انتشر في الآونة الأخيرة، الحديث عن مرض الفطر الأسود المصنف ضمن الأعراض الجانبية للإصابة بالسلالة الهندية لفيروس كورونا المستجد، والذي أودى بحياة الآلاف في الهند نتيجة خطورته وانتشاره السريع المصاحب لهذه السلالة الفتاكة.
وتزايد الحديث عن هذا المرض، الذي ظهر على الآلاف من المصابين بكورونا في الهند وظهر على الفنان المصري الراحل سمير غانم، بعدما تخطى الأخير كورونا، وأصيب بفشل كلوي حاد، حيث كشف شقيقه أنه أصيب بمرض الفطر الأسود في عينيه، واصفة المرض بأنه “من أسوأ الأمور التي يتعرض لها الإنسان”.
ويشكل ظهور إصابات، وإن بدت قليلة في المغرب، من المتحور الهندي الفتاك المتسبب في الفطر الأسود، (يشكل) مثار تساؤلا عن ماهية هذا المرض؟ وهل يمكن أن يصاب به المغاربة؟.
وفي هذا السياق، أوضح البروفيسور سعيد المتوكل، المختص في الإنعاش والتخدير وعضو اللجنة العلمية والتقنية لـ“كوفيد19” أن “الفطر الأسود الذي لوحظ في المدن الهندية إبان انتشار السلالة الهندية المتحورة من كورونا، يصنف ضمن عائلة الفطريات، وهي تنتشر في جميع مناطق الجسم وبالخصوص في الجلد، وتكون على شكل بقع سوداء، وهي التي تعطي تلك الأعراض”.
وأضاف المتوكل أنه “حتى في فيروس كورونا الأصلي كانت هناك أعراض احمرار مناطق في الجسم وبعض الأعراض المصاحبة، والتي تظهر في الجلد، وهي من بين خصوصيات هذا الفيروس، لأن المعروف أن مناعة الجسم عندما يصاب بكورونا متحورة تعطي بدورها اختلالا في مناعة الجسم، ما يسهم في ظهور جميع الفطريات المتواجدة أصلا في جسما، ويصبح مرضا جانبيا قائما بذلته”.
وأكد سعيد المتوكل في حديثه لـ”آشكاين”، على أنه “ولحدود الآن، لا توجد أي حالة من مصابي الفطر الأسود في المغرب، حسب المعطيات المتوافرة لدينا من خلال اجتماعات اللجنة العلمية، وحتى المكلفون بالمرضى في الدار البيضاء أو غيرها لم يشيروا إلى أي إصابة من هذا النوع”.
وشدد المتحدث نفسه، على أن “مرض كوفيد-19 يحمل الكثير من المفاجآت على الصعيد العالمي، فمنذ ظهوره في أواخر سنة 2019 عرفنا الكثير من الأعراض وكيفية تطور المرض، ولكن هذه السلالات المتحورة لكرونا تأتي بخصوصياتها كل واحدة على حدة”.
“فمثلا السلالة الهندية تصيب الشبان بكثرة، ولديها أعراض لم نشهدها من قبل في الفيروس الأصلي”، يضيف المتوكل “وهو ما شهدناه أيضا في المتحور البرازيلي الذي بدأ يضرب الأطفال حينها، ولديه معدل إماتة قوي، وكل ذلك يدخل ضمن لائحة بعض الأعراض والأمراض التي تصيب الأشخاص حاملي الفيروس التاجي إبان الجائحة”.
وأشار المتوكل في تصريحه لمنبرنا، إلى أن “السلالة المتحورة المتواجدة بكثرة في المغرب هي المتحور البريطاني، وعندما تكون هناك سلالة أكثر من نظيراتها فهي لا تترك مجالا لبقية السلالات لتأخذ مسارا كبيرا في تطورها”.
ولفت محدثنا الانتباه إلى أنه “ما دام الوباء موجودا ومنتشرا بين جميع دول العالم، فإن سيرورته يمكن أن تؤدي إلى مفاجئات أخرى في مستقبل الأيام”. موردا أنه “عندما ظهر الفيروس الأصلي لكوفيد-19 ظهر معه فقدان المناعة، وصاحبه ظهور فطريات مشهورة في دماغ الإنسان وفي جسم الإنسان”.
وخلص البروفيسور سعيد المتوكل، إلى أن “الفطريات عموما تصاحب الأمراض التي تكون فيها إما المناعة مضطربة أو فقدانها أو تفاعل المناعي في جسم الإنسان، ومرض كوفيد يشهد تفاعل مناعيا يشرح لنا العاصفة المناعية السيكوتينية”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
