لماذا وإلى أين ؟

حركة “الموريين”.. حين تصبح “تامغرابيت” إيديولوجية وطنية

بفضل التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المغرب خلال الألفية الجديدة، والتي أسهمت في بلورة أفكار وسلوكات جديدة على مستوى النخبة المغربية، تستقي طاقتها من مؤثرات نابعة من عمق المجتمع، وأخرى آتية من الخارج مع تيار العولمة، باتت إيديولوجية جديدة في طور التشكل، تتعلق بظهور ما يسمى بـ “الموريين”، وهي حركة مغربية أسست لنفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتدعو أتباعها إلى قراءة وطنية جديدة للتاريخ، يتجاوز الروايات التقليدية البالية، في مسعىً لإشاعة كبرياء وطني يستمسك بـ “تامغرابيت”.

وحسب ما أوردته وكالة “إفي” الإسبانية، فإن “الموريين” أو “الموريش”، لا يمُتون بصلة بموريش الولايات المتحدة الأمريكية، وهي جماعة من السود التي تزعم انتماء أسلافها زمن العبودية للمغرب، وهم إلى حدود الساعة يملكون نحو 160 ألف متتبع على صفحتهم بـ “فيسبوك”، كما تنشط عناصرها على موقع الكتروني خاص بها، تقدم فيهما ملفات تعريف لملوك سابقين وأبطال حرب مغاربة، تدعمها بصور حاسوبية وصور مركّبة تحتفي بالماضي المجيد لهذه الأمة.

وتُفيد الصحيفة، أن “الموريين” لا ينتمون سياسيا للتيار الإسلامي، بل يضم تجمّعهم بين ظهرانيه عدداَ مهماَ من النخبة الليبرالية المغربية، وهم فئة يصفها المحللون أنها تؤمن بخصوصية المغرب، الذي يستمد تميزه عن سائر الأمم الأخرى من استمراريته التاريخية منذ بداية مملكة موريتانيا، التي أسست لحضارة متقدمة بشمال المغرب والجزائر ما بين القرنين الرابع والأول قبل الميلاد، وتشكلت على الخصوص من قبائل الأمازيغ المنبثقة من أنقاض مملكة “نوميديا” الزائلة.

ويهدف تيار “الموريين” إلى تعزيز الثقافة والتاريخ والهوية المغربية في نفوس الشباب، من خلال تعريفها عبر مختلف وسائل الاتصال بعبقرية الشخصية المغربية في مجالات العلوم والادب والعمارة والفن والصناعة، مع مراعاة مساهمات الحضارات المغاربية فيه منذ فجر التاريخ، وذلك في محاولة للقطع مع الأفكار القومية المبنية على مبدأ “ملحمة التحرير” الفرنسية والإسبانية خلال القرن العشرين، والتعامل بحذر مع الثقافات الأجنبية التي تغزو المجتمع، وتُجاهد لإفراغه من عُمقه الأصيل، فضلاً عن السعي إلى خلق إيديولوجية جديدة تتجاوز النزعات الإسلامية أو الاشتراكية أو القومية العربية، لتحتضن الهويات العربية والأمازيغية والصحراوية والأندلسية والعبرية التي تشكل النسيج المتكامل للمجتمع المغربي.

من جهة أخرى، تورد الصحيفة، فإن حركة “الموريين” بالمغرب لم تسلم من تيار النقد، حيث اتهمها بعض النخب بمحاولة خلق كيان وسط بيئة مغربية تمر أصلا بأزمة هوية، ما سيُعجل بانهيار طروحاتها، كما أنها تستخدم لتبرير تفردها، سلسلة من الروايات الأيديولوجية التي لا أساس لها من الصحة ذات النوايا الإقصائية، وليس على الحجج العلمية الدامغة، وهي تجد نوعا من الدعم من طرف الدولة، والتي تراها كيانا يمكنه أن يملأ الفراغ الذي يعيشه المجتمع على المستوى الثقافي والسياسي بسبب صعود التيارات الإسلامية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
izm-n-Arif: youtube
المعلق(ة)
5 نوفمبر 2021 17:55

