لماذا وإلى أين ؟

مجلس الأمن يعري الإنفصاليين

تسقط أوراق التوت تباعا، ومعها تتجلى سوءة المتربصين بقضيتنا الوطنية، وحيث أن مشاورات مجلس الامن النصف سنوية والتي كانت مغلقة جاءت نتيجتها عكس رهانات الجارة الشرقية وصنيعتها البوليساريو، حيث خلصت المشاورات إلى الإشارة على ضرورة التعاون الكامل للجبهة الانفصالية مع المينورسو حيث تتأكد الظور الاساسي الذي أوجدت من أجله هذه البعثة الاممية وهو مراقبة وقف إطلاق النار.

لم تنتظر الجبهة الانفصالية طويلا حتى صدحت صرخاتها منددة بمخرجات مجلس الأمن، حيث كانت تأمل في شرعنة بياناتها الحربية التي تجاوزت المئة وكأننا نشاهد ألعاب فيديو يسري عليها اعتبار أن البوليساريو ليست سوى مصلحة من بين المصالح الإدارية في وزارة الخارجية الجزائرية، فالجارة الشرقية لم تتوانى في تجييش هالتها الإعلامية ودولارات البترول لدعم أكذوبة الحرب في منطقة الصحراء.

ولعل المثير للإستغراب هو شعارات الجزائر وأفعالها فمقولة خاوة خاوة هي أكبر كذبة ينطق بها جيراننا، إذا ماعلمنا أن الهند تصدت بكل قوة لأطروحة الإنفصاليين دخل أروقة مجلس الأمن وأكدت على مغربية الصحراء، وشخصيا قد أتفهم شطحات جنرالات الجزائر ومن يدور في فلكهم حيث يبرر أفعالهم الحراك الشعبي في الجارة الشرقية وصفوف المواطنين الباحثين عن رمق عيش وحتى تقرير مفوضية غوث اللاجئين الذي دقت في تقريرها الاخير أبريل 2021 ناقوس الخطر بمخيمات تندوف بسبب الحالة الوبائية الخطيرة، وقد حملت المسؤولية كاملة للجزائر، كما علقت جميع أنشطتها في مخيمات المحتجزين وأبلغت ادارتها العامة بجنيف أن الوضعية الوبائية تدعو إلى القلق، كل هذا يقع مع استحضارنا أن المغرب كان على إستعداد لتقديم لقاح كورونا للمحتجزين بمخيمات تندوف غير أن الجزائر رفضت هذه المساعدة الإنسانية وأبت الاستمرار حصار مخيمات تندوف وتقويض أزمتها الإنسانية.

صرخات الانفصاليين طالت منددة بمخرجات الاجتماع التشاوري حيث خلص الاجتماع دون إصدار أي بيان من قبل مجلس الأمن، وقدم كولين ستيوارت إحاطة بشان الوضع على الأرض الذي اتسم بانتهاكات جبهة البوليساريو وإعاقتها لحرية تنقل المينورسو، الأمر الذي يؤكد مجددا أن كل ما يهم قيادة الانفصاليين هو مواصلة الإتجار بمعاناة ساكنة تندوف، ودفع الاموال لأفراد يعدون على رؤوس الأصابع حتى لا يتوقفوا على اثارة الفتنة بالجنوب المغربي ومواصلة غسيل دماغ الشباب وإذكاء نار القبلية.

لقد شكل الانتصار الديبلوماسي المغربي دليلا ينضاف إلى خزانة الحق والوطن، ويعري أكذوبة الجارة الشرقية ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أرقى حل لمشكل طال امده هو الحكم الذاتي، وحيث أن لكل مقام مقال سنعمل طيلة الأسابيع المقبلة على مطاوعة القلم وتبيان حقيقة قضية الصحراء المغربية بتحليل يمنح للقارء حرية مجابهة الفكر بالفكر.

محام بهيئة المحامين بأكادير وكلميم والعيون.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد أيوب
المعلق(ة)
10 مايو 2021 04:27

ماذا عن الوجه الآخر؟
واقصد به موقف امريكا خلال تلك المناقشات حيث كنا ننتظر منها تأكيد قرار ترامب بالاعتراف بمغربية الصحراء وبالتالي تقديم دعم كبير لبلدنا في مواجهة حكام قصر المرادية وشرمذتهم الانفصاليين…اتعجب مما يكتبه أمثال هذا المحامي من تطبيل لموقف بلدنا والذي لا يشك اثنان في صوابيته،لكن التحليل المنطقي يقتضي تناول القضية في بعديها:موقف بلدنا وموقف الطرف أوالاطراف الاخرى سواء تلك المؤيدة لوحدتنا الترابية او المعارضة لنا…إن جارنا الشرقي يبذل كل ما في وسعه في محاولة للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الرجوع عن قرار ترامب،وهو يوظف أبواقه وأمواله من أجل حشد التأييد للأطروحة الانفصالية،لا هم له الا معارضة وحدتنا لدرجة تصريح قادته العسكريين باعتبار بلدنا هو عدوهم الرئيسي…صحيح أن بلدنا حقق بعض النقط لصالحه،لكن ذلك غير كاف،وعلى من يرى العكس أن يراجع ما ينشر عبر العالم من مواقف رسمية وشبه رسمية لدول مؤثرة في السياسة العالمية…وما يثير علامات الاستفهام حقا هو تذبذب مواقف دول كفرنسا واسبانيا وهما دولتان لهما علاقات خاصة ببلدنا ومع ذلك لم يغيرا من موقفها السابق على قرار ترامب…ومن جهة أخرى فإن مقال الكاتب جاء متأخرا كثيرا منذ تاريخ اجتماع مجلس الأمن مما أفقد المقال”جاذبيته”في التعاطي مع قضية وحدتنا الترابية…إن الإعلام المتوازن يفترض عرض وجهتي النظر مهما كان موقف المعارضين لوحدتنا الترابية قاسيا علينا،فذلك هو الطريق الصحيح لمعرفة الصديق من العدو في واقع تسيطر عليه المصالح، ولا شيء غير المصالح…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x