لماذا وإلى أين ؟

أمريكا تدخل على خط “الهجرة الجماعية” نحو سبتة

وصلت ارتدادات الضغط الذي مارسه المغرب بشكل غير مباشر على أوروبا عبر بوابته الجنوبية إسبانيا، إلى دول كبرى تحاول الدخول بخيط أبيض لحل الأزمة القائمة، والعمل على عدم تطورها إلى نقط تصعيد أكبر قد تهدد استقرار المنقطة.

فبد أن تدخلت الماكينة الألمانية التي تعتبر المحرك الرئيس للاتحاد الأوروبي في أزمة الهروب الجماعي نحو سبتة، جاء الدور على الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل في محاولة منها لتخفف من توتر الوضع وتجد نقطة تلاق بين الجانبين الإسباني والمغربي لحل أزمة الهجرة في أقرب وقت ممكن.

وكشفت صحيفة “إلبايس” الإسبانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية حثت كلا من إسبانيا والمغرب على العمل معًا لحل أزمة الهجرة في سبتة”، إذ أشارت الصحيفة بشكل لافت إلى “الحديث الذي دار بين وزير الخارجية الأمريكي  أنطوني بلينكين مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء 18 ماي الجاري، حين أشاد بدور الرباط في استقرار الشرق الأوسط”.

وأكدت “إلبايس”، على أنه  “بعد يوم من حصول المغرب على إشادة من الولايات المتحدة لدوره في الشرق الأوسط، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء 19 ماي الجاري، عن دعمها لإسبانيا والمغرب في البحث عن حل مشترك للأزمة التي تواجههما في سبتة”.

وفي نفس السياق، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جالينا بورتر، دون الانحياز لأي طرف: “نحن ندعم عمل كل من إسبانيا والمغرب معًا لحل الأزمة”، في ما عبر وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكين، هاتفيا في اليوم السابق لنظيره المغربي ناصر بوريطة، أن المغرب له دور “رئيسي” في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط فيما يتعلق بتصعيد العنف.

وتجنبت واشنطن التعليق على أزمة الهجرة بين إسبانيا والمغرب، إذ اعتبرت المتحدث باسم وزارة الخارجية، في ردها على سؤال وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، اليوم الأربعاء، أنها “قضية ثنائية بين مدريد والرباط”. مؤكدة، ودون الخوض في التفاصيل، على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز عمليات الهجرة الإنسانية والمنظمة والعادلة”.

وجاء تدخل أمريكا بعدما دخلت جمهورية ألمانيا الاتحادية، أمس الأربعاء، على خط التوتر القائم بين المغرب وإسبانيا، بعد يومين فقط من أحداث “الهجرة الجماعية” للمهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة، حيث حثت ألمانيا المغرب على “ضبط حدوده”.

جدير بالذكر أن الهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، زادت من حدة التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية، والتي تشهد منذ فترة تأزما تصاعد بعد استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، ما دفع المغرب إلى استدعاء سفيرته بإسبانيا، كريمة بنيعيش للتشاور، وذلك بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية بدورها لنفس الغرض على خلفية أحداث سبتة الأخيرة.

في المقابل، وافقت إسبانيا، بعد توالي ضغط توافد آلاف “الحراكة”، على منح المغرب 30 مليون أورو للمحاربة الهجرة، إذ عمل الجانبان على إعادة آلاف من المهاجرين إلى المغرب لعدما نزحوا إلى سبتة المحتلة.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x