شعار حركة الموريين: الله الوطن الملك ولا غالب الا الله : عياشة، خوانجية، عرقيون
الثقافة جزء صغير من الهوية، ويمكن للإنسان أن تكون لها عدة ثقافات في نفس الوقت (أمازيغية ، عربية، فرنسية)، لكن من المستحيل أن تكون له عدة هويات . الهوية ترتبط أساسا قبل كل شيء بالأرض التي يعيش عليها ومنها الانسان مثلما عاش عليها ومنها أجداده إلى حد معين في التاريخ. وبالتالي،
فكل مغربي، يتشبث بالهوية العربية هو في الواقع يعيش على أرض وهمية ومغيب ومنفصم عن الواقع، يأكل غلة الأرض ويسب ملة اصحابها. فعلى الأقل عاش أجداده رقم 40 على الأرض المغربية ومن خيراتها لكنه يتشبث بأرض على بعد 7 آلف كلم، لم يراها من قبل و لم تصله و لو قطرة بترول يتيمة
للتوضيح ولأمانة التاريخ، مملكة موريتانيا أسسها الملك الأمازيغي بوكوس وعاصمتها طنجيس و اليلي(الدفلة بالامازيغية) المعربة إلى وليلي كعادة التعريبيين في تشويه طوبونيميا تامزغا (طنجيس(إسم ملكة أمازيغية)-طنجة،أزيلا(الجميلة) – أصيلة، تيتاوين(العينين)-تطوان، أشاون(القرون)- شفشاون)، ولا علاقة لها بمملكة نوميديا أو نوميديا الشرقية أو نوميديا الغربية. بدليل أن بوكوس ملك “موريتانيا” تحالف من الرومان ضد يوغرتن ملك نوميديا و ضم جزءًا من نوميديا إلى مملكته
موريتانيا القيصرية التابعة لروما، فيما يسمى اليوم الجزائر هي التي تأسست على أنقاض مملكة نوميديا، بعد أن قام الرومان بتفكيك مملكة موريتانيا إلى موريتانيا الطنجية التابعة لروما ، حاليا شمال المغرب وموريتانيا القصيرية
كان يجب على الصحيفة أن تندد بسرقة الإستعمار الفرنسي للإسم التاريخي “موريتانيا” بتحالف مع الإستعمار الإسباني، لتؤسس بإسمه عام 1904, مستعمرة أصبحت اليوم الجمهورية الاسلامية “الموريتانية” التي لا علاقة لها إطلاقا ب”موريتانيا” التاريخية ،لا تاريخيا ولا جغرافيا
موريتانيا مشتقة من الكلمة الأمازيغية أمور أو تمورت أي الأرض والتي إشتق منها حتى إسم مدينة مراكش ( أمور ن أكوش أي أرض الله ) ومنها إشتق إسم البلد في كل لغات العالم (مارويكوش، مارويكوس، ماروكو، ماروك) ما عدا العربية التي أصر العرب والتعريبيون على تعريبه إلى المغرب كمقابل للشرق
أما ايتام القذافي، والعروبة الصنمية التي تبني قصورها على الرمال وتستمني بالتاريخ، فعليهم فقط قراءة التاريخ المادي ، فاليأتوا لنا بدليل يتيم على أبطلاهم التاريخيين عقبة بن نافع وحسان بن النعمان، لا شيء أي انهم أشباح. أما موسى بن نصير فكان جنديا لدى البزنطيين، بشهادة فلس معدني في شمال أفريقيا يحمل اسمه وعليه صليب. ولا يمكن لبدو عراة حفاة جياع تائهين في الصحراء بحثا عن نقطة ماء، أن يتغلبوا على شعوب كثيرة ذات بحضارات عريقة واعداد هائلة:الكنعانيون و الفينيقيون و السريان و الكلدان والأكراد في العراق والاقباط والأمازيغ والنوبة في مصر والأمازيغ في شمال أفريقيا والايبريون في إسبانيا. التاريخ المادي، النقش تقل أنهم خضع صاغرين للحبشة ولم يستطيع التحرر إلا باختلاق وهم خرافة سخيفة طير أبابيل ترمي الحبش بصواريخ سجين. هذا هو الفكر البدوي المتصحر، التغني بالبيداء والحرب وهو لم يرى قط فرسا ولم يلمس سيفا

