في ملامسة الحقائق والمعطيات دون غموض أو مغالطات.

فالمندوبية العامة لإدارة السجون وكغيرها من الإدارات الأخرى تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة، في إطار توازن مطلوب بين حرية الرأي وواجب التحفظ، وهذا لا يعني أبدا إلغاء حرية الرأي لدى المسؤول، مادام رأيه لا يمس فاعلية النشاط الإداري ولا يتوه عن واجب الحياد. بل هو مجبر على تبليغ الرأي العام بكل المعطيات والمعلومات المفندة لما يلفق للإدارة من تهم جسيمة وأكاذيب ومغالطات تحطم قيمة المؤسسة في العمق.

أما سموم التخريب الخادمة لأجندات خارجية، والمسعفة لرغبات أعداء هذا الوطن، باتت واضحة جلية من خلال التحالفات الظالمة لحقوق ضحايا الاعتداءات الجنسية، بمنطق سياسوي ماضوي بئيس، مبني على أكاذيب ومغالطات وتلفيق تهم هنا وهناك، قصد رسم معالم نضال سمي بالحقوقي ولا صلة له بحقوق الإنسان، بل إنه مجرد سلوكيات مشوبة بالتمييز العشائري والطائفي تحت قبعة المناصر لأخيه أكان ظالما أو مظلوما.

الصالح الأصلح هو تصويب الارتسامات غير المنطقية والمبنية على ملاحظة العين المجردة، بما هو منطقي نابع من خلاصة التجارب العملية والخبرات الميدانية المتراكمة والفاصلة بين كل ما هو حقيقة وما أريد له أن يكون سراب، فالطب مهنة لصيقة بالمندوبية العامة لإدارة السجون بموجب مرسوم صادر بالفاتح من ديسمبر 2014، والذي من خلاله تتفاعل الخبرات لتنتج أجود الارتسامات بل والمعلومات وليس الملاحظات المجردة.

اليوم لا نحتاج للمرتكز الأول، الثاني والثالث، ولا إلى ملاحظة التفرقة بين الصالح والفاسق، ولا بين المواطن والمسؤول، ولا بين المناضل الشريف والدنيء، ولا حتى كيف توزع الوطنية، بل كل ما نحتاجه هو قضاء محايد ورائد، التزمنا جميعا بضمان استقلاليته كسلطة ثالثة دون الركوب على مزايدات سياسية سوداوية وهدامة لا غاية لها سوى التأثير في مسار المحاكمة المنصفة والعادلة لكل أطرافها بمن فيهم ضحايا أبشع

أنواع الجرائم، ألا وهي الاعتداءات الجنسية.

يتبع…

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي بسيط
المعلق(ة)
8 مايو 2021 23:15

كلشي كيهدر على هاذ الريسوني والراضي أعياد الله اتقوا الله في الضحايا راه كاين شاب مغربي اسمه ادم وكاينة صحفيه اسمها حفصة جمعيات حقوق الإنسان التي تجتهد لصون حقوق المجرمين داخل وخارج السجون ولا تهتم اطلاقا بضحايا المجرمين فينكم على العدالة ان تنصف الضحايا وتنزل بأشد العقوبات على الريسوني والراضي لانهما عبتا بأعراض ضحايا وخالا نفسيها كما تعودا خارج المساءلة فقط لانهما صحفيان اللهم لاشماته ولكن الحق حق مهما حاول الباطل

صحفي
المعلق(ة)
8 مايو 2021 23:07

المطلوب تعديل الدستور بما يضمن عدم اعتقال الصحفيين حتى ولو اغتصبوا واستباحوا من النساء والغلمان هذه هي الديمقراطية التي ينشدها تجار الحقوق الصحفي حينما تسوقه نزوته نحو السجن يصرخ ان قلمه هو سبب محنته والحقيقة ان قلمه الموجود بين فخديه هو سبب تعاسته. امت قلم (بيك) اكتب به ماتشاء وكيف تشاء شكون داها فيك وعليه العدالة وجدت لتصون حقوق الضحايا لا المجرمين ومن يناصر الريسوني والراضي مجرم مثلهما والا هل ادم وحفصة ليسوا مغاربة وضحايا لهذان المكبوتان المسميان صحفيان مغربيان لماذا تغطون الشمس بالغربال ياتجار الحقوق والقلم

صحفي متمرن
المعلق(ة)
8 مايو 2021 22:59

بلا فلسفة الأستاذة المحترمة الريسوني والراضي مواطنان مغربيان متهمان بالاغتصاب والاغتصاب جناية والجناية لاسراح مؤقت فيها كل دول العالم لاتتسامح مع جراىم الاغتصاب بل تتشدد في احكامها صونا وانصافا لحقوق الضحايا اذا كنت موضوعية ودبمقراطية وحيادية ابجث عن حق الضحايا فهم مغاربة أيضا ادم وحفصة مامعنى ان تلتف على الحقيقة وهي واضحة المغاربة لايهمهم من يكون الريسوني والراضي يهمهم ان تاخد العدالة مجراها وينال المتهمان جزاءهما ام فقط لانهما صحفيان قامت القيامة قد يقول قاىل ان قلمهما مزعج للدولة وهو سبب سجنهما الجواب سبب الاعتقال هو الاغتصاب

مواطن
المعلق(ة)
8 مايو 2021 21:24

مافهمت والو صراحة، اش بغات تكول واش من نيتها المغاربة كيعرفو ماكس فيبر. الدستور واضح ولاداعي للهرطقة.

الصويري
المعلق(ة)
8 مايو 2021 21:11

نص أنشائ لا أقل ولا اكتر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x