لماذا وإلى أين ؟

خبير: أزمتا سبتة وغالي ستدفعان المغرب إلى تبني مبدأ النّدّية تُجاه اسبانيا

بعد التصريح التصعيدي لوزيرة الدفاع الإسبانية مارجاريتا روبلز تُجاه المغرب، الذي ادّعت فيه “أن اسبانيا لن تقبل الإبتزاز، أو التعرض للضغوط من المغرب، عبر لعبه بورقة أطفاله القاصرين”، والذي ووجه بتصريح من الجانب المغربي، أطلقه محمد الدخيسي، المدير المركزي للشرطة القضائية، أعلن فيه “قرار المغرب تجميد التعاون الأمني مع اسبانيا وألمانيا معاً”، واعتماده في علاقته مع باقي الدول بمنطق ” الند للند ورابح رابح والمعاملة بالمثل”، بناء على بلاغ أصدرته وزارة الخارجية المغربية، تناسلت الاسئلة بخصوص تجاوز هذا القرار دوائر الخلاف الدائر بين البلدين حاليا، والمتعلقة بزيارة زعيم البوليساريو ابراهيم غالي لاسبانيا باسمٍ مستعار، وأزمة مدينة سبتة، لكي يبلغ مستويات أكثر خطورة، مثل الوقف التام لكافة أشكال التعاون العسكري بين البلدين.

في هذا الصدد، يقول عبد الفتاح فتيحي، الخبير في الشؤون السياسية، “أن إسبانيا تستفيد من امتيازات اقتصادية واستثمارية مهمة جدا في المغرب، ويأتي هذا في إطار النوايا الحسنة، وتقوية عناصر الشراكة الاستراتيجية وعلاقات حسن الجوار بين البلدين، حيث تُعتبر اسبانيا الشريك المجاور والأقرب الذي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي، هذه العلاقة الثنائية لها رؤيا وطابع استراتيجي تستفيد منه اسبانيا بشكل كبير، بحيث أن الميزان التجاري وكذا الاقتصادي هما في صالح اسبانيا، بل وحتى السياسي”.

ويستطرد فتيحي قائلاً، بأن “المغرب هو الذي يتحمل الكلفة الأكبر في علاقته مع اسبانيا، في إطار تصور لطبيعة مستقبل العلاقات الثنائية مع الاتحاد الاوروبي في إطار الوضع المتقدم، وهو الذي كان يمدّ يده دائماً للتعاون مع اسبانيا في إطار حسن النية، خاصة خلال الأوقات الصعبة التي مرّت هذه الأخيرة، حيث أنه في فترة توقف العمل باتفاقية الصيد البحري، سمح المغرب للسفن الاسبانية بأن تصطاد في مياهه الإقليمية”.

من جهة أخرى، يؤكد ذات المتحدث، “أن اسبانيا في علاقتها مع المغرب، تستفيد من المقاربة الأمنية، وكذلك التعاون القضائي مع المغرب، وهذا كله يصبّ في صالح اسبانيا، فيما كان يُنتظر مغربيا من اسبانيا أن تكون محامية للدفاع عن المصالح المغربية، وهذا ما من شأنه أن يقوي مستقبل العلاقات بين البلدين، لكن خلافاً لكل ذلك، كانت اسبانيا تأكل الغلة المغربية وتسب الملّة، لأنها كانت تعارض خيارات استراتيجية بالغة الأهمية كقضية الصحراء المغربية، كما أنها ظلت دائما تدعم جبهة البوليساريو، هذا الدعم الذي تجلى بوضوح في استقبالها لزعيمها ابراهيم غالي بأوراق ثبوتية مزورة، في مخالفة واضحة للتعهدات والالتزامات المتعلقة بالهجرة النظامية”.

كما أشار الخبير في الشؤون السياسية، “إلى أن المغرب ماضٍ إلى الحد الذي يجعل اسبانيا تستوعب أهمية الشراكة الاستراتيجية معه، ما يفرض عليها التفكير في التأسيس لمستقبل العلاقات الثنائية بينها وبين المغرب تنبني على أسس جديدة قوامها النّدّية في الشراكة، كما يُتوقع كذلك إعادة النظر في مسلسل تدبير التعاون المشترك على ضوء هذه المعطيات الجديدة، لاسيما أن التصريحات التي تصدر عن الجانب الاسباني غير مطمئنة، ولا تؤسس لتطور مستقبلي، وهذا يُمهد لطول زمن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبدالله اشكون
المعلق(ة)
22 مايو 2021 00:45

عبدالله محمد: فعلا وجب الرد بحزم على وزيرة الدفاع الاسبانية بأن المغرب هو الذي لا يقبل الابتزاز… وجب الاعتراف بالخطأ وهو استقبال مجرم مبحوث عنه من قبل العدالة ومعالجة الخطأ… وليس التهديد المعروف عن القوى الاستعمارية وبأن مغرب 2021 ليس هو مغرب الأمس.

Ali
المعلق(ة)
الرد على  محمد أيوب
21 مايو 2021 14:42

خوفا من ردة فعل مغربية أقوى، رفضت ألمانيا استقبال زعيم البوليساريو قبل أن تستقبله إسبانيا الغبية التي ذهبت ضحية كابرانات المرادية.ها هي اليوم تبحث عن مخرج من أزمتها مع المغرب و كل ما ينشره الإعلام الاسباني ما هو إلا شجرة تخفي الغاب.

محمد أيوب
المعلق(ة)
21 مايو 2021 10:55

هيهات:
ماذا يتوفر لنا حتى نتعامل ندا لند مع اسبانيا والمانيا.
أية عناصر قوة بيدنا لهذا..هل يمكن الثقة بدعم امريكا واسرائيل مثلا؟نعلم جميعا بان فرنسا واسبانيا تعلمان عنا أكثر مما نعرفه نحن..هذا هو رأيي.. فارشيفهما به من الوثائق السرية ما من شأنه:”زعزعة” واقعنا…أما ورقة الهجرة والمخدرات والارهاب فإن اوروبا والغرب لهم من الامكانيات ما يجعلهم في غنى عن تعاوننا معهم..وحتى إن كانوا يحتاجونا فلهم من الوسائل ما يجعلوننا نرضخ لهم شئنا أم أبينا..ثم في مثل هذه القضايا نحن أحوج اليهم من حاجتهم هم الينا..يكفي مراجعة ميزاننا التجاري معهم لتوضيح عوامل وعناصر القوة لدينا ولديهم..إن أوروبا بامكانها جر دول كثيرة لموقفها من وحدتنا الترابية..بل بامكانها حث دول على اغلاق قنصلياتها باقاليمنا الصحراوية وبالتالي توجيه ضربة قاسية لنا..أقول: رحم الله امرؤا عرف قدر نفسه..اسبانيا والمانيا اوروبا دول مؤسسات حقيقية وليس مجرد واجهات.. هناك يتساوى الجميع أمام القانون..ولا مجال للمقارنة بيننا وبينهم فيما يخص هذا…للتعرف قدرنا جيدا…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x