كل التاريخ العربي، إختلقه الفرس العباسيون وفقهائهم (البخاري، مسلم، الطبري، إلخ)، بصناعة تاريخ وشخصيات بعد قرنين من الأحداث المزعومة الوهمية. بأن الفوا أولى الكتب بالعربية، بعد أن صنعوا لهم لغة عربية بقواعدها ، على يد سيبيه والفراهيدي. 3 دول لم تدون كما من قبل لكل العرب في التاريخ: فالدولة المحمدية(الوهمية) لم تدون والدولة الراشدة(الوهمية) لم تدون والدولة الأموية لم تدون، فعن أي تاريخ وحضارة عربية تتكلمون؟

منير
المعلق(ة)
15 مايو 2021 11:08

مملكة موريطانية بدات من لقرن لخامس ؤلا رّابع قبل لميلاد، مي نوميديا أسسها لماليك ماسينيسا ف لقرن تّالت قبل لميلاد. هادا غلط تاريخي فادح، ؤ كيكرّس لإيديولوجيا تّامزغاوية لّي كتبغي تخلي لمغريب تابع لبلدان خرة جيرانة، حتا ف إطار “تامازغا” لمزعومة. لمغريب عندو تفرّد تاريخي من لقديم، ؤ ماكنا تابعين ل حد من غير فترات قليلة ؤ محدودة.

Ismail ridal
المعلق(ة)
11 مايو 2021 23:49

اولا كصحيفة وطنية كتسنى اجنبي ووكالة اجنبيتة تحلل وتوصل حركة داخل وطنها يكرس عقدة الاجنبي عندنا … الحاجة تاتعجب الاجنبي عاد نردو ليها البال كنتسناو القيمة حتى اعطيها لينا الاجنبي ولا منتبهوش ليها … بخصوص ان موريتانيا نشأة على انقاص نوميديا هادي راه عار من الصحة موريتانيا إمبراطورية منفصلة للشعب الموري المغربي تأسست وبرزت بالخصوص مع الملك بوكوس الاول اما نوميديا كانت في أغلب فتراتها مقاطعة رومانية … الثقافة والهوية المغربية المورية ساهم فيها المغاربة باصالتهم وارتباطهم بالارض واساسها امازيغي حنا عندنا غنى ثقافي ماشي تنوع او مساهمات … المغاربة لم يستوردو التقافة ولم تنتقل اليهم وزيد أن الهوية الأمازيغية ديالهوم عملت على إذابة واستيعاب الجميع في قالب ثقافي واحد منسجم وغني …

شهم
المعلق(ة)
11 مايو 2021 19:46

نحن نحتاج لإرجاع الهوية المغربية التي شوهها الإسلاميون والقوميون العرب الذين نسبوا أمجاد هذه الأمة للعرب الذين لم يستطيعوا بناء حضارة حقيقة بأموال البترول فما بالك وهم مجرد بدو وقطاع طرق أسكنهم الموحدون في المغرب، أمجاد المغرب و خصوصيته واضحة منذ طرد الامويين و بناء امبراطوريه من ليبيا لجنوب فرنسا و نهر السينغال.. لن أنسى أبدا حين قال لنا معلم ونحن أطفال لا تكاد نثقن حتى الدارجة أن المرابطين و الموحدون عرب يتكلمون بالفصحى حتى تبث أنهم صنهاجيون و مصامدة من صلب المغرب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x