لماذا وإلى أين ؟

قيادي بالبوليساريو يكشف تبعات تزوير الانفصالي غالي لهويته على الوضع بالمخيمات (حوار)

عاد ملف الصحراء المغربية ليهيمن على الأحداث السياسية في المغرب وإسبانيا، بعدما استقبلت سلطات هذه الأخيرة رئيس الجمهورية الصحراوية الوهمية بوثائق وهوية مزورة على أراضيها من أجل العلاج، وهو الأمر الذي قابله المغرب باستدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بأسف واستغراب المغرب من موقف الجارة الشرقية وطلب التفسيرات اللازمة بهذا الشأن.

وعلى خلفية احتجاج المغرب، أعلن متحدث باسم المحكمة الإسبانية العليا أن زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية الذي نُقل للعلاج في البلاد والمرفوعة بحقه دعوى بتهمة “التعذيب”، استدعي للمثول في الأول من يونيو الجاري أمام القضاء الإسباني. وهو ما يطرح أسئلة حول هذا الحدث وتأثيره على مخيمات تندوف.

ومن أجل مواكبة النقاش الدائر حول الموضوع ومحاولة ملامسة مجمل جوانبه السياسية، يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين” في فقرة ضيف السبت للأسبوع الجاري؛ المفتش العام السابق في شرطة جبهة البوليساريو والمعتقل السابق لدى هذه الأخيرة؛ مصطفى سلمة ولد سيدي مولود.

وفيما يلي نص الحوار:

بداية، كيف تلقيت استدعاء ابراهيم غالي للمثول أمام القضاء الإسباني بتهم “الاغتصاب” و”التعذيب”؟

كل البشر الأسوياء يستبشرون خيرا بإحقاق الحق وتحقيق العدالة، وأنا واحد منهم. فغالي يرأس منظمة ارتكبت وترتكب العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وهناك دعاوى مرفوعة ضد العديد من رموز نظامه في المحاكم الإسبانية متعلقة بالقتل خارج القانون والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب لمئات الأشخاص.

وهذه مناسبة لتسليط الضوء على جرائم الجبهة في حق آلاف اللاجئين الصحراويين تحكمهم منذ عقود بنظام شمولي يصادر حرياتهم ويتصرف في حقوقهم على أنها منة منه لإخضاعهم.

في نظرك، لماذا سيُزوِّر غالي هويته ويعتمد هوية مواطن جزائري رغم أنه يعتبر نفسه رئيس جمهورية؟

هذا جانب من التناقض الصارخ بين الحقيقة والوهم. ففي الواقع زعماء البوليساريو الذين يوهمون الصحراويين بأنهم دولة لها مؤسسات وقوانين، يفضحهم أول خروج خارج التراب الجزائري. فعندما يخرج أي من مواطني الجمهورية الصحراوية من التراب الجزائري تجده جزائريا يحمل جواز سفر جزائري وتختفي الهوية الصحراوية والدولة الصحراوية.

طيب، البعض يرى أن استدعاء غالي من طرف القضاء الإسباني بداية لنهاية الجبهة خاصة أنه مصحوب باستدعاء حلفائه في الجبهة، هل تتفق مع هذا الرأي؟

ليس بالضرورة أن تكون نهاية للجبهة، ولن تكون نهايتها بكل تأكيد لكنه بداية لتسليط الضوء على جرائم الجبهة، ما يطرح أكثر من سؤال على داعميهم؛ هل فعلا هم مؤهلون لتسيير دولة؟ وهم يتوافق الإدعاء بالمظلومية مع ممارسة الظلم بأبشع صوره ومن أعلى هرم السلطة إلى أسفله.

وهل يمكن أن يؤثر استدعاء غالي وحلفائه في الجبهة أمام القضاء الاسباني على الوضع داخل المخيمات؟

مشكلة المخيمات هي القبضة الحديدية التي تحكم بها من طرف أجهزة البوليساريو والجزائر ما يصعب أي تحرك داخلها. أما ناس المخيمات فهم يعلمون ويعرفون الوجه الحقيقي لقيادة البوليساريو لكنهم يعيشون في جو تنعدم فيه الحريات ويصعب التحرك فيه.

ختاما، كنت من الذين شككوا في مرض غالي بكورونا وتعتبر أنه قد أصيب في غارة شنتها طائرة مسيرة مغربية، على ماذا اعتمدت في ذلك؟

حسب المعلومات المتوفرة لدي، فغالي كان ضمن الموكب الذي تعرض للقصف وأصيبت سيارة الإتصال الخاصة بالرئاسة وجرح المكلف باتصالات غالي. وفر غالي في تلك الليلة. ومن ليلتها لم يظهر في المخيمات حتى قيل إنه مصاب بكورونا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x