الأندلوسي يدعو إلى استمرار فرض القيود الاحترازية وعدم الانفتاح على السياحة

اعتبر البروفيسور عبد الجبار الأندلوسي، الخبير في علم المناعة أن جميع المعطيات المتعلقة بالوضعية الوبائية بالمغرب تؤكد على أن الأمر غير متحكم فيه، مبرزا في ذات السياق أن الآراء الشخصية لبعض الأطباء المغاربة الداعية إلى الرفع التدريجي من الإجراءات الاحترازية والتوجه صوب الانفتاح على السياحة أمر ليس في محله، وذلك لعدة اعتبارات، بحسبه.

وأوضح الأندلوسي في تصريح لـ “آشكاين” أن السياحة خطر على الصحة في وضع وبائي تسيطر عليه السلالات المتحورة، مضيفا “خصوصا وأن هنالك اعتراف رسمي لوزارة الصحة المغربية بانتشار الوباء في معظم جهات المملكة و خاصة السلالة البريطانية التي نعتقد أن انتشارها مرتبط باستعمال لقاح استرازينيكا المعتمد في عملية التلقيح ببلادنا و كذلك تلقيح الحاملين للفيروس الذين تظهر أو لا تظهر عليهم الأعراض”.

وأكد البروفيسور في معرض شرحه للأسباب التي لا يمكن تجاهلها والمباشرة في رفع التدابير الاحترازية أن عدم اهتمام السلطات الصحية بالمضاعفات الجانبية المتفاوتة الخطورة لدى ضحايا عملية التلقيح لما يشوبها من اختلالات تنظيمية من مسؤولية الوزارة الوصية، أمر آخر يتوجب أخذه بعين الاعتبار.

ويزيد المتحدث “وسط كل هذا التخبط ظهرت سلالة مغربية صرحت بها اللجنة العلمية و تم تكذيبها من طرف وزير الصحة لتبقى حقيقة وجودها و مدى خطورتها و سرعة انتشارها معلقا بين السماء و الأرض… لتنضاف إليها السلالة الهندية صاحبة الطفرتين و التي نعتقد أنها منتوج محلي كيفما هو الحال بالنسبة للسلالتين المذكورتين أعلاه”.

ما نلاحظه اليوم، يورد الأندلوسي، هو خروج آراء شخصية تفند كل هاته المعطيات الميدانية و تدعي بأن استعمال بلادنا لنسبة 50%من اللقاحات المخصصة لافريقيا تجعله البلد أكثر استقرارا و أمانا بالنسبة الوباء مما يؤهله لرفع القيود و فتح الحدود في وجه السياحة بصفة عامة، هو استنتاج خطير بالنسبة للاستقرار الصحي و البيولوجي لبلادنا.

وأضاف أن “عملية التلقيح التي يروج لها فشلت في تحقيق أهدافها، التي أهمها المناعة الجماعية، بعدما تبين أن هذه الاخيرة أمرها يبقى غامضا كما صرح بذلك خبير الخبراء البروفيسور انطوني فوشي، ومجرد خرافة كما وصفتها منذ البداية” .

وقال الأندلسي إن “فضائح لقاح استرازينيكا التي تتستر عليها السلطات الصحية المرتبطة بخروقات أخلاقية و باستعمال بروتوكول تلقيحي خاطئ، بالإضافة  إلى نقل العدوى من الملقحين لغير الملقحين كما جاء على لسان وزير الصحة ببلادنا والذي دعا على إثره إلى عدم اختلاط المجموعتين، أسباب أخرى تجعلنا نرفض أي رفض للتدابير الاحترازية الوقائية”.

وشدد المتحدث قائلا “بحكم خبرتنا و اطلاعنا على السياق الوطني و الدولي، نرفض فتح الحدود في وجه البلدان أو الدول الموبوءة حتى لا تتكرر عندنا تجربة جزر السيشيل التي لقحت 60% من ساكنتها و ارتفعت بعد ذلك عدد الاصابات و الوفيات، إضافة الى اقتراب عيد الاضحى الذي نصر على إلغائه لما لاختلاط الانسان بالخروف من اثر سلبي على تحور و انتشار الوباء.

واختتم البروفيسور حديثه بالقول ” لا يمكن الاستمرار بالدفاع عن المصالح الاقتصادية لفئات معينه، كما وقع في عيد الاضحى السابق و الدخول المدرسي و اليوم القطاع السياحي، على حساب صحة المواطنين، وأؤكد على أن السياحة في الظرف الحالي خطر على صحتنا جميعا و يجب المزيد من التضحيات و التعبئة الوطنية لتجاوز هذه المرحلة و لن نسمح بالمزيد من الترويج للمغالطات التي من شانها بعثرة الحقائق